توفي المناضل القاضي عبدالسلام صبره اليوم الخميس اثر اصابته بنوبة قلبية في المستشفى العسكري عن عمر يناهز مائة عام. ولد ونشأ المناضل القاضي عبدالسلام صبره في مدينة صنعاء عام 1330 ه / 1912م، وبدأ دراسته في مساجد صنعاء اتصل بالثوار المعارضين لحكم الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين)، وكان للأستاذين: (عبدالله العزب)، و(أحمد المطاع) دور كبير في إرساء ثقافة الثورة والمعارضة لحكم الإمامة بينه وبين زملائه؛ مثل: (محمد المحلوي) وغيره. عمل موظفًا في بلدية صنعاء، وتدرَّج في مناصبه حتى أصبح رئيسًا لها، وقام إلى جانب ذلك بعمل وكيل عاملها، وكان لارتباطه بالمعارضين الثوار أثر كبير غيَّر مجرى حياته؛ إذ دخل السجن ثلاث مرات: عام 1364ه/1944م، وعام 1367ه/1948م، عقب فشل الثورة الدستورية، وعام 1375ه/1955م، عقب انقلاب فاشل حدث في مدينة تعز، وقد استمر في سجنه الأخير حتى عام 1379ه/1959م، وعقب خروجه عاد إلى عمله رئيسًا لبلدية صنعاء حتى قيام الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي سنة 1382ه/1962م، ثم تقلد مناصب عديدة؛ منها: عضوًا في مجلس قيادة الثورة؛ فعضوًا في مجلس الرئاسة؛ فعضوًا في المكتب السياسي، ثم وزيرًا للأوقاف وشئون القبائل، ثم وزيرًا للمواصلات، ثم رئيسًا للمجلس الجمهوري بالنيابة. كان مرجعًا للثوار، لعب دورًا كبيرًا في تشكيل مجاميع الثورة، وتوجيهها، وكان الثوار يعدونه الأب الروحي لهم. خلف من الأبناء سبعة: ست بنات وذكرٌ واحدٌ. قرأ كثيرًا من مؤلفات كلٍّ من شيخ الإسلام (محمد بن علي الشوكاني)، والمحدِّث الشهير (محمد بن إسماعيل الأمير)، والعلامة المجتهد (محمد بن إبراهيم الوزير)، و(صالح بن مهدي المقبلي)، وشجعه أبوه - وكان عالمًا - على رفض التعصب والتقليد، وأتاح له عبر مكتبته الكبيرة الاطلاع على كلٍّ جديد في مختلف العلوم والفنون.