لم ينشر أي عدد جديد لمجلة "إنسباير" الإلكترونية التابعة لتنظيم القاعدة، بعد أن لقي مؤسسوها مصرعهم إثر الهجوم الذي شنته طائرة أمريكية من دون طيار على اليمن الخريف الماضي، لكن مناصري المنظمة الإرهابية ليسوا وحدهم في التأسف على اختفائها. وفي تقرير أعدته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن هذه المجلة، أكد محللون استخباراتيون أمريكيون أنهم يفتقدون "انسباير"، حيث كانوا يعتبرونها، بالحد الأدنى، "نافذة" تتيح لهم للتعرف على طريقة تفكير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مثلما يعرف عن نفسه التنظيم المتمركز في اليمن. وقال أحد المسؤولين في الدفاع الأمريكي عن تعقب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب: "لقد ساعدتنا في تكوين فكرة عن المجموعة". وأكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن توقف المجلة يشكل "خسارة استخباراتية" للولايات المتحدة. وتذكر "واشنطن بوست" أن مجلة "إنسباير" ظهرت لأول مرة في يوليو/تموز2010، وتعتبر واحدة من أبرز الوسائل الدعائية للقاعدة، إذ إنها تصدر باللغة الإنكليزية وتحتوي على صور ملونة ومقالات تستهدف القراء الأمريكيين والأوروبيين للتأثير على أفكارهم. وفي أول عدد لها، بان أسلوب المجلة الاستفزازي، إذ تضمنت مقالا عن كيفية "صنع قنبلة في مطبخ والدتك"، وكشفت الأعداد اللاحقة للمجلة عن تفاصيل تتعلق بمخططات لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. فأشارت على سبيل المثال في إحدى أعدادها الى إنفاق الجماعة مبلغ 4200 دولار لمحاولة إرسال طرود مفخخة إلى الولاياتالمتحدة، المخططة الذي أحبطته واشنطن. وأعطت المجلة لمحللين في "سي آي إيه" ووكالة استخبارات الدفاع وغيرها من الهيئات لمحة عن أجندة التنظيم القاعدة، فضلا عن قائمة بأعضائه. وكانت تحتوي على تعريفات مطولة عن كبار أعضائها مثل أنور العولقي، رجل الدين الأمريكي المولد الذي أصبح المتحدث الرئيسي للجماعة. وقد يكون العدد السابع من المجلة، الذي صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، الأخير لها بعد مقتل محرريها الرئيسيين، أنور العولقي وسمير خان، في غارة شنتها "سي أي ايه" على معقلهما في اليمن، سبتمبر/أيلول الماضي. ويذكر أن القاعدة لم تعلن بعد عن إقفال المجلة، ولكن قال مسؤولون أمريكيون ألا شيء يشير إلى أنه يتم العمل حاليا على إصدار عدد جديد منها.