أحبط الجيش اليمني ومسلحو القبائل في محافظة أبين الجنوبية هجوماً ثانياً هو الأكبر من نوعه شنه عناصر جماعة “أنصار الشريعة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” للسيطرة على مدينة لودر، وقال عسكريون من قوات اللواء 111 مشاة ووجهاء قبائل ان المسلحين تكبدوا خسائر فادحة امس الأربعاء بعد هجوم فاشل شنوه على المدينة من ثلاثة محاور؛ فيما أتهم قادة في التنظيم السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فاليرستاين بتأسيس وتمويل “صحوات” من رجال القبائل على غرار الصحوات التي تأسست سابقا في العراق لمقاتلة مسلحي القاعدة . وقصف مسلحو التنظيم مناطق متفرقة في لودر بالدبابات وقذائف الهاون فجراً قبل زحفهم باتجاه المدينة من الضواحي الجنوبية وجبل زارة وقرى مناطق يسوف ومنطقة النجدة معززين بأسلحة ثقيلة، بينها ثلاث دبابات وأسلحة متوسطة، وسط مقاومة شرسة من قوات الجيش ورجال القبائل الذين اشتبكوا مع المسلحين لوقف زحفهم باتجاه المدنية، ما أدى إلى مقتل 25 مسلحا على الأقل شوهدوا على متن سيارات نقل أثناء نقلهم من مناطق المواجهات إلى مناطق أخرى في ضواحي المدينة فضلا عن إصابة آخرين . وقال مصدر عسكري ل”الخليج” إن مواجهات عنيفة اندلعت بين مسلحي التنظيم الأصولي وقوات الجيش بالقرب من محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية عند المدخل الجنوبي للمدينة، مشيراً إلى أن المواجهات استمرت بين الجانبين حتى عصر أمس، نافياً وقوع ضحايا من قوات الجيش في المواجهات . وقال إن قتلى مدنيين ربما سقطوا نتيجة تعرض بعض المنازل للقصف من المسلحين، وأن مدفعية الجيش تصدت لزحف ثلاث دبابات كان مسلحو القاعدة استولوا عليها في وقت سابق من مواقع الجيش في منطقة القوز والنخعين، وسط أنباء تحدثت عن تدمير قوات الجيش دبابة عسكرية من بين الدبابات الثلاث التي بحوزة مسلحي التنظيم . كذلك اندلعت مواجهات بين مسلحي القاعدة والمئات من رجال القبائل في الأطراف الغربية للمدينة بالقرب من جبل شروان الذي اتخذه المسلحون منطلقا لمهاجمة المدينة من جهة الغرب وكذلك في منطقتي امبطر وزارة، أوقعت عدداً غير محدود من القتلى والجرحى من الجانبين . فيما أدت عمليات القصف التي شنها المسلحون على مناطق تمركز الجيش ومسلحي القبائل إلى تدمير بعض المنازل وإصابة عدد من مسلحي رجال القبائل والمدنيين . وشاركت مقاتلات من سلاح الجو اليمني في شن غارات استهدفت تجمعات متفرقة لمسلحي التنظيم في مدينة العين وضواحي مدينة لودر بالتزامن مع قصف مدفعي، ما أدى إلى مقتل 10 على الأقل من المسلحين وإصابة آخرين، كما أدت إلى تدمير مبنى كان يتحصن فيه المسلحون الذين شوهدوا ينتشلون جثث قتلاهم من بين الحطام . وأرغمت الغارات الجوية والقصف المدفعي المسلحين على التراجع لكيلومترات عدة والتحصن في مناطق جبلية في الضواحي الجنوبية للمدينة، وقال مسؤول محلي إن اثنين من رجال القبائل المنضوين في إطار اللجان الشعبية قتلا في هجمات القاعدة، كما أصيب خمسة آخرون، مشيراً إلى ان مدير عام مديرية لودر السابق الشيخ محمد جعبل الذي يقود عدداً من أفراد اللجان الشعبية قتل كذلك في المواجهات نتيجة انفجار قذيفة هاون سقطت على سيارته عندما كان يقودها مع اثنين من مرافقيه الاثنين اللذين قتلا كذلك في هذا القصف . وتداعى العديد من وجهاء القبائل في أبين لنداء رفاقهم في مدينة لودر وشوهد المئات منهم يتدفقون إلى المدينة لفك الحصار عنها والمشاركة في صد هجمات “القاعدة” . وقال وجهاء إن اللواء 111 مشاة زود مقاتلي اللجان الشعبية، وبعضهم جنود وضباط متقاعدون تمركزوا في جبل ثرة المطل على المدينة، بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وبينها دبابات ومدافع وأسلحة متوسطة ما ساعدهم في صد هجمات مسلحي التنظيم الأصولي ووقف زحفهم نحو المدينة . من جهة أخرى اتهم مسلحو “القاعدة” السفير الأمريكي بصنعاء فاليرستيان بتأسيس “صحوات” على غرار تلك التي تأسست سابقا في العراق والدفع بها لمقاتلة “أنصار الشريعة” . ونفى قائد ميداني من مسلحي القاعدة في أبين يكني نفسه ب”أبي قتاده” سقوط عدد كبير من القتلى وقال إن عددهم لم يتجاوز الستة منذ يوم الاثنين الماضي، مشيراً إلى أن مدينة لودر “أضحت وكرا للمؤامرات على أنصار الشريعة لهذا فإن قتال صحوات لودر ركيزة أساسية لضرب كل المتورطين بالعمالة للنظام وأمريكا، مشيرا إلى أن سقوط المدينة مسألة وقت لا أكثر” الخليج*