(وفاق-1) تسمية لما هو اكبر من مرانٍ عسكري بين وحدات من جيشين لدولتين شقيقتين متجاورتين الى درجة التداخل الجغرافي والتاريخي والثقافي. ماشاهدناه عبر شاشة التلفزيون من مرانٍ مشترك لوحدات من الجيشين اليمني والسعودي، قد حمل معه اكثر من بعد ودلالة ومعنى . شاهدنا حكمة يمانية -سعودية ترتقي بالعلاقات بين الشعبين الجارين الى ما نصفه بأكثر من ممتاز وان هذه الحكمة ، قد وصلت بالعلاقة إياها الى نقطة لم تصلها من قبل ، وهذا ماتشهد به العودة بالذاكرة الى بداية التاريخ في المنطقة او بين شمال وجنوب الجزيرة العربية. وفي مشاهدتنا للمِرَانِ المشترك قرأنا اكثر من دلالة اهمها أن ماقامت به تلك الوحدات على اراضٍ يمنية ماهو إلا اعلان عن توجه جاد لاحلال سلام دائم في المنطقة ، وتعاون اقوى لترسيخ وحماية وئام وأمن لاتستقر قاعدة البناء والتنمية والرخاء إلَّا عليه ولهذا لم نشاهد مرانات عسكرية من اجل الحرب بل من اجل السلام، والدفاع المشترك عن استقرار وأمن المنطقة، انه مِرانٌ لمدافع الحب والسلام. ان تمرين وفاق واحد على ارضٍ يمنية ووفاق اثنين المزمع اقامته كمناورة عسكرية على اراضٍ سعودية- في الوقت المحدد لذلك - خطوات لا تُقرأ كأعمال عسكرية، بل نتائج سياسية لحكمة قيادة، لأن قيام وحدات مشتركة من جيشين لدولتين متجاورتين لهو امر يعني الشيء الكثير وأن ملفا من الاختلاقات والخلافات والصدامات بدوافع مشاكل حدودية او ما تنجم بين دولتين متجاورتين من أزمات قد اقفل والى الابد، وان التعاون والتنسيق والتقارب قد ارتقى الى درجة الدخول فيما يحاط بالسرية والخصوصيات، ويدخل في اطار المحاذير، كما ان ما اقدمت عليه الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية في هذا المجال . ليختط سطور رسالة يدعو الشارع العربي قادته في الجزيرة والخليج الى قراءتها بعناية - والعمل على ايجاد التسويات الأخوية للخلافات.. والإقدام على تشكيل درع عسكري يحمي امن واستقرار الجميع.. لقد حمل (وفاق-1) اكثر من دلالة ومعنى اشرنا الى البعض منها ، وبقي ان نشير الى حكمة يمانية او إلى صفحة من التاريخ، بل من اهم صفحات التاريخ اليمني ممهورة بتوقيع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وقد تصدرتها انجازات تصب في قناة الحرص على اليمن، واستقراره ، وأمنه وحقن دماء ابنائه. في هذه الصفحة ترسيم الحدود البرية والبحرية لليمن على قاعدة (لاضرر ولا ضرار) ، واغلاق ابواب الأزمات واستنزاف الطاقات واراقة الدماء .. هذه الحكمة اليمانية التي تجسدت في مواقف فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ، وسيحفظها التاريخ في المكانة اللائقة الرفيعة بها سيذكر التاريخ أنها:- - مع الاخوة في اريتريا قد تذكرت الجوار والقربى قبل ان تسيل الدماء فحقنت الدماء وحافظت على ود الجوار. - ومع الأخوة الاشقاء في عمان قد تذكرت البيت الواحد وما لمن فيه او من يسكنه من حقوق على بعضهم، فكان ترسيم الحدود مع عمان مثلاً يحتذى به . - اما مع الأخوة الأشقاء في السعودية فقد رأت ان اهل الدار ادرى به من غيره ولهذا فوجئت عيون العالم واكبر اجهزة الإستخبارات العالمية بما توصلت اليه الحكمة اليمانية مع الأشقاء في المملكة من انجاز الإعلان عن الترسيم وماتلاه من خطوات تنضح بالثقة والمصداقية. ختاماً نقول: إذا ماكانت الأغنية تعبر عن وجدان الشعب وتسبق الرؤية الى البعيد فان الأغنية لم تكذب ونحن نستمع اليها في العيد الحادي عشر للوحدة 2001امام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وشقيقه سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بمحافظة عدن قائلة- أطفت لهيب الحرب والثارات حكمة علي واخوه عبدالله قادة عرب تشمخ بهم رايات ارض العروبة والمعين الله