الأفراح البهيجة التي رافقت وما زالت احتفالات شعبنا بالعيد الوطني ال15 والتي بلغت ذروتها بالمهرجان الكرنفالي والشبابي الرائع الذي أقيم عصر يوم ال22 من مايو في ساحة العروض بمدينة المكلا والذي جسد فيه اكثر من ستة آلاف شاب وشابة وزهرة لوحات بهيجة من الفرح ومن حكايا التاريخ اليمني المجيد.. نالت الكثير من الإعجاب والتقدير من قبل أبناء الوطن في الداخل والمهجر ومن ضيوفه من وفود الدول الشقيقة والصديقة التي شاركتنا تلك الأفراح وكل المحبين لليمن ووحدته.. ولا شك أن تلك الاحتفالات الفرائحية البهيجة قد أشاعت الأفراح في النفوس والقلوب لا بتميزها فحسب ولكن لدلالاتها ومعانيها العميقة التي تشير إلى تلك المسافة الكبيرة التي قطعها شعبنا اليمني في ظل راية وحدته وعلى درب الإنجازات والتحولات الجذرية التي تحققت للوطن الواحد وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وكم كنا نتمنى على أولئك الذين استقبلوا هذه المناسبة الوطنية البهيجة بوجوه عابسة ونفوس معقدة وقلوب غير صافية النوايا وعيون لا ترى النور والإشراق أن يعيشوا مع الشعب فرحته وان لا يظلوا يغردون وحيدين خارج السرب والإجماع الوطني وان يكونوا مع الوطن الذي أعطاهم الكثير وان يدركوا بأن عزتهم وكرامتهم وقوتهم ومستقبلهم هي في رحاب هذا الوطن الواحد الذي علت مكانته وتعزز دوره ونمت الحياة فيه وازدهرت في ظل عطاءات الوحدة المباركة التي حققها اليمنيون في لحظة تاريخية استثنائية وبفعل استثنائي عظيم عبر عن حكمة يمانية وإرادة صلبة وفي وقت كان العالم فيه يشهد تمزق الكثير من الكيانات فيه.. واليمنيون اليوم جميعاً مهما تعددت مشاربهم السياسية والفكرية معنيون بالتأمل العميق في تلك الحقائق الجلية التي تبرز شواهدها في الواقع اليمني الجديد المقترنة بالوحدة ومنجزاتها وما شهده ذلك الواقع من تفاعلات وحراك وطني في مختلف جوانب الحياة لعل أبرز ملامحه أن الشعب اليمني الحر بات هو سيد نفسه وصانع قراره وأن الحرية والديمقراطية عناوين بارزة لحياته الجديدة اليوم .. وأن امتلاك ناصية المستقبل ينطلق من تلك القدرات والطاقات الوطنية المتنوعة التي تتفجر في ظل الواقع الديمقراطي الذي يعيش الجميع في الوطن اليمني حقائقه الساطعة.. واليمنيون مطالبون جميعاً اليوم وفي المقدمة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الاستجابة الواعية ودون أي تحفظ لتلك الدعوة الصادقة التي أطلقها قائد مسيرة الوطن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عشية الاحتفال بالعيد الوطني ال15 للجمهورية اليمنية من أجل الحوار وفتح صفحة جديدة بين الجميع في الوطن وإشاعة قيم التسامح والإخاء والمحبة والاصطفاف الوطني لكل ما فيه خير الوطن وأمنه واستقراره وتحقيق مصالحه العليا .. ومهما كانت التحديات وأيا كانت التباينات في الرؤى وهي أمرطبيعي في ظل واقع ديمقراطي تعددي فإن القطيعة والتمترس خلف الأفكار والمواقف أو الشكوك والأوهام وانعدام جسور التواصل والحوار لا يمكنها أن تخلق مناخاً طبيعياً سليماً يخدم المصلحة الوطنية العليا.. إنّ التنوع والتعدد وحتى التباين في السياسات والأفكار أمر طبيعي وبدهي في الحياة ولكن لا ينبغي أن يقود ذلك أبداً إلى الاختلاف والانقسام ولا يمكن أن يجعله البعض وسيلة غير شريفة لتحقيق أغراض وأهداف غير مشروعة تمس بتماسك المجتمع وائتلافه وبالوئام الوطني أو السلم الاجتماعي العام .. وباعتبار أن الغاية الوطنية الأسمى هي بناء الوطن وحمايته من أية أخطار تمس أمنه واستقراره وسيادته واستقراره والدفاع عنه ومصالحه العليا .. وأن مصلحة الوطن تكون دوماً فوق أي مصالح ذاتية أو حزبية وأن التجمع في أي إطار حزبي أو نقابي وغيره ليس هدفاً أو غاية بحد ذاتها بل مجرد وسيلة للوصول إلى تحقيق مثل تلك الغاية الأسمى .. لقد عاش الوطن وما يزال أفراحه بعيد أعياده الوطنية دون منغصات وعلى أولئك الذين ظلت الهواجس والظنون تسكن قلوبهم بمواقف خاطئة ورهانات خاسرة لإعاقة مسيرة الوطن من الانطلاق صوب الأمام أو تشويه الصورة الجميلة الزاهية التي ترتسم للوطن بعطاءات ثورته ووحدته أن يدركوا أن التاريخ لا يرحم وأن الشعب الذي تألق فرحاً وابتهاجاً في عيد وحدته من أقصى الوطن إلى أقصاه هو من الوعي والإدراك ليميز بين الغث والسمين لأنه من يعيش حقائق الواقع بكل تجلياته ولأنه هو صاحب المصلحة الحقيقية في كل ما يتم إنجازه في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والتنمية .. وطوبى للوطن الغالي أفراحه وابتهاجاته في ظل راية وحدته العظيمة عنوان العزة والكرامة والقوة والشموخ!