تأكيد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح يوم أمس في كلمته باللقاء التشاوري حول مناقشة الخطة الخمسية الثالثة من سلطة محافظات تعز، وإب، والضالع، وذمار المحلية بالشراكة مع الجهات المركزية المعنية في الدولة والحكومة يجسد جدية توجهات قيادة الوطن السياسية نحو تعميق التحولات الديمقراطية بترسيخ اللامركزية وتوسيع المشاركة الشعبية مؤسسياً في مجمل عملية تنمية المجتمعات المحلية عبرتعزيزالدورالاشرافي والرقابي والاسهام في تحديد ووضع الأولويات للمشاريع الضروريةالهامة التي ينبغي تنفيذها في الخطة الخمسية الثالثة لتعبرفي مضامينها عن احتياجات المواطنين للمشاريع التنموية والخدمية الحقيقية التي تعطي برامجها التنفيذية طابعاً واقعياً وبالتالي تستطيع تلبية الطموحات الكبيرة لبناء الوحدات الادارية وعلى مستوى الوطن كله دون إخلال بالتوازن بين الاحتياجات ومحدودية الموارد المتاحة،ومن ثم الاستفادة منها بصورة صحيحة،وهوما سيؤدي الى التنمية والبناء الاقتصادي والخدمي والاستثماري المتوازن المتناغم المنسجم مع طموحات وتطلعات الناس على مستوى الوحدات الادارية والوطن. ان حديث فخامة الرئيس لم يتوقف عند النجاحات والنتائج الايجابية المحققة للسلطة المحليةوأنَّ ذلك سوف يعني منحها المزيد من الصلاحيات ولكن امتد الى ماهو اهم وأبعد.. إعادة النظر بقانون السلطة المحلية وتعديله لتصبح قيادة السلطة المحلية في المحافظات والمديريات منتخبة بالكامل مباشرة من المواطنين.. وهذا التوجه يمثَّل تطوراً وتحولاً أوسع في مضمار البناء الديمقراطي للدولةاليمنيةالحديثة ليشمل تعديل قانون الانتخابات ومجلسي النواب والشورى وبموجبه لن يكون مجلس الشورى بالكامل معيناً وهنا يتجلى الترابط الموضوعي الديمقراطي التشريعي المؤسسي الذي تصبح معه بنية الدولة تعبيراً للارادة الشعبية وسلطاتها مستمدة منها. لعل التأكيد الاهم في هذا السياق ان هذه القفزات النوعية في المسارالارتقائي للتجربة الديمقراطية اليمنية سوف تنجز بكيفية متسارعة خلال العام القادم ولن يأتي العام2007م إلا وقد اضحت بنية الدولة المؤسسية منتخبة بالكامل كتعبير تتجسد فيه مبادئ الثورة اليمنية(26سبتمبر و14أكتوبر)وتعد المشاركة الشعبية هي الاساس الذي يقام عليها البناء الهرمي الديمقراطي لدولة اليمن الموحد -الجمهورية اليمنية- وهذه الانتقالات لايمكن فهمها على نحو صحيح دون استيعاب المنهجية السياسية المنطلق منها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح في قيادته للوطن ورؤيته الاستراتيجية الاستشرافية المتعاطية مع المتغيرات من منظور أوسع وأرحب تترابط اشتراطياً متطلبات الحاضر بتطلعات المستقبل لتكون النتيجة انجاز استحقاقات كل مرحلة في التوقيت المناسب مجنباً الوطن بنظرته الثاقبة منزلقات القرارات المتسرعة والجمود التي تفضي في محصلتها الى نتائج سلبية إما بحرق المراحل أو القفز فوق الواقع، وإما الثبات عند نقطة محددة خوفاً من التغيير..والاتجاهان ينتهيان الى طريق مسدود مصدره انعدام الوضوح في الرؤية لاستبصار ما يجب عمله في آوانه .. ومسيرة التحول الديمقراطي ليس الا واحدة من تجليات النظرة الثاقبة لفخامة الرئيس في قيادته للوطن، وحديثه في كلمة يوم أمس حول توسيع وتطوير السلطة المحلية، و التجربةالديمقراطية عموماً يؤكد هذه الحقيقة..وكونه جاء متزامناً مع احتفالات شعبنا بأعياد ثورته الخالدة-سبتمبر واكتوبر -يحمل دلالات ومضامين جوهرهاالتغييري لايتوقف عند محطة معينة بل يتواصل في استمرارية تفتح آفاقاً رحبةً وفضاءات لا متناهية أمام أبناء الثورة والجمهورية والوحدة للنهوض بوطنهم ودولتهم على أساس النهج الديمقراطي الراسخ مداميكه التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان .