في عدد واحد في إحدى الصحف الأهلية التي تنعم بالديمقراطية والتعددية، والصادرة هذا الأسبوع مواكبة ليوم الديمقراطية في السابع والعشرين من أبريل كان نصيب شخص رئيس الجمهورية كماً لا يحصى من الإساءات المباشرة وغير المباشرة التي يعاقب عليها كل قوانين النشر. ولو قيل في شخص رئيس تحرير هذه المطبوعة جزء يسير مما قاله ضد رئيس الدولة لربما كان صاحب «القلم» قد فقد صوابه وأعصابه وأتى عملاً طائشاً قد لا تحمد عقباه!وحتى لا أكون متحاملاً فقد كرس رئيس التحرير مطبوعته وكأنه على عداوة شخصية مع رئيس الدولة.. مع العلم أن فخامته قد أعلن عدم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة، وبإمكان رئيس تحرير هذه المطبوعة أن ينضم إلى قافلة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، ولكن إذا كان تعامله بهذه القسوة والعدائية والحدة حتى لا أقول الحقد وهو ما زال في معترك الصحافة، فكيف به إذا وصل إلى سدة الرئاسة!لقد علّمنا الرئيس علي عبدالله صالح معاني التسامح والمحبة والحوار، كان نصيراً للصحافة الحرة ومدافعاً عن حرية الكلمة.. لم يكسر قلماً أو يصادر رأياً.. وكان ولا يزال قريباً إلى الصحافيين ومتحمساً لإلغاء عقوبة سجن الصحافيين على آرائهم وأفكارهم.. فكيف بنا نقابل الإحسان ومكارم الأخلاق بالإساءات البذيئة؟ لماذا الاصطفاف ضد رئيس الدولة بهذه الأساليب المنافية للأعراف والتقاليد والأخلاق المهينة وبهذه الحدة؟وأعرف كما يعرف رئيس تحرير تلك المطبوعة وقفة الكرامة والمساندة التي وقفها رئيس الجمهورية ذات مرة إلى جانبه عندما أقحم نفسه في عداوات مع الخارج.. فلقد رمى رئيس الجمهورية بثقله حتى لا يلحق هذا الصحافي الأذى والضرر على خلفية نشره مقالات تسيء إلى علاقات اليمن بأشقائه!وللأسف لم يتورع هذا الصحافي بحشد مفردات الإساءة من الداخل، بل ذهب يتجشم عناء السفر إلى الخارج ليعود بآراء للسيدة «نوفاك الوزير» وهي تنظّر في الإساءة إلى اليمن وشخص رئيس الدولة(!) مع أن السفر إليها لنشر آرائها يثير الريبة والشك باعتبارها لا تمثل مؤسسة حكومية أو غير حكومية حتى يعتد بآرائها من حيث الأداء المهني البحت إلا في كون المسألة فيها وما فيها.لست في معرض الدفاع عن رمز البلاد، فالرجل أكبر من هذه الترهات، ولا يحتاج إلى من يدافع عنه.وأعرف أنه يقول دوماً لا تصادروا رأياً ولا تذموا منتقداً.. ويقول أيضاً «إن أسوأ من الديمقراطية التراجع عنها».. لكنني في معرض الغيرة على السياق الذي تحاول بعض هذه الصحافة قيادة البلاد إليه من خلال اجترار خطاب لا ينم عن مصداقية في الطرح أو التناول.. ولا يستخدم لغة مهذبة.. بل أصبحت بعض هذه الصحافة بمثابة قنوات للارتزاق حتى وإن كان على حساب القضية الوطنية.. والإساءة إلى رموز الوطن بما ليس حقيقياً أو صادقاً.لست أطالب بتقديس الحاكم.. ولا بنقد أخطائه.. فالحاكم إنسان غير معصوم عن الخطأ.. لكنني أفرق بين استهداف الرجل في هذه المرحلة وبين النقد الموضوعي.. ومجرد قراءة عابرة لخطاب أحزاب المعارضة أو بعض الأقلام الباحثة عن الشهرة وربما غيرها(!) سوف يصاب المرء بانفولنزا الصحافة لكثرة ما تطرحه وتهول له عن الخراب والدمار الذي يعيشه اليمن، بسبب وجود هذا الرجل في سدة الرئاسة، وهو الذي جنب اليمن الويلات وأقام هذا الصرح الشامخ من الديمقراطية والتعددية. **** نحمد الله أنه حبانا بهذا الرجل الذي يحمل قلباً كبيراً يتسع لكل هذا الكلام الذي لا يمكن أن يرد لا على البال ولا على الخاطر. وعش رجباً ترى عجباً!!