بين حدث نجاح الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدتها بلادنا في ال20 من سبتمبر الماضي، وصوت فيها غالبية الشعب اليمني فوق السن القانونية- وفي مقدمتهم ابناء محافظة صعدة الأوفياء- بنعم للوحدة، نعم للأمن والاستقرار، نعم للحفاظ على السيادة الوطنية وبين ذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا جميعاً، ننتظر قدومها بكل لهف وشوق، وهي الذكرى ال17 لحدث إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، والتي لاتفصلنا عنها سوى بضعة أسابيع محدودة، تبرز احداث الفتنة التي اشعلتها عناصر التمرد في محافظة صعدة، كحدث شاذ ونشاز محاصرة- زمنياً وتاريخياً- بين عظمة وسمو وطهر هذين الحدثين-ذكرى الوحدة والمطالبة بالامن والاستقرار من خلال حدث الانتخابات- ودلالاتها النبيلة، وابلغ ما جادا به من دروس وعبر لم يستلهمها البعض في بلادنا وفي مقدمتهم مشعلو الفتنة أنفسهم. ومع كل حنين يعصف في القلب تلهفاً للاحتفاء بالذكرى القادمة، وتطلع متّقد ينتظر هبوب تباشير خير تسوقها الرياح القادمة من الشمال لتزف بشرى انتصار الوطن وانقشاع غيمة الصيف الى الأبد واندثار من باعوا انفسهم للشيطان، وسلكوا طريق الغواية، تتجلى واضحة حقائق التاريخ، وشواهدة المتعددة لتذكر مجدداً وتؤكد «يقيناً» بأن قيم الحق والخير وحدها هي من ستسود على ما سواها، وان الوطن سينتصر وحده في خاتمة المطاف. ومن يتسنى له قراءة، وإعادة قراءة تاريخ بلادنا- التاريخ اليمني الحديث والمعاصر- سيجد كيف انتصر الوطن اليمني خلال الفترات التاريخية القليلة الماضية على كل «ارجافات المرجفين» «ومكايدات الفاشلين» «وإشاعات المغرضين» «ورهانات الخاسرين» «واستياء المأزومين» «ومزايدات المفضوحين المزايدين». انتصرت ثورة 26 سبتمبر الأم عام 1962م على النظام الإمامي المتخلف واستطاعت هذه الثورة ان تكسر قيود العزلة، ومخلفات الإمامة فيماعرف بالشمال آنذاك- وبقي النظام الجمهوري راسخاً رسوخ الجبال حتى اليوم- والى الأبد- لتنتصر بعدها ثورة 14 اكتوبر عام 1963م وعلى إثرها رحل الاستعمار البريطاني من الجنوب بعد احتلال دام حوالى 128 سنة (1839-1967م) وبانتصار الثورتين انتصر الوطن. وجاءت محاولات الملكيين واعداء الثورة للانقضاض على ثورة الوطن- الأم- لتشهد مدينة صنعاء الباسلة حصاراً دام 70 يوماً وهو ماعرف بحصار السبعين يوماً، «28 نوفمبر سنة 1967م -8 فبراير سنة 1968م» ليفشل ذلك الحصار، وينتصر في الأخير من قادوا نضال الشعب اليمني في الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري، وبانتصارهم انتصر الوطن. كتب للوطن ان ينتصر إبان اشتعال ماعرف «بأحداث المناطق الوسطى» التي شهدتها بلادنا أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي، وهي نفس الفترة الزمنية الحرجة التي تولى فيها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في بلادنا لينعم الوطن بعد ذلك بالأمن والاستقرار. انتصر الوطن إبان اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو عام 1990م وانتصر إبان ترسيخ جذور الوحدة الوطنية عقب حرب صيف عام 1994م وحتى الاحداث والقلاقل البسيطة التي عمد البعض على افتعالها مثل اختطاف السياح، محاولات تفجير أنابيب نفط، تكوين خلايا ارهابية محاولات استهداف منشآت نفطية.. الخ انتصر الوطن فيها واندحر اعداؤه وسقطت المؤامرات. واذا كانت انتصارات الوطن كثيرة ومتعددة كما تؤكد حقائق التاريخ، فأن مايبعث على الأسى والحزن- في آن واحد- هو ان تجد اليوم من يناصب الوطن العداء- وشواهد التاريخ ماثلة امام عينيه- وفي مسائل سيادية لاتقبل المساومة ولا الارتهان، ولا اتباع سياسة إمساك العصا من الوسط.. الخ ليصل الأمر عند البعض الى التكهن «بسيناريوهات» محتملة على غرار ماتقوم به «قارئة الفنجان» من تكهنات. ويبقى وحدهم ابناء القوات المسلحة والأمن وهم يسطرون أروع صور البطولة والتضحية والوفاء دفاعاً عن الوطن، وحفاظاً على سيادته ورد الاعتبار لها، ولكبرياء الروح اليمانية الشامخة التي لاتقبل الذل ولا الانكسار هم من يستحقون التحية اليوم، فلهم التحية وللقيادة السياسية في بلادنا ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي سعت وتسعى جاهدة لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في البلاد كل الحب والتقدير وللوطن المجد الموشى بوهج الانتصار.