المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    ما نقاط القوة لدى كلا من البنك المركزي في عدن ومركزي صنعاء.. ما تأثير الصراع على أسعار السلع؟    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    لماذا تصمت البنوك التي عاقبها البنك المركزي؟!    صحفي يمني يفند ادعاءات الحوثيين بركوع أمريكا وبريطانيا    عاجل: الناطق العسكري الحوثي يحيى سريع يعلن تنفيذ 6 عمليات جديدة بالبحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    دوري ابطال اوروبا " ريال مدريد " يحقق لقبه الخامس عشر    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مشهد رونالدو مع الأمير محمد بن سلمان يشعل منصات التواصل بالسعودية    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    تسريبات عن "مفاجآت قادمة" سيعلن عنها البنك المركزي بصنعاء يوم الثلاثاء المقبل    أعظم 9 نهائيات في تاريخ دوري أبطال أوروبا    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    - بنك يمني لأكبر مجموعة تجارية في اليمن يؤكد مصيرية تحت حكم سلطة عدن    نجاة رئيس شعبة الاستخبارات بقيادة محور تعز من محاولة اغتيال جنوبي المحافظة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    قرارات البنك المركزي الأخيرة ستجلب ملايين النازحين اليمنيين إلى الجنوب    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مبادرة شعبية لفتح طريق البيضاء مارب.. والمليشيات الحوثية تشترط مهلة لنزع الألغام    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    تنفيذي العربي للدراجات يناقش أجندة بطولات الاتحاد المقبلة ويكشف عن موعد الجمعية العمومية    هل يحتاج المرء إلى أكثر من عينين وأذنين؟؟    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الامتحانات.. وبوابة العبور    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوحدة اليمنية وفاء لوصية الشهداء وتتويج لتضحيات الثوار
نشر في الجمهورية يوم 28 - 09 - 2010

واحدية الثورة حقيقة ساطعة لا تقبل المزايدات ولا التنطع فقد مثلث ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة 1962م الانطلاقة الحقيقية نحو الاستقلال والتحرر وصولاً إلى الوحدة اليمنية المباركة في ال 22 من مايو 1990م وبالعودة إلى مخاض الثورة السبتمبرية فقد مثلت عدن الباسلة، حصناً لرموز النضال والتحرر وفي مقدمتهم الزبيري والنعمان اللذان مارسا نشاطهما الثوري في مقارعة الإمامة والكهنوت.. ومع فجر ال 26 من سبتمبر تدفقت الحشود من جنوب الوطني الغالي وعبرت الحدود المصطنعة من قبل الاستعمار وتواطؤ الإمامة لتتعقب فلول الملكية حتى المحابشة بمحافظة حجة ليتقدم مجاميع الثوار من جنوب الوطن الشهيد غالب بن راجح لبوزة ليسطروا أروع البطولات حتى انتصار ملحمة السبعين.. كما مثلث تعز قاعدة للكفاح المسلح حتى رحيل آخر مستعمر من جنوب الوطن وعلى امتداد الثورة في شمال الوطن وجنوبه كانت الوحدة اليمنية الهدف الأسمى للمناضلين والأحرار وبتحقيقها كان الوفاء لتضحيات الشعب اليمني ودماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل انتصار الثورة السبتمبرية والاكتوبرية وكانت وصيتهم إلى الأجيال (الوحدة اليمنية).
عن واحدية الثورة اليمنية يقول المناضل/عبدالله عبده سالم: منذ أن وطئت أقدام المستعمر البريطاني جنوب الوطن بدأت الحركات الثورية والانتفاضات الشعبية رافضة الوجود الاستعماري على الأرض اليمنية وكذلك الحال ومنذ هيمن النظام الإمامي على الجزء الشمالي من اليمن فقد قامت عدد من الحركات من أجل القضاء على النظام الإمامي ودحره إلى غير رجعة إلا أن أغلب تلك الحركات والانتفاضات لم يكتب لها النجاح كونها حركات عفوية وغير منظمة ولم تجد المساندة الشعبية الكاملة كونها كانت حركات غير مرتبطة مع كل التكوينات الشعبية كافة حتى يكتب لها الاستمرار.
ونتيجة لتلك الاخفاقات والتي ذهب ضحيتها رجال من خيرة أبناء شعبنا اليمني ممن وهبوا حياتهم من أجل التحرر من الاستعمار والإمامة فعندما كان الأحرار في شمال الوطن يستشعرون المخاطر لايجدون الملجأ أو الملاذ سوى عدن.
كما أن ثوار جنوب الوطن بالمقابل لايجدون الملجأ والملاذ إلا بشماله فكان لابد من توحيد الصفوف من أجل القيام بثورة في الشمال يهب فيها الجميع لضمان دعم ومساندة قيام ثورة في الجنوب ضد الاستعمار.
شعب موحد الأهداف والمواقف
وعندما تحركت الطلائع الثورية من تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الشهيد علي عبدالمغني ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م معلنة قيام الثورة اليمنية ضد النظام الرجعي المتخلف واعلان النظام الجمهوري تفاعلت جماهير الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه الأمر الذي يؤكد بأن الشعب اليمني كان موحداً في أهدافه ومواقفه بالرغم من التشطير المفروض عليه من الإمامة والاستعمار.
وعندما بدأت القوى المعادية للثورة الوليدة من رص صفوفها بهدف الانقضاض على الثورة والنظام الجمهوري واعادة الملكية تصدت كل جماهير الشعب اليمني لهذه المؤامرة فهبت للتطوع والانخراط في الحرس الوطني والقوات المسلحة دفاعاً عن الثورة من كافة مدن وقرى اليمن والاعداد الكبيرة الذين جاءوا من ردفان وعدن والضالع ولحج ويافع وأبين ودثينة وشبوة وحضرموت حيث استقبلت الراهدة، قعطبة البيضاء ومأرب تلك الأعداد الكبيرة منهم خلال الأشهر الأولى للثورة وقد شارك الجميع في النضال من أجل الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري ضد أعداء الثورة حتى استقرت الأمور وحينها بدأت اللقاءات والتشاورات والتخطيط للانتقال بالثورة إلى الجنوب والذي كان أهمها اللقاء الذي جمع شخصيات من كافة القوى السياسية والتشكيلات القبلية والذي تم فيه الاتفاق على تشكيل إطار للنضال تحت مسمى جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل والذي تكون من أبناء اليمن قاطبة دون تمييز شمالي أو جنوبي وإنما كان الكل واحداً والثورة واحدة والهدف موحداً للجميع وامتدت شرارة الثورة إلى كافة المناطق وتشكلت جبهات القتال وعند انطلاق الشرارة من جبال ردفان واستشهاد المناضل راجح غالب لبوزة في 14أكتوبر 63م أعلنت الثورة وتحملت الجبهة القومية مسئولية قيادة النضال وامتدت شرارة الثورة إلى كافة المناطق واشتدت الثورة التي جعلت حياة القاعدة البريطانية في عدن جحيماً.
وفي 13 يناير 1967م تم الإعلان عن قيام جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل بدمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير والذي رفضه بعض قيادات الجبهة القومية ونتيجة لذلك تم تعطيل النشاط الفدائي والعسكري ضد المستعمر.
الأمر الذي حدا بفتح حوار بين القيادات العسكرية الميدانية أفضى إلى قيام التنظيم الشعبي للقوى الثورية كجناح عسكري لجبهة التحرير والذي تشكل من ثماني فرق فدائية تضم في قوامها مناضلين من كافة القرى والمدن اليمنية والذي تحصل على الدعم المادي والعسكري والاعلامي من مصر عبدالناصر.
ونتيجة للضربات المؤلمة والمكثفة التي تعرضت لها قوات الاحتلال فقد اضطرت مرغمة على الرحيل في 30نوفمبر 1967م حينها أعلنت قيادة الجيش والشرطة اعترافها بالجبهة القومية فانتقل المناضلون للدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وخاصة أثناء حصار السبعين يوماً حيث شارك مناضلو جبهة التحرير والتنظيم الشعبي وجيش التحرير في معارك فك الحصار على العاصمة صنعاء وفي كافة مواقع الشرف والفداء وسقط منهم مايقارب السبعون شهيداً في نقيل يسلح وحده.
لقد خاض شعبنا اليمني شمالاً وجنوباً مراحل نضالية تؤكد بما لايدع مجالاً للشك واحدية ثورته وتمسك مناضليه بالروح الثورية والوحدوية انطلاقاً من قناعاتهم وإيمانهم بأن الشعب اليمني شعب واحد وكان من أهم أهداف الثورة اليمنية أن يكلل هذا النضال بإزالة آثار التشطير التي فرضتها الإمامة والاستعمار عند القضاء على الإمامة والاستعمار إلا أن التكالب الداخلي والتآمر الخارجي الذي أدى إلى ضرب جبهة التحرير والتنظيم الشعبي آخر تحقيق الوحدة اليمنية والتي ظلت هاجس كل يمني إلى أن تحققت في الثاني والعشرين من مايو1990م على يد ابن اليمن البار وباني النهضة التنموية والتطور فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح والتي بها تحققت كل أهداف الثورة اليمنية وستظل الوحدة محمية بإرادة الله أولاً والرجال الذين آمنوا بها وناضلوا من أجلها ثانياً.
يوم ال 26 سبتمبر 1962م كنت حينها ضابطاً في الجيش البريطاني في عدن برتبة ملازم ثاني وكنت قائد سرية فكنت من المتحفزين للكفاح وطرد المستعمر لأن الاستعمار دخيل على وطننا ولابد من طرده وتحريره من كل جندي بريطاني فجاء الإعلان عن إسقاط الحكم الإمامي وقيام الثورة السبتمبرية.
وكان هذا الحدث التاريخي الهام بمثابة ميلاد الفرحة والتفاؤل بدعم ثورة أكتوبر فأقدمت على خطوة جريئة وهي تهريب سرية مكونة من (95) جندياً بأسلحتهم عبر الضالع إلى قعطبة وسلمتها للفريق حسن العمري، وتوجهنا للنضال في دعم ثورة 26 سبتمبر وقاتلنا في ذيبين وريدة بمحافظة عمران وصعدة ومنحني المشير عبد الله السلام رتبة ملازم أول في الميدان وعند إعلان ثورة 14 أكتوبر عدت إلى جنوب الوطن وأسهمت مع العديد من زملاء النضال في الكفاح المسلح حتى الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م .
كانت تلك مقدمة شهادة المناضل علي صالح الحماطي: لتوثقها الصفحات وتفردها للأجيال حيث يقول: لقد تجسدت واحدية الثورة اليمنية بمعناها الحقيقي من خلال إسهام كل المناضلين شمالاً وجنوباً في الدعم والتضحيات والنضال الطويل وكان ذلك العامل الحقيقي لانتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وتثبيت النظام الجمهوري فتجد إن ثوار جنوب الوطن هبوا ملبين نداء الواجب الوطني تجاه إخوانهم في شمال الوطن وقدموا العديد من الشهداء سواءً فور إعلان الثورة أو بعدها عندما تعرضت صنعاء لحصار السبعين يوماً وفي المقابل نجد أن الثوار من شمال الوطن أسهموا إسهاماً كبيراً في الكفاح المسلح في جنوب الوطن وكان لثورة سبتمبر أثراً كبيراً في انتصار ثورة أكتوبر، فهذه هي الحقيقة فالنضال الوطني نضال موحد والشعب اليمني شعب واحد وكان الهدف واحد وهو تتويج النضال الطويل بإعادة وحدة الوطن وهو ما تم تحقيقه بعد أن كان حلماً يراود كل المناضلين والشرفاء.
“ الثورة الأم... ميلاد لرحيل الاستعمار “
من جانبه تحدث الأخ محمد صالح سعيد قائلاً: جاء الخبر الهام عن قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م حدثاً هاماً ولد لدى أبناء جنوب الوطن الفرحة والابتهاج وعاشت يومها عدن الباسلة مظاهر السعادة وتحمست الجماهير التي كانت تعيش حالة من القهر في ظل غطرسة جنود الاحتلال وشكل هذا المنعطف أملاً كبيراً للتطلع ليوم الحرية والاستقلال بحكم أن ثورة 26 سبتمبر هي الثورة الأم التي ستدعم ثورة أكتوبر.. فنحن كمواطنين وفور سماعنا الخبر عن طريق إذاعة صنعاء بأنه تم الإطاحة بحكم الإمامة وقيام الجمهورية فقمنا بتحريض الشباب وتوعيتهم بأهمية هذا الحدث وضرورة الالتحاق في صفوف الطلائع الأولى المدافعة عن الجمهورية وتوجهت أنا شخصياً إلى تعز ضمن مجموعة من المتطوعين وعسكرنا في صالة لتعلم بعض المبادئ العسكرية لمدة أسبوع وبعدها نقلونا إلى الحديدة التي وصلناها بعد يومين بحكم وعورة الطريق حينها وهناك، نزلونا في معسكر قاؤوش وجلسنا فيه حوالي أسبوع ثم توجهنا إلى صنعاء ونزلنا في معسكر الاستقبال في باب اليمن وهناك التحقت في مدرسة الإشارة في الصافية وتدربنا على يد عدد من الضباط المصريين أذكر منهم الضابط جمعة وكنا نتدرب على أجهزة الإتصال ( المورس ) وفي الليل نقوم بأعمال الحراسة وكانت تعطى لنا كلمة السر من قبل الضباط ويتم تغييرها كل ليلة.
المناضل أحمد قاسم عبد الله مدير عام مكتب الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية بعدن تحدث قائلاً: تحتفل جماهير شعبنا اليمني شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بمناسبة غالية على قلوب الجميع وهي الذكرى الثامنة والأربعين لثورة ال« 26»من سبتمبر المجيدة.
48 عاماً هو الزمن الفاصل بين عهدي الثورة وما قبلها من عهد إمامي اتسم بالجهل والفقر والمرض والشعوذة، عهد انعدمت فيه أبسط مقومات الحياة الإنسانية بكل معنى الكلمة، ويستطرد: قامت الثورة لإزالة عهد بغيض لا يؤسف عليه فقد حول التجمعات السكانية إلى ما يشبه حظائر الحيوانات المحاطة بالأسوار العالية وبوابات محكمة الإغلاق والشواهد حية على تلك الحقبة من الزمن ومدى الاستعباد والاستبداد والاستخفاف بالإنسانية التي مارسها الحكم الإمامي دون رحمة فكان أن انقلب السحر على الساحر، فنتيجة الظلم تفجر الغضب والرفض لذلك الواقع من قبل مختلف شرائح المجتمع فكان أن توج ذلك الغضب الجماهيري بقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والإعلان عن قيام الجمهورية فتغيرت بذلك أحوال الأمة واستبشرت الجماهير بعهد جديد، عهد الانعتاق من مساوىء العهد الإمامي، عهد الحرية والعزة والكرامة للإنسان اليمني فما أن تم الإعلان عن قيام الجمهورية حتى هبت الجماهير من كل المناطق والنواحي من شمال اليمن وجنوبه وغربه وشرقه لنصرة الثورة وتثبيت الجمهورية ففي جنوب الوطن الذي كان أبناؤه يرزحون تحت وطأة النظام الاستعماري البريطاني هب المناضلون من عدن وكل المناطق لنصرة إخوانهم في الشمال وكان لهم شرف المشاركة الفعلية منذ الأيام الأولى للثورة السبتمبرية فتجسدت واحدية الثورة اليمنية وواحدية الأهداف الوطنية فتدفقت طوابير المقاتلين من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية وشوهدت قوافل الامداد بالسلاح والمؤن والإسناد المادي والمعنوي، واستشهد المئات من أبناء جنوب الوطن حينها في مختلف جبهات الدفاع عن الثورة وبالذات أثناء حصار صنعاء وبقية المناطق الأخرى، والتاريخ شاهد على حجم تلك المشاركات والتضحيات.
“ إنجازات في كافة مناحي الحياة “
وبالمقابل كانت ثورة سبتمبر سنداً ورافداً لثورة 14 اكتوبر 63م التي إنطلقت شرارتها الأولى من قمم جبال ردفان البطلة وامتد لهيبها إلى كل المناطق لمقاومة الاحتلال البريطاني وبالذات في عدن المعقل العسكري والسياسي للاحتلال والمقر الرئيسي لقاعدته في الشرق الأوسط ، وتحولت عدن إلى بركان هادر تحت أقدام الإنجليز بفعل العمليات الفدائية النوعية التي نفذها أشجع الرجال من الذراع العسكري للحركة الوطنية المسماة بالقطاع الفدائي، عمليات غير مسبوقة في تاريخ ثورات الشعوب النواقة للحرية فقد فيها المحتل الكثير من الضباط والجنود، نزيف حاد أصاب المحتل بالإرباك والخوف والذعر والانهيار نظراً لحجم ونوعية تلك العمليات الفدائية وما أحدثته من خسائر بشرية ومادية هزت عرش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، عمليات بطولية كان لها الأثر البالغ في التعجيل برحيل المستعمر ونيل الاستقلال في 30 نوفمبر 67م وتحققت الكثير من الإنجازات في مختلف مناحي الحياة وفي عموم شطري الوطن، ومن الجحود بمكان إنكارها أو الاستهانة بها وإن اعترضت تلك الانجازات عراقيل ومؤامرأت مريرة، للحد من تحقيق المزيد مما يصبو إليه أبناء الوطن.
“ الوحدة الوطنية... سياج فولاذي “
ويواصل المناضل أحمد قاسم متحدثاً عن أغلى الأهداف التي ضحى من أجلها أبناء الوطن شمالاً وجنوباً قائلاً: وفي لحظات تاريخية أدرك قادة الشطرين الأهمية والهدف السامي الذي ناضل في سبيل تحقيقه أبناء الوطن شمالاً وجنوباً نضالاً طويلاً وكل أدبياتهم في تلك النضالات والتضحيات تضع شعار تحقيق المنجز الغالي حلم الجماهير وهو إعادة وحدة الشعب والأرض اليمنية فكان أن استجاب القياديون في الشطرين لتلبية رغبة كل أفراد الشعب في تحقيق وحدته وتمخضت تلك الاستجابة بالتعجيل بتوقيع اتفاق 30 نوفمبر 89م والإعلان عن قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م لتكون البلسم الشافي لأزمات الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وبتحقيق هذه الوحدة تحقق الهدف الكبير الذي ناضل من أجله الرعيل الأول من مناضلي الثورة اليمنية كما أن دماء الشهداء لم تذهب هدراً باعتبارها من الأهداف الستة للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بل ومن أولوياتها ومن أجل الحفاظ على هذا الحلم الغالي فقد أصبحت الوحدة الوطنية مسألة غاية في الأهمية للحفاظ على وحدة الوطن وصمام أمانها وذلك ما يتبناه ويرعاه فخامة الأخ المناضل الوحدوي علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي نثق في حكمته وشجاعته ونبله ببذل ما يستحق من البذل لتعزيز الوحدة لوطنية وصيانتها ومعه الأخ المناضل الخلوق عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ، فالوحدة الوطنية هي السياج الفولاذي الصلب الذي لم ولن يسمح بثقب أو خدش الوحدة اليمنية التي تعتبر خياراً وحيداً لمنح الأمن والاستقرار والسعادة والعيش الكريم، أما الحروب وتجار الحروب فإنهم يزرعون الدمار وسفك الدماء والخصومات والصراعات والأحقاد والكراهية، لقد آن الآوان لشعبنا أن ينعم بالأمن والأمان والتفرغ للتنمية الشاملة.. كانت درجة السعادة كبيرة للكثير من شرائح المجتمع بما دعا إليه رئيس الجمهورية عشية عيد الفطر المبارك للحوار وطي صفحة الماضي فما أجمل التصالح وما أنبل التسامح، فإن السعادة ستكتمل أكثر فأكثر بالدعوة للمصالحة الوطنية الكبرى التي لا تستثني أحداً داخل الوطن وخارجه وترخص كل الأثمان لبقائها لتسعد الأجيال القادمة بالعيش تحت ظلها فهي بكل حق زبدة الانجازات التي تحققت في ظل هذا العهد الممتد من قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وحتى اليوم.
المناضل النقابي الأستاذ – محمد سالم قاسم، يروي سني الكفاح المقدس بقوله : جاءت ثورة 26 سبتمبر 1962م كنتاج حتمي للقضاء على الظلم والاضطهاد الذي ساد ردحاً من الزمن فكانت الثورة أمراً حتمياً لحياة الشعب حياة كريمة وحرة.. وعند الإعلان عن قيام الثورة كان جنوب الوطن يغلي غلياناً ثورياً جراء الهيمنة الاستعمارية
وكان العمل النقابي يخوض غمار المواجهة اليومية فخضنا غمار المساهمة ونحن تحت سيطرة الاستعمار وقمنا بالتحريض والتوعية للشباب ودفعنا بالمئات من الشباب والرجال وحتى الكهول للدفاع عن الثورة الأم أثناء قيامها، وعند حصار صنعاء واستطعنا ان نقاوم فلول الملكية من المرتزقة والمأجورين وان نهزمهم لتبقى الجمهورية شامخة مدركين ان ثبات النظام الجمهوري في الشمال هو الداعم الحقيقي لنضالنا في الجنوب وهذا ما حدث.
وعن الحديث عن الأوضاع في العهد الإمامي يقول : إن الحديث في هذا الاتجاه لا يكفي في هذه العجالة فالتاريخ المظلم للشعب اليمني في ظل حكم الإمامة وما خلفه من فقر وجوع وجهل وتخلف تحاكي القرون الوسطى بالرغم من انه حينها كانت بعض البلدان من حولنا تعيش حياة العصر الذي نعيشه حاضراً ..واليوم وبمناسبة الذكرى ال48 لثورة 26 سبتمبر نحتفل بسفر من المنجزات الوطنية ابرزها التحرر من العبودية والطغيان والاستبداد ومن بعدها تسلسلت مواكب الإنجازات الضخمة كالتعليم والصحة والخدمات العامة لعامة الشعب اليمني من كل مدينة وقرية وبالرغم من اعتراض المسيرة بعض المنعطفات والمؤامرات الخارجية على النظام الجمهوري التي تسببت في عرقلة عجلة الانماء والتطور للشعب اليمني ومنها حصار السبعين يوماً لصنعاء الحبيبة والدفاع عنها وعن النظام الجمهوري والفتن الداخلية بين أبناء الوطن الواحد شمالاً وجنوباً وذلك على سبيل المثال ولكن صلابة القيادة الحكيمة للشعب اليمني احتوت كل ذلك واستطاعت ان تحقق وحدة الشعب اليمني وجاء تحقيق هذا المنجز الوكني الغالي على يد الرجال الاوفياء لشعبهم وفي مقدمتهم ابن اليمن البار الرئيس الرمز علي عبدالله صالح والذي تحقق في عهده كثير من التحولات الهامة وترسخت مفاهيم الثورة والجمهورية وفي مقدمتها وحدة الشعب والأرض في 22 مايو 1990م تزامناً مع انبثاق العهد الديمقراطي واستطاعت الحكمة اليمانية ان تنهج علاقات الإخوة والمحبة أولاً بين أبناء الشعب اليمني الواحد وتلاه مشاريع ضخمة اقتصادية وسياسية واجتماعية.
كما استطاعت القيادة الحكيمة ان تمد جسور الصداقة والعلاقات المتبادلة مع كل الأشقاء في دول الجوار ووقعت اتفاقية الحدود مع المملكة العربية السعودية الشقيقة وامتدت علاقتنا مع بقية البلدان العربية والعالمية وتمتع اليمن بشكل أوسع بسمعة جيدة بين الدول وفيما يتعلق بتفعيل دعوة الأخ الرئيس الخاصة بإعادة كتابة تاريخ الثورة اليمني بصدق وحيادية وأمانة.. يقول المناضل محمد سالم: يأتي ذلك من خلال عقد مؤتمر خاص تشترك فيه كل العناصر الوطنية التي شاركت وواكبت تاريخ الثورة اليمنية بكل الوان الطيف السياسي والاجتماعي تحدد فيه العناصر الأساسية لكتابة التاريخ اليمني وتنبثق عن ذلك لجان محددة ومختصة لبداية التاريخ الثوري اليمني ومراحل الكفاح والنضال ضد الإمامة والاستعمار وقيام الجمهورية عام 1962م ومرحلة النضال اليمني عموماً جنوباً وشمالاً حتى قيام ثورة 14 اكتوبر و30 نوفمبر يوم الاستقلال وتتويج ذلك النضال بيوم الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990 بعد ذلك تصاغ من قبل هذه اللجان كل حسب المهمة المحددة بشكل وثائق تاريخية معمدة بالأحداث والشواهد الثابتة المتفق عليها وتقدم إلى المؤتمر الذي ترأسه هيئة تضم عناصر من كافة اللجان التي شكلت لهذا الغرض وتتم مناقشة مواضيع الوثائق من قبل المجتمعين بحضور هيئات استشارية.
جاءت ثورة 26 سبتمبر 62م بمثابة المنقذ والمخلص لشعبنا اليمني من النظام الإمامي الكهنوتي الذي أذاق ابناء الوطن أنواعاً من القهر والتخلف والفقر والمرض وعزل الوطن عن بقية بلدان العالم المتحضر, ردحاً من الزمن عاشه الوطن في جهل مدقع سادت خلاله الخرافات والشعوذات التي ما أنزل الله بها من سلطان, مارس فيه الحكم الإمامي البطش والتنكيل بكل من أراد العدل والمساواة وبكل من أراد أن يصدح بكلمة الحق في وجه سلطان جائر كانت تلك دوافع الاحرار لرفع الظلم والجبروت عن كاهل شعبنا.
والوضع كما يرويه المناضل حسن حيدر علي حسن وضع مأساوي عاشه شعبنا وتجرع خلاله شتى أنواع الاضطهاد وهدر الكرامة الإنسانية والحرمان من أبسط الحقوق الوطنية أو الانسانية, وفي ظل هذا الليل الكئيب وبعد نضال طويل قدمه الأبطال الأوفياء الذين جعلوا دمائهم وارواحهم قربانا ليوم الإنعتاق والحرية لشعبهم,.. فكانت الثورة التي دكت معاقل الإمامة وأعلنت عن انبلاج صبح جديد, فكان ذلكم اليوم كما وصفه الشاعر( يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا).
جاء قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م فهبت جماهير الشعب لنصرة الثورة والجمهورية هبت من جميع أنحاء الوطن للذود عن الكرامة وصيانة الحرية, وكان لأبناء عدن وغيرها من مناطق جنوب الوطن شرف تلبية ندأ الواجب والمشاركة في الصفوف الاولى لطلائع المدافعين.
وكان لي شرف المشاركة في الدفاع عن ثورة سبتمبر وبالذات أثناء حصار السبعين فتوجهت مع عدد من زملائي في جبهة التحرير بقيادة المناضل الهارش وشاركنا ببسالة وذلك في مهمة غاية في الصعوبة والخطورة إذ توجهنا من تعز ضمن مجاميع عديدة من عدن وردفان والصبيحة والضالع وغيرها توجهنا إلى قاع جهران ثم إلى معبر بهدف تأمين نقيل يسلح وتطهيره من القوات الملكية باعتباره المدخل الجنوبي إلى صنعاء وهناك سطرنا ملحمة بطولية غاية في الشجاعة والإقدام وتعرضنا للقصف المدفعي من المناطق المجاورة, ونحن لانمتلك من السلاح الثقيل شيئاً سوى بنادقنا التشيكية فقاتلنا بضراوة واستشهد الكثيرون من زملائنا بينما تعرض العديد للإصابات الخطيرة, ولا أصدق نفسي إلى اليوم كيف نجوت من تلك المعارك وعدت سالماً, ولكنها الأعمار بيد الله, فنحن قاتلنا بهدف وطني وليس من أجل مال أو مناصب, قاتلنا مدركين ان انتصار الثورة في شمال الوطن انتصار لنضالنا في جنوبه ضد المستعمر البريطاني فتجسدت لدينا بذلك واحدية الثورة اليمنية واختلط دم ابناء الوطن الواحد.. انها الوحدة التي أمنا بها مبكراً وعمدناها بدمائنا كمناضلين من كل المناطق الشمالية والجنوبية.
أما عن مشاركتي في ثورة جنوب الوطن فإن ذكريات النضال في ثورة 14 أكتوبر لاتمحى من الذاكرة ذكريات حلوة ومرة وقد شاركت في العديد من المعارك في كل من ردفان, الجبلين, الخطابية, الطريق إلى الضالع, ثم بعدها تحولت إلى عدن لأقود قيادة الافراد في القاهرة بالشيخ عثمان الذين تفرغوا لقصف عدد من مراكز القوات البريطانية ومنها مركز الشرطة ووضع كمائن في عدد من شوارع الشيخ عثمان والمنصورة, ومن ثم تحولت إلى منطقة دار سعد فحررناها أنا وافراد قوتي للمرة الأولى والثانية, أما في منطقة كريتر فقد تمركزت قيادتي في شارع اروى أمام معسكر (أرم بوليس) 20 يونيو حالياً وكان التركيز لضرب هذا المسعكر بدون هوادة حيث كانت القوات البريطانية متمركزة فيه وزرعنا مخابراتنا في كريتر وتمكنا من رصد مشاة القوات البريطانية في شوارع كريتر وكنا نواجه الموت حاملين رؤوسنا على اكفنا من أجل هدفنا الغالي في التحرير ونيل الاستقلال, ثم تحولت إلى خور مكسر وقمنا بتفجير معسكر (نورماندي) والمهم انه تعددت العمليات الفدائية التي قمنا بها ورغم الصعوبات التي كانت تقف في طريقنا وعلى الرغم من الضحايا من أفرادنا الذين استشهداو في العديد من العمليات الفدائية إلاّ ان هذا كله لم يؤثر على معنوياتنا بل زادنا صلابة وقوة, وكنا نشعر بالفخر والاعتزاز, وبعدها شعرت بارتياح الضمير لما قدمته لله ومن ثم لوطني, وفي الحقيقة فقدت أشياء كثيرة وعزيزة ولا أود ذكرها ولا أطلب أي جزاء أو شكورا بل يكفيني شرفاً بأنني قدمت العمل الوطني بقوة وإرادة وأحمد الله على ذلك.
وفي يونيو عام 1982م شاركت في الجهاد وترأست العمل الفدائي للقتال ضد العدو الصهيوني عند اجتياح اسرائيل للبنان في ذلك العام وكنت برتبة عقيد وعمري (55) سنة وأخيراً دفعت الثمن ضريبة عملي الوطني بأن تعرضت للضرب المبرح وقضيت عشر سنوات معتقلاً سياسياً في سجون الحكم الشمولي بعدن عام 67 – 1977م
واليوم في العهد الوحدوي نجد أن الوحدة قد حققت العديد من الانجازات المتعددة وفي مختلف مناحي الحياة انجازات وحدوية في كل المحافظات لايمكن حصرها في هذه العجالة من هذا اللقاء فهي انجازات تعد فخر لنا ولكل من ناضل وقدم التضحيات وهي جاءت بفضل الله تعالى ومن ثم بفضل قيادة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح صانع الوحدة الذي خطط ونفذ العديد من المشاريع في المحافظات خصوصاً التي حرمت طويلاً من أي منجز .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.