نجاحات وانجازات وتحولات كبرى شهدها الوطن في مختلف مجالات نهوضه وبنائه وتطوره الشامل وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية الديمقراطية والتنموية والثقافية خلال 17 عاماً من عمر الجمهورية اليمنية ارتبطت باليوم المبارك ال22 من مايو الأغر عام 1990م، مكتسباً هذا اليوم بذاته حداً فاصلاً بين أزمنة الفرقة والتشرذم والحروب والصراعات ودورات العنف لعهود التخلف والطغيان والجور الإمامي والجبروت والعسف الاستعماري البغيض و من فترات التشطير المقيت.. وبين أزمنة بناء اليمن الجديد الديمقراطي الموحد ومعه تشكَّل وعي ووجدان جديد ترنو أعين أبنائه وتشرئب أعناقهم حماساً وطموحاً الى المستقبل، مودعة أزمنة البغي والطغيان والتخلف والتجزئة الشمولية لتلك العهود التي ذهبت بغير رجعة. فمع اشراقات صباحات 22 مايو المباركة 1990م بدأ شعبنا في سفر مسيرته الوحدوية يدوّن صفحات مضيئة بانجازات تحولات تاريخه المعاصر..، ومواجهاً الصعوبات والتحديات، منتصراً عليها بروح انجاز متطلبات الحاضر واستحقاقات مهام الغد ليتحقق للوطن التقدم والإزدهار ولتنعم الأجيال القادمة بالرفاهية. ومن هنا فإن أفراح شعبنا هذا العام بالعيد الوطني ال17 للجمهورية اليمنية تكتسب تميزاً مستمداً مما تحقق للوطن خلال السنوات المنصرمة من عمر الوحدة المباركة.. ومن كونه يأتي بعد عامٍ حافلٍ بالتطورات الوطنية الكبرى والانجازات المهمة التي تتجلى مظاهرها على الصعيد الوطني السياسي في النهج الديمقراطي الراسخ المعبر عنه في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي اتسمت بالشفافية والنزاهة بشهادات العالم أجمع.. ولم تكن الانتخابات وحدها فقط التي تميز الفترة الممتدة بين احتفالات شعبنا بالعيد الوطني ال16 وال17، فلقد كان العام المنصرم من عمر الوحدة حافلاً بالتطورات الوطنية الايجابية على الصعيدين الداخلي والخارجي وهي التطورات التي جسدتها الانجازات التنموية الماثلة في وطن ال22 من مايو، مشكلة تحولاً نوعياً في الهياكل الأساسية للتنمية بماتحقق من مشاريع خدمية واستثمارية وانتاجية استراتيجية وحيوية تعطي دفعة قوية لمواصلة مسيرتها، وبزخم أكبر.. خاصة وان هناك ترابطاً متيناً بين توجهات التنمية في سياستها وبرامجها وخططها الداخلية والتوجهات الاقتصادية الخارجية في سياقات الشراكة مع أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة وبقية الدول العربية، والدول الصديقة في العالم بصفة عامة وفي هذا المنحى يشكل مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن ومؤتمر فرص الاستثمار الذي احتضنته العاصمة صنعاء، انجازات مهمة لتحويل الشراكة مع مجلس التعاون الى واقع حقيقي ملموس في مشاريع مشتركة تبني جسور المصالح على طريق ردم الفوارق بين اقتصاد اليمن واقتصاديات دول منطقة الجزيرة العربية والخليج على طريق اندماج اليمن بمنظومتها مجلس التعاون الخليجي. ان الوحدة اليمنية أعطت اليمن قدرة الإسهام الفاعل في تعزيز الاستقرار الاقليمي المنبثق من رؤية مستوعبة لأهمية موقعه «الجوسياسي» وامكانيته الاقتصادية التي تؤدي الى شراكة متكافئة يتلازم في إطارها السياسي بالاقتصادي بالأمني في منطقة ملتهبة بأحداث عاصفة تقرر تطوراتها بصورة متزايدة تحديات وأخطار مواجهاتها الأكيدة.. وتفرض مثل هذه الشراكة المتعددة المضامين والأبعاد، كونها ضامنة أكيدة للاستقرار، وهذا ماجعل الاشقاء وبعد استعادة اليمن لوحدته يدركون أن قيام الجمهورية اليمنية مثل عاملاً مهماً للاستقرار في الجزيرة والخليج والقرن الافريقي وجنوب البحر الأحمر، وهكذا لم تكن الوحدة انجازاً لليمن.. بل لكل محيطه الاقليمي وللأمة العربية والاسلامية. إن الوحدة كانت وستظل ركيزة الوجود الحضاري الأساسي لبلادنا، وقوة الحياة النابضة في شرايين مجتمعنا وهي تجسد استقامة وسلامة مسار التاريخ اليمني الجديد، وحقيقة الوجود أرضاً وإنساناً الذي سنكتبه بالمزيد من الانجازات والانتصارات، ونبني حاضره ومستقبله بكل مانملك من القدرات والطاقات، وهكذا فإن التحولات الايجابية التي أحدثتها الوحدة في حياة شعبنا تجعله أكثر تطلعاً لتحقيق المزيد من هذه التحولات التي فتحت أمامه آفاقاً رحبة للنماء والتقدم في ظل راية الجمهورية اليمنية التي مع كل عام جديد تتسامق علواً وشموخاً في سماء الوطن.. فاليمن بالوحدة يحلق في فضاءات التحولات اللامتناهية للتطور والازدهار الواعد بالتقدم والرقي والرفاهية لجيل الحاضر والأجيال القادمة. وكل عام والجميع بخير