البيان السياسي الذي وجهه موحد اليمن وباني نهضته ومحقق انجازاته الكبرى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الى كل ابناء الوطن في الداخل والخارج بمناسبة احتفالاتهم بالعيد الوطني ال16 للجمهورية اليمنية مضامين معانيه حملت دلالات وأبعاد تتجاوز معطيات ومتطلبات الحاضر الى استحقاقات وتطلعات شعبنا المستقبلية ،واضعاً برؤية استراتيجية محاور اتجاهات مساراتها الموصلة الى الغايات الكبرى المحققة لآمال وطموحات ابناء وطن ال22 من مايو الأغر، معطياً الصورة الحقيقية التي يستمد منها هذا اليوم عظمته في تاريخ اليمن المعاصر والمجسدة على ارض الواقع بمئات المشاريع الاقتصادية والتنموية والخدمية والاستثمارية والتي تبلغ قيمتها عشرات المليارات سنوياً وهي انجازات تؤكد ان الوحدة راسخة ويستحيل النيل منها من أية قوة على الارض بعد ان اصبحت متجذرة في الأرض اليمنية بهذه الانجازات التي لم تعوض فقط سنوات الحرمان التي عاشها شعبنا في ظل عهود التخلف والطغيان والقهر والجور الإمامي الاستعماري وسنوات فترة التشطير المقيت بماتعنيه من عدم استقرار وشمولية سياسية وركود اقتصادي وصراعات أعاقت حركة التنمية والبناء والتطور السياسي. وفي هذا السياق جاءت اشارته الى الديمقراطية باعتبارها المنجز الرديف للوحدة كخيار وطني ارتبط اشتراطاً بإعادة تحقيق وحدة الوطن ولم يفرض بضغوط واملاءات خارجية على اليمن وابنائه، لذا فهو يكتسب بعد 16 عاماً التزاماً بالاصلاحات الشاملة النابعة من قناعة راسخة وإرادة حرة ومستقبل لايقبل الفرض والاملاء من احد أياً كان، وتمسكنا بها يعبر عن الادراك الواعي بأنها الوسيلة الحضارية المثلى للبناء والتقدم والديمقراطية بماشهدته تجربتها في نموذجها اليمني من تحولات معها اصبح النظام السياسي في بنائه المؤسسي يقوم من قاعدته الى قمته معبراً عن ارادة شعبية ديمقراطية تعبر عن نفسها في الانتخابات التنافسية الحرة والمباشرة بدءًا من المجالس المحلية والسلطة التشريعية وانتهاءً بالانتخابات لأعلى مناصب في الدولة -رئيس الجمهورية- والتي سوف تجري تزامناً مع الانتخابات المحلية في سبتمبر المقبل. لقد حدد فخامة الرئيس في محتوى بيانه الى ابناء اليمن عشية توهج جذوة مشاعل افراحهم بوداع عام واستقبال عام من سفر مسيرة الزمن الوحدوي الخالد معالم الطريق الى غد اليمن الجديد المنبثق من خيرات عطاء 16 عاماً من عمر الجمهورية اليمنية والتي هي بحساب السنين تساوي القليل ولكن اذا حسبت بماتحقق من انجازات تعوض حرمان عشرات السنين وتنقل اليمن الى فضاءات العصر بكل اعتمالات تحولاته ومتغيراته وهي في مجملها تشكيل طاقة وقوة دفع تسرّع من حركة دواليب التنمية والبناء والتطور السياسي والاقتصادي والثقافي باتجاهات الآفاق الرحبة للنماء والتقدم والرقي الذي تتكامل فيه كافة المجالات مشكّلة في مسارتها توجهاً واحداً صوب هدف واحد هو الوصول الى ذرى التطور الانساني بكل تجليات ابداعات انجازاته المؤدية الى الازدهار الذي تنعم في ظله أجيال اليمن القادمة بالرفاهية. ان من المهم التقاط المؤشرات والملامح التي تحمل في جوهرها هذه المضامين لبيان فخامة الأخ الرئيس السياسي بهذه المناسبة والمعبر عنها في ذلك الربط العميق بين انجازات سنوات الوحدة المباركة الوطنية والنجاحات السياسية الخارجية اقليمياً وعربياً واسلامياً ودولياً، واقتران الديمقراطية باعتبارها وسيلة حضارية لبلوغ الغايات العليا لشعبنا بتوجهات الحكومة في خطوطها الرئيسية على المدى المستقبلي القريب والبعيد والمتمثلة في التركيز على مشروعات التنمية الاستراتيجية والتعليم النوعي الملبي.. لاحتياجات الوطن في مسيرة تطوره الراهنة والمستقبلية ومعالجة القضايا ذات الأولوية الرئيسية كالمياه ومكافحة البطالة والفقر التي تشكل عاملاً اساسياً للاستقرار من خلال تقديم قروض ميسرة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وانتهاج سياسات مدروسة لتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي والاستثماري الذي يفتح مجالات واسعة لتشغيل الايدي العاملة، وبالتالي امتصاص البطالة وتوجيه طاقات الشباب للبناء والانتاج الذي يعود بالنفع عليهم وعلى الوطن. واجمالاً يمكن القول بثقة ان هذا البيان يستمد اهميته أنه لم يتناول الحاضر والمستقبل بأبعاد ورؤية نظرية ولكن من خلال تقديم معطيات حقيقية لماهو كائن ولماينبغي ان يكون على نحو عملي يعبر عن نظرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الثاقبة المنطلقة من قاعدة صلبة واقعية وموضوعية لاستشراف متطلبات الآتي بعيداً عن الأوهام والاحلام والتمنيات من خلال رسم الخطط والبرامج العملية التي تتعاطى مع استحقاقات موجبة انجاز وتطلعات ممكنة تتحدد وفقاً لأولويات تشكل مداميك جديدة لمواصلة مسيرة النهوض الحضاري السياسي والاقتصادي, والديمقراطي والتنموي لليمن الموحد.