جسدت الدعوة الصادقة للحوار التي اطلقها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أمس وأمس الأول في كلمته بالحفل الكرنفالي الذي أقيم بمحافظة إب وفي بيانه السياسي لجماهير شعبنا بمناسبة العيد الوطني ال17 للجمهورية اليمنية- رؤية وطنية عميقة تعبر عن الحرص على موجبات الحوار وضرورة ان يشارك الجميع في طرح الموضوعات والقضايا والنقاش حولها بعقول مفتوحة ونوايا صادقة تجاه كل مايهم حاضر ومستقبل الوطن.. منطلقاً من استشعار عالٍ بالمسؤولية بأن بناء الوطن وتقدمه يقع على عاتق الجميع مواطنين واحزاباً وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني ومختلف القوى الحية والفاعلة وكل أبناء الشعب. ولهذا فان الكرة الآن في مرمى المعنيين الذين وجهت اليهم الدعوة بصورة مباشرة سواء كانوا من الاحزاب والتنظيمات السياسية او تلك العناصر التي أشعلت الفتنة في بعض مناطق محافظة صعدة، وان تكون الاستجابة منبثقة من روح منفتحة ووعي مسؤول ومتجاوز لأية اشكاليات وتباينات مبنية على الاحكام المسبقة التي مبعثها سوء النية وشر الطوية، مستلهمين من الغايات النبيلة لدعوة الحوار مستقبل اليمن.. لأن التمترس خلف الافكار الجامدة والمواقف المتصلبة، والرؤى المتعصبة والفرضيات والشروط التعجيزية لايمكن ان تسهم في انضاج أية نتائج ايجابية لأي حوار. وكما قال الأخ الرئيس: ان الحوار هو الكفيل بتجنيب الوطن مزالق الاختلاف والصراعات الدامية.. ذلك ان الحوار يمثل نهاية مطاف أي صراع.. فاذا كان الامر كذلك فلماذا لايتم اللجوء اليه اولاً ودائماً دون تعصب او انغلاق او رفض للطرح المغاير مادامت النوايا حسنة المقاصد. وبالتالي فإن نهج الحوار وطرح القضايا على الطاولة بدلاً من تركها لسراديب الانعزال والغرف المغلقة.. هو الخيار الصائب الذي ينبغي ان يستجيب له الجميع بانفتاح ومسؤولية.. ذلك انه من خلال الحوار يمكن حل اية اشكاليات مهما كانت صعوباتها ناهيك عن ان الحوار هو نهج ثابت في رؤية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح السياسية الذي لم يغلق في يوم من الأيام ابواب النقد والنقاش والتحاور مع احد متى ماكان بناءً وملتزماً بالثوابت الوطنية والقصد منه المصالح العليا لليمن، فالأخ الرئيس آمن دوماً بمسؤولية الجميع على بناء وطنهم ودائماً يرسخ مفاهيم اهمية القبول بالآخر مهما كانت التباينات وساحة الاختلافات.. واذا كان قد ظهر في الأفق استجابة لتلك الدعوة التي اطلقها الأخ الرئيس فان هذا يمثل الخطوة الصحيحة والفعل الواعي الناضج الذي لايجب ان يتردد اي طرف في اللجوء اليه لكي يصل الجميع الى رؤى وطنية واحدة تمكننا من التلاقي والحوار والوصول الى نقاط اتفاق أزاء القضايا الوطنية . وهنا نأتي الى ما اشار اليه الأخ الرئيس في كلمته بمحافظة إب الذي حصر ماهو غير قابل للحوار في موضوع الدين الاسلامي والثورة واهداف الثورة والنظام الجمهوري والوحدة اليمنية، وفي اطار ايمان وقناعة الجميع الراسخة بهذه الثوابت، وإنَّ كل ماعداها قابل للحوار الذي في مضمونه يكمن الحل لكل مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية عندها فقط يصبح الحوار مرتكزاً للأمن والاستقرار والتنمية والبناء والنهوض الوطني الشامل.. اما استخدام ديننا الاسلامي، لإثارة النعرات والفتن وإشعال حرائق الصراعات يعد موضوعاً غير قابل للحوار وكذلك الامر بالنسبة للثورة اليمنية ونظامها الجمهوري الذي قدم في سبيل انتصاره وترسيخه شعبنا تضحيات جسام وقوافل من الشهداء الابرار الذين قدموا أرواحهم قرباناً للوطن وحريته واستقلاله ووحدته، وكذلك هي الوحدة اليمنية المنجز العظيم لثورته ولتاريخه الحديث، هذه هي الثوابت التي يستحيل الحوار حولها، ويجب ان تكون جميع القوى السياسية المتحاورة في الساحة الوطنية على ايمان لايتزعزع بها