ثمة تحديات ومخاطر تواجه اليمن ككل..«الشرفاء» فقط يدركون ذلك ويلتقون ويتحاورون من أجل «الإنقاذ»..«فالحوار» لغة العصر وفلسفة العقلاء..به تتحد الرؤى، وله تنحني «حكمتنا» اليمانية..وماهو مؤكد أننا - اليمانيين - نختلف كثيراً..ولكننا في النهاية نجيد فن التنازلات الشجاعة..وتطويق الأزمات..«بالحوار»طبعاً وفي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا حقيقة «أن مالليمن إلا أهله» وعما قريب ستحضر..تحت قبة الشورى وبقوة..فانتظروا. دعوة رائعة جميل أن تتوحد الآراء وتتقارب وجهات النظر في سبيل خدمة الوطن فالظروف الآنية لاتتحمل كثيراً من التعقيد والمطلوب حسب توصيف حسين حازب محافظ محافظة الجوف هو تضافر جهود كل السياسيين والعقلاء والخيرين والأحرار والوطنيين والمفكرين والمثقفين لمضاعفة الجهود في حوار عاقل وواسع من أجل الخروج بقرارات وتوصيات ومعالجات واقعية للأوضاع الراهنة والمقتضيات الواقعية لكي يحقق مقاصده وأهدافه التي يتعطش لها الوطن. وأردف حازب: إن دعوة الأخ رئيس الجمهورية دعوة رائعة ومهمة للبحث عن الحلول ونحن بحاجة إلى تعدد الحلول التي تراعي المصلحة الوطنية بعيداً عن أسلوب المناكفات والاصطدامات.. فالحوار الذي لايقوم على مبدأ اليمن أولاً هو مضيعة للوقت بل ومدعاة لاستدعاء العامل الخارجي في شأننا الداخلي. وزاد المحافظ حازب على ذلك: إنه لا ينبغي أن تدخل العاطفة في الحوار بعيداً عن المنطق والعقل فإذا كنا نحب اليمن فنحن سنعمل لمصلحته خاصة أن الوطن يعيش في ظل منعطف خطير يستلزم وقوف الجميع في خندق واحد أمام هذه الأزمات المتلاحقة.. فرصة تاريخية من جانبه أكد الدكتور مهدي عبدالسلام عضو مجلس النواب ان الانتصار للحوار انتصار للوطن والجميع اليوم ينتظر بأمل التئام القوى السياسية الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني وما ستتوج به عملية الحوار من إيجاد الحلول والمعالجات لكل مشكلات الوطن. وحث د. مهدي الجميع على أن لا يضيعوا هذه الفرصة التاريخية في تسجيل موقف وطني سيسجل بماء الذهب في سجل تاريخ الحركة الوطنية والسياسية اليمنية المليء بالمآثر والتضحيات...موضحاً أن نجاح الحوار مسئولية كل الأطراف وعلى الحزب الحاكم والمعارضة «المشترك» المسئولية الأكبر كل بحسب حجمه، فلا عذر لمن يحاول تفويت هذه الفرصة والمطلوب التحاور وسيأتي النجاح تبعاً لقناعة المتحاورين بجدوى هذا الحوار. وأضاف د. مهدي: إن دعوة فخامة رئيس الجمهورية دعوة شجاعة واعتراف من الرجل الأول في البلد بحاجة الوطن إلى حوار جاد بين أبنائه لمعرفة مكامن الخلل ومكامن القصور وطرح الرؤى والتصورات التي من شأنها أن تقود بالمحصلة النهائية إلى تحريك عملية البناء والتنمية بصورة أسرع وتعزز من أواصر الوحدة والإخاء بين أبناء الوطن. وفي ختام حديثه أكد د. مهدي ضرورة أن يحضر الجميع إلى الحوار بقلب وعقل منفتح لا بنية تسجيل الحضور والمواقف وتحقيق بعض المكاسب السياسية العاجلة أو تحميل طرف المسئولية عما حدث من أزمات، وأن يتم النظر إلى الموضوعات بنظرة وطنية عقلانية وشمولية، بعيداً عن الروح المناطقية والانفعالية أو المكاسب الآنية، الشخصية والحزبية الضيقة...وعلى قاعدة أولوية تطويق وحل الأزمات الوطنية. عيد وطني يقول الدكتور عبدالله النهاري مدير عام مكتب التربية والتعليم م/ عدن:_ إن المصلحة العليا للوطن تقتضي الاحتكام لمنطق العقل في حل أي إشكاليات قائمة على الساحة السياسية لتحقيق الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي..والسير بالحياة العامة إلى الاستقرار العام والتنمية والازدهار..فيكفي بلادنا أزمات مفتعلة لا تخدم سوى أعداء الوطن والمتربصين به. وزاد على ذلك بأن الدعوة إلى الحوار هي الأرقى والأفضل من المماحكات والاتهامات التي لا تجدي نفعاً ولا يمكن أن تصل بنا إلى حل..موضحاً أن الابتعاد عن الحوار عواقبه وخيمة.. ولذا لا بد من أن يلتف الجميع حول دعوة الحوار الجاد والفاعل الذي يقود إلى تصحيح الأخطاء التي واكبت مسيرة الوحدة الوطنية. وأردف د.النهاري: أملنا كبير في أن تستجيب جميع الأطراف المعنية بالحوار «للحوار» وليكن حواراً وطنياً ومصالحة أخوية ونوايا صادقة تأخذ بسفينة الوطن إلى بر النجاة وساحل الأمان...وإذا ما نجح هذا الحوار وتمخضت عنه قرارات إيجابية واجماعات صائبة وطبقت عملياً في الواقع واستفاد منها الوطن وكانت سبباً في تنفيس كربته وانقشاع ظلمته فمن الأولى والأجدى بالحكومة أن تجعل من ذلك اليوم «عيداً وطنياً» نتباهى به ونحتفي به. أم الحلول وخلص د.النهاري إلى أن انتهاج الحوار يعد سلوكاً حضارياً..في ظل النهج الديمقراطي على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها...شريطة أن يتسم بالجدية وإخلاص النوايا والانطلاق من رؤى وطنية في تناول أي قضية وتجنب الشروط التعجيزية والمصالح الضيقة والصفقات السياسية. وأضاف د.النهاري: هذا الوطن قدم لأبنائه الكثير والمطلوب اليوم من شرفائه وعقلائه أن يعطوه مايستحق مقابل ذلك حتى لايذهب الجميع أدراج الضياع..معتبراً أن الحوار أم الحلول وطالما أن جميع الفعاليات والقوى السياسية مع مبدأ الحوار فلتسقط كل الذرائع والشروط التي تعترض طريقه...وهناك من يستحق أن تقدم لأجله التنازلات الكبيرة وهو الوطن وفي النهاية لاحل إلا «الحوار». مسئوليات وطنية حين يحتكم العقلاء للحوار .. ويتخلى الجميع عن أسباب المصالح الذاتية الضيقة...وتصبح مصلحة الوطن وسلامته ووحدته واستقراره هي المصلحة العليا حتماً ستكون الصورة أكثر اشراقاً وسيكون المستقبل مبشراً بكل خير. وهذا النهوض الذي نستشرفه لن يتحقق إلا بتحصين جبهاتنا الداخلية الملبدة..هذا ماذهب إليه الدكتور محمد سعيد الحاج نائب عميد كلية التربية جامعة تعز..موضحاً أن دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار تؤكد سعة صدر هذا الرجل الذي امتاز بهذه الآلية الإنسانية والكاريزما التي أهلته ليكون رجل هذه المرحلة الوطنية المعاصرة. واصفاً تلك الدعوة «بالجادة» لأنها انطلقت من المسئوليات الوطنية تجاه كل الأحداث التي يمر بها الوطن والرئيس باعتباره المسئول الأول في هذا البلد يدرك أهمية الأخطار والتحديات التي تواجه الأمة والبلد على حد سواء. وأكد د.الحاج أن مبادرة فخامة رئيس الجمهورية لهذا الحوار تفرض علينا الالتفاف حوله كون الوطن أكبر من كل المشاريع والحوار هو الطريق إلى تصحيح الأخطاء التي واكبت مسيرة الوحدة الوطنية..وللحفاظ على هذا الإنجاز علينا طرح كل القضايا الشائكة والمعقدة...وبالحوار فقط ستصحح جميع الاختلالات لأن تغليب المصلحة الوطنية حتماً ستكون محل إجماع جميع المتحاورين. اليمن أولاً إلى ذلك قال الدكتور أبوبكر محمد بامشموس أستاذ الهندسة المدنية ومدير الاستشارات الهندسية /جامعة عدن: إن الحوار سلوك حضاري ديمقراطي راق يصل من خلاله المختلفون إلى حلول تراعي حقوق وآراء الجميع.. وكون الأزمات الراهنة لاتسمح بتبادل الاتهامات والمهاترات التي تفرق ولا تجمع فالواجب جعل مصلحة الوطن أولاً، وأن تعلو هامات المواطن اليمني وتخفت الأصوات النشاز. وأضاف د. بامشموس: مانتطلع إليه أن يكون هذا الحوار بحجم الآمال والتطلعات في العام الجديد وبسقف الدستور والقوانين والمصلحة الوطنية متمنياً أن يكون العام الجديد عام خير وبناء وعمل ورفاهية للإنسان اليمني وأن نصل إلى الأهداف المنشودة في عملية التنمية المستدامة بعيداً عن المعاناة والألم. وأكد بامشموس أن من أهم القضايا المطروحة على طاولة الحوار فتنة التخريب والتمرد الحوثي في صعدة وحرف سفيان، وتصاعد التداعيات والأعمال الخارجة عن النظام والقانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية، والنشاط الإرهابي لتنظيم القاعدة، إلى جانب التحديات الاقتصادية، وهي قضايا لايمكن التقليل من خطورتها أو التساهل في حسمها، لأنها تمس بسيادة ووحدة وأمن واستقرار الوطن، وتشكل تحدياً صارخاً وتطاولاً فجاً وتهديداً مباشراً للثوابت الوطنية وللمنجزات التاريخية العظيمة للشعب اليمني..ومن دون شك يدرك المتحاورون تحت قبة مجلس الشورى حجم وخطورة القضايا والتحديات والأطراف التي تقودها وتغذيها وتقف وراءها. وشكر د.بامشموس للرئيس دعوته المباركة تلك موضحاً أنها جاءت ونحن في أمس الحاجة لها فكلنا نحتاج إلى الحوار فيما بيننا لمراجعة أنفسنا ومراجع أخطائنا وعيوبنا...والجلوس على مائدة سعة الصدر المستديرة و«الحوار» سيعزز الثقة بسعي القيادة السياسية إلى لم اللحمة الوطنية وتقبل الآخر...والمطلوب من الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والمشايخ والعقلاء أن يلبوا دعوة الرئيس المباركة وليس في خاطرهم غير اليمن فاليمن أولاً. لأجل اليمن تشاركه الرأي الدكتورة فوزية الشرعبي أستاذة الاقتصاد جامعة تعز وأضافت: إن القضية لا تقل أهمية عن القضايا السابقة والتي يجب أن تطرح في الحوار وهي قضية الفساد..هذا الوباء المستشري والذي ينخر في جسد الأمة مهلكاً الحرث والنسل...معتبرةً أن هذا الفساد يقف وراء كل مشاكلنا وهو سبب تخلفنا وتدهورنا اقتصادياً واجتماعياً.. وهو نفسه الفساد الذي يتعاطاه تجار السلاح الذي يعيشون على دماء اليمنيين وعرقهم...وهو نفسه الذي يتعاطاه المرتشون. ومما أكدته د.الشرعبي أن البلاد اليوم تعاني من مشاكل جمة وكل أبنائها ونخبها السياسية الفاعلة مطالبون بوضع الحلول..فالوطن ملك الجميع ومصلحته مسئولية الجميع...وعلى ضوء ذلك لابد من بناء جسور الثقة بين أطراف المنظومة السياسية لترميم ما خلفته سنوات الصراع السياسي من فجوات في المواقف والرؤى والشروع في الحوار من النقاط التي تتوافق عليها جميع الأطراف. وفي خاتمة حديثها دعت الشرعبي المشككين في جدوى الحوار أن يقلعوا عن هذا الاعتقاد وأن يتفاءلوا خيراً وأن يدركوا خطورة المرحلة فمصلحة الوطن فوق كل شيء وهو ملك الجميع والمتخلف عن إنقاذه يسيء لذاته وتاريخه وهويته وافكاره التي يحملها وقيمه التي يؤمن بها...فهذه دعوة يجب أن لايفوتها اليمنيون وأن يدفعوا بحقيقة الأمر لإنجاحه وعلى المتحفظين أن يقدموا تنازلات من أجل إنجاح الحوار ومن أجل اليمن، هذا البلد الذي يتطلب من الجميع التنازل والتضحية والولاء. رأي صائب ويرى أحمد محمد أبوخليل مدير مديرية شرعب الرونة بأن الحوار وسيلة ناجعة وحل أمثل للخروج باليمن من الدوامة التي عطلت مسيرة التنمية والنهوض. وبالحوار فقط تحل جميع القضايا العالقة بمعالجة آنية تخدم الإنسان اليمني على أساس الحد من التضخم والتخفيف من البطالة عبر تحفيز الاستثمارات ومعالجة قضايا الكادر الوظيفي وتأمين مستقبله وضمان الحقوق دون إتاحة فرصة للفساد كون الخروقات المالية والاقتصادية أساس الفساد. ودعا أبوخليل كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية والأكاديمية في الوطن إلى أن يبادروا وبمشاركة جدية في مشروع الحوار الوطني لإخراج الوطن مما هو فيه أو ما قد يصل إليه.. وتمنى أبوخليل أن يخرج الحوار البلد من هذه الدوامة والإشكالات التي تعاني منها وتحقيق الأمن والاستقرار وترسيخ الوحدة الوطنية ومكاسبها معتبراً أن وضع الحوار تحت قبة مجلس الشورى رأي صائب كون المجلس مؤسسة وطنية شوروية راقية لها خبرات من ذوي الباع الطويل في مجال العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي..ومن لهم رصيد في الدفاع عن الثورة والوحدة. وخلص أبوخليل إلى أنه إذا ما وصلنا إلى الغايات المنشودة في هذه الانطلاقة من الحوار حتماً سنصل وسنرتقي إلى المحطات التنموية الأخرى بطرق ميسرة وسهلة طالما أزيلت أمامنا التحديات واقتلعت جذور التباينات والمشكلات وتقزمت الأزمات..