تحتضن العاصمة صنعاء غداً الأربعاء اجتماع الهيئات العربية التمويلية الذي يشارك فيه وزراء المالية والتخطيط ورؤساء الصناديق المانحة في الدول العربية الشقيقة . ولا شك أن انعقاد مثل هذا الاجتماع يمثل حدثا مهما من حيث ارتباطه بالتمويلات لمشاريع التنمية في إطار مجابهة التحديات التي تواجهها الدول العربية في المجال التنموي. والحديث عن التمويلات العربية لمشاريع التنمية في اليمن يقودنا إلى الحديث عن تلك التمويلات التي حصلت عليها اليمن من أشقائها وفي مقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية التي تربط اليمن بها علاقات أخوة صادقة ومتميزة ومتطورة على الدوام وبخاصة منذ وقع البلدان الشقيقان على معاهدة جدة التاريخية لترسيم الحدود بينهما. حيث سجلت المملكة العربية السعودية مواقف أخوية مشرفة إلى جانب بلادنا هي موضع التقدير والامتنان والشكر من قبل كافة أبناء شعبنا اليمني سواء في دعم المملكة السخي لمسيرة التنمية الذي تجسد في العديد من المشاريع الخدمية والإنمائية التي مولتها المملكة أو استثمرت فيها، أو من خلال ما قدمته في مؤتمر المانحين بلندن أو عبر مجلس التنسيق اليمني - السعودي وغيره، بالإضافة إلى ما تقدمه وما تزال حكومة خادم الحرمين الشريفين من رعاية لليمنيين سواء في إتاحة الفرصة أمام العمالة اليمنية للذهاب إلى المملكة للعمل وطبقا لاحتياجات سوق العمل، حيث بلغ معدل تأشيرات الدخول الممنوحة شهريا لليمنيين عبر السفارة السعودية بصنعاء حوالي عشرة آلاف تأشيرة، أو ما يقدم من تسهيلات لأبناء الجالية اليمنية المقيمين في المملكة والذين يحظون بكل الاهتمام والرعاية ويحاطون في وطنهم الثاني بكل الاحترام والود والتقدير ليواصلوا إسهاماتهم إلى جانب أشقائهم من أبناء الشعب السعودي الكريم في مسيرة النهضة والتقدم والازدهار التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل قيادتها الحكيمة بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. والذي ظل وفي ظل مناخات الثقة والود والاحترام العميق المتبادل مع أخيه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يرعيان العلاقات الأخوية اليمنية - السعودية ويدفعان بمجالات التعاون المشترك بين البلدين نحو آفاق رحبة وواسعة تلبي تطلعات الشعبين الشقيقين مما جعل العلاقات اليمنية والسعودية اليوم أنموذجاً يحتذى به في العلاقات العربية - العربية، وهو ما أكده فخامة الأخ الرئيس أثناء زيارته الأخيرة القصيرة للمملكة، حيث قال أن هذه العلاقات تعيش أزهى مراحلها قوة ومتانة وازدهاراً . وإذا كانت المملكة قد قدمت مثل ذلك النموذج في الكيفية التي يقف فيها الشقيق إلى جانب شقيقه فإننا لا ننكر أيضا ما قدمه لليمن بقية أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي الذين لم يبخلوا في أي وقت على اليمن، وهم يقفون إلى جانبها لمساعدتها في التغلب على تحديات التنمية وتأهيل اقتصادها ليكون قادرا على الاندماج في اقتصاديات دولهم، باعتبار أن اليمن جزء لا يتجزأ من المنظومة الخليجية أمنا واقتصادا وجغرافيا وتاريخا ومصيرا مشتركاً. - لهذا فإن من المؤمل أن يبادر الأشقاء في دول المجلس وبخاصة في الامارات والكويت وقطر إلى الاقتداء بما قدمته السعودية من تسهيلات لاستقدام العمالة اليمنية وإتاحة الفرصة أمامها، باعتبار أن هذه الخطوة تمثل مساهمة حقيقية ومباشرة لمساعدة اليمن وجهودها في مجال التنمية، إلى جانب العمل على تشجيع رؤوس الأموال الخليجية على الاستثمار في اليمن لما لذلك من دور في الحراك التنموي وتوفير فرص عمل للشباب وتعزيز الشراكة وتشابك المصالح والمنافع المتبادلة التي يعود خيرها على الجميع وتنعكس بآثارها الإيجابية على مسارات الأمن والاستقرار في المنطقة.