قبل اشهر تلقيت دعوة كريمة من وزارة الاعلام الكويتية لزيارة الكويت والتعرف عن قرب على الحراك السياسي والنماء الذي تشهده في مجالات مختلفة، ومنها المجال الديمقراطي. لم اتمكن من تلبية تلكم الدعوة لانشغالي باستضافة اذاعة صنعاء البرنامج العام مسابقة الأغنية العربية الاذاعية للعام 2008م، وفي اكتوبر الماضي تلقيت الدعوة للمرة الثانية عبر محب اليمن الاستاذ سالم الزمانان سفير دولة الكويت الشقيقة. هذه المرة لم اتردد في قبول الدعوة، وان كان الزمن المحدد لها يتداخل مع مهمة لي مع بعض زملائي من مديري الاذاعات العربية، من قبل اللجنة الدائمة لاتحاد الاذاعات العربية، وتمثيلي للاذاعة اليمنية في الاجتماع السنوي لهذه اللجنة. اتجهت مع الزملاء المدعوين نحو الكويت، وقد عملت جاهداً على التوفيق بين المهمات الثلاث وطلب موافقة الاشقاء الكويتيين على اختصار مدة الزيارة الى اربعة ايام، حتى اتمكن من الوصول الى تونس في الموعد المحدد.. اربعة ايام وجدتها كافية للتعرف على الكويت الجديد، اي كويت مابعد الغزو العراقي.. واتساع الممارسة الديمقراطية ونمو او ظهور أنياب التيار السلفي المتبوئ نصف مقاعد البرلمان (مجلس الأمة) المشغول بأمور كثيرة منها اسقاط عضوية نائبين واصرارهما على حضور الجلسات، وحجاب النائبتين اللتين وصلتا الى البرلمان وهن سافرات.. وهذا لايليق بل لايجوز من وجهة نظر التيار السلفي- في البرلمان- وان الحجاب هو الحل، وليضربن بخمورهن على جيوبهن والا فصوت كل محجبة حصلتا عليه يعتبر لاغياً..!! وكانت هذه المعضلة اهم من أمور اخرى منها مشكلة القروض التي حصل عليها المواطنون خلال فترة تعمير مابعد الغزو. المهم لنترك هذا الأمر والحديث عن التوسع في الاصدارات الصحافية وحرية الصحافة لمناسبة اخرى، واعود للقول.. اربعة ايام كانت كافية للتعرف على الكويت.. وقد قال حكيم: ان العاقل يستطيع ان يتعرف على العالم وهو في مكانه، بل ويستطيع ان يرى من مكانه مالايراه الأحمق وان طاف العالم.. عرفت الكويت، البلد الشقيق منذ صغري.. اما كيف عرفت الكويت منذ صغري فقد وضحت الأمر للمذيع الذي حاورني في برنامج ( الكويت في عيونهم) وبغض النظر عن كون اول مدرسة اتلقى فيها العلوم الحديثة بمدينة تعز كانت هي من ضمن هدايا الشعب الكويتي للشعب اليمني، فان المطبوعات الكويتية هي ماتواصلنا معها ونحن تلاميذ باسعار زهيدة ومعقولة.. ومثلما كانت مجلة «العربي» هي النافذة الثقافية امامنا، كانت مجلة «الطليعة» هي النافذة السياسية باتجاهها اليساري الذي تأثرنا به، كما تأثرنا برموز قومية معروفة على رأسها احمد الخطيب وغيره من الرواد.. عرفنا الكويت صغاراً من خلال ريارته الخليجية في المجال البرلماني، ودخول المرأة مجالات العمل ووصولها الى منصب وكيل وزارة دون ان يطالبها احد بارتداء الحجاب، او تحتاج الى فتوى شرعية لكي تقود سيارتها الخاصة، وعرفنا الكويت من خلال وسائل اعلامها، صحافة واذاعة وكيف استقطبت اليها نخبة من الاعلاميين والكتاب والمحللين العرب بمختلف مشاربهم السياسية وفق توجه قومي كويتي سجل موقفاً رائعاً من القضية الفلسطينية وقضايا التحرر في العالم. شكراً لسعادة سفير دولة الكويت في اليمن على مايبديه من حرص على ازالة ماعلق في العلاقات اليمنية الكويتية من غبار السياسة.