منذ أن أُعلن عن فوز اوباما في الانتخابات الرئاسيه الامريكيه الاخيره وقبل توليه مقاليد الحكم حتى وقتنا هذا ، لاتكاد نشره اخباريه او برنامج سياسي او اقتصادي في اي وسيله اعلاميه عربيه الا ويذكر فيها اسم اوباما . فكلما تناول مضمون الخبر او موضوع النقاش ، القضيه الفلسطينيه والصراع العربي الاسرائيلي والاحداث الجاريه المتعلقه بها حتى الساعه ، اثير تساؤل عن وجهة نظر أوباما حيال ذلك ، وماذا كان سيتمكن من حل القضيه الفلسطينيه برمتها ، والى اي طرف سينحاز الفلسطيني ام الاسرائيلي . وكلما تناول النقاش قضية الاحتلال الامريكي للعراق ، أثير تساؤل عما اذا كان اوباما سيقرر سحب قوات بلاده من العراق ام لا . وكلما ذُكرت قضية المعتقلين العرب في معتقل جوانتنامو ، اثير تساؤل عما اذا كان اوباما سيقرر اغلاق المعتقل واعادة المعتقلين الى بلدانهم ام لا . وكلما ذُكرت قضية دارفور السودانيه ، اثير تساؤل عما اذا كان لجذور اوباما العائليه - سودانية كانت او كينيه – أملاً في انهاء تلك الاشكاليه . وكلما ذُكرت حماس او حزب الله او اي قوه اقليميه ممانعه للسياسه الامريكيه ، اثير تساؤل عما اذا كان اوباما سيعتمد سياسة الحوار بدل المواجهه مع تلك القوى . وكلما ذُكرت قضية الخسائر الاقتصاديه العربيه المحتمله جراء الازمه الماليه العالميه ، اثير تساؤل عما اذا كان لاوباما رؤيه مستقبليه لحل هذه الازمه وتفادي تلك الخسائر . ولم يتبقى لنا سوى ان نسأل عما اذا كان بامكان اوباما ان يتوسط لنا في التسجيل في احدى الجامعات أو الحصول على منحه دراسيه ومن ثم الحصول على وظيفه ما ، وهل ماذا كان بمقدوره المساهمه في مشاريع الزواج الجماعي ، او ربما قد يكون له دور في تخفيض ايجارات الشقق أو أسعار المواد الغذائيه كالبطاطس والطماطم و خلافه ، وكأن أوباما هو بابا وهو ماما. وكذلك هي عادتنا ، مع كل وجه جديد تأتي به الانتخابات الامريكيه ، يطالعنا خبراؤنا ومحللينا وقنواتنا الاعلاميه بسيل من التحليلات وكم من الرغبات والامال في امكانية حل مشاكلنا مع بداية كل فتره رئاسيه أمريكيه جديده . اشاره لابد منها : على اختلاف المواقف التي تعرض لها الرئيس الامريكي بوش ، جيدةً كانت أو سيئه ، بما فيها حادثة الحذاء الأخيره والشهيره ، إلا أن ملامح وجهه لم تتغير بتغير تلك المواقف . وإن لم يكن لعدم تغير ملامح وجهه فرحا او حزناً ، سببا يتعلق بطبيعته الشخصيه ، فاني اعتقد ان السبب في ذلك ، يقينه بأنه ليس المعني وحده بالتأثر من تلك المواقف السعيده او السيئه ، باعتبار أن تلك السياسات والقرارات التي اتخذها وانتُقذ عليها او أُشيد به لتنفيذها ، محدده ومدروسه سلفاً ، وستنفذ به او بغيره ، لذا ينبغي علينا عدم التأويل على أوباما أو غيره في حل قضايانا مع بداية كل انتخابات أمريكيه جديده ، وعلى قنواتنا الاعلاميه العربيه الاحتفاظ باموالها او انفاقها فيما هو اجدى ، بدلا من الانفاق على برامج وتحليلات لن يستفيذ منها سوى صاحب (الثور والطحين) .