ليست المرة الأولى التي تعمد فيها عناصر التمرد والتخريب والإرهاب بمحافظة صعدة إلى إطلاق الأكاذيب والادعاءات الباطلة والمزاعم المكشوفة، ضد أفراد القوات المسلحة والأمن الأبطال، الذين نذروا حياتهم من أجل الدفاع عن وطنهم والحفاظ على أمن واستقرار أبناء شعبهم والذود عن المبادئ والأهداف التي ضحى من أجلها آباؤهم، وقدموا في سبيلها كل غال ورخيص، انتصاراً للإرادة الوطنية، وحق الأجيال اليمنية في النماء والتطور والعيش الكريم. إذ أن الوقائع والشواهد تدل على أن تلك العناصر العدوانية والتخريبية التي أعلنت العصيان والخروج على النظام والقانون، بنت مشروعها الضلالي الظلامي، انطلاقاً من أكذوبة كبرى عشعشت في عقلياتها المريضة، فانساقت وراء ذلك الوهم الزائف لتركب الموجة، التي دفعت بها إلى طريق الشر والغواية، معتقدة أنها بذلك المسلك الشيطاني ستتمكن من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، والعودة بالشعب والوطن إلى أزمنة الكهنوت وعصور الجهل والتخلف والعبودية، التي دفنها شعبنا إلى غير رجعة بانتصار ثورته التي غيرت مجرى الحياة في هذا الوطن، بانجازاتها المتنامية وما أحدثته من تحولات على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، التي تلازمت مع بناء الإنسان بناءً معرفياً وحضارياً يستند على قيم الحرية والديمقراطية والمحبة والسلام. ولذلك فلم يكن مفاجئاً أن تلجأ تلك العصابة الإجرامية إلى إطلاق الأكاذيب والأراجيف، خاصة وهي تجد نفسها منهارة تحت ضربات أبناء القوات المسلحة والأمن الأبطال، وجموع المواطنين الشرفاء من أبناء محافظة صعدة الذين التفوا خلف إخوانهم وأبنائهم أفراد القوات المسلحة والأمن في تصديهم لتلك العناصر التخريبية، التي عاثت في الأرض فسادا وقتلا وتدميراً وعنفاً وإرهاباً، دون أن تدرك تلك العصابة الخبيثة المارقة أن ما تروج له من المزاعم والادعاءات الباطلة، حول استهداف أبناء القوات المسلحة والأمن للمواطنين هي أكاذيب مفضوحة ولا يمكن لها أن تنطلي على أحد، بل ويستحيل أن يصدقها أي عقل، خاصة وأن المواجهة التي يخوضها أبناء هذه المؤسسة الوطنية مع تلك العصابة المارقة هي في الأصل جاءت استجابة لاستغاثات أولئك المواطنين لتخليصهم ومحافظتهم من شرور وجرائم تلك العصابة الإرهابية، التي حولت محافظة صعدة إلى أرض مستباحة تمارس فيها أبشع أنواع البطش والإذلال والترويع، حيث نجد أنها وخلال عام واحد قامت بتصفية وقتل المئات من المشائخ والشخصيات الاجتماعية والمواطنين الأبرياء وإحراق منازلهم وتشريد أسرهم دون أي وازع من ضمير. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل أن تلك العصابة الخبيثة لم تتورع عن استغلال حرص الدولة على استتباب عوامل السلام وحقن الدماء بمحافظة صعدة، في توسيع انتهاكاتها وأفعالها الإجرامية، فسعت إلى فرض هيمنتها على المواطنين الآمنين وتشريدهم من قراهم وفرض الإتاوات عليهم وهدر دماء كل من لا يذعن لها أو يتبع فكرها العنصري. وتبرهن الوقائع التي وثقتها السلطة المحلية في محافظة صعدة على أن تلك العناصر التخريبية أصبحت بمثابة وباء سرطاني خبيث طال خطره كل جوانب الحياة، حيث لم تترك هذه العصابة شيئاً دون أن تلحق به الأذى وتنال منه بالتخريب والتدمير، فاستولت على مقرات المدارس بالقوة وأفرغتها من طلابها كما قامت بنهب المراكز الصحية وطرد موظفيها وعملت على تدمير معظم مشاريع مياه الشرب والطرق والمرافق العامة والخدمية، ولم تسلم حتى المساجد من فسادها وعبثها حيث فجرت يدها الإجرامية عدداً كبيراً منها بالعبوات الناسفة. وعليه فإذا كان بوسع عصابة الإرهاب والتخريب مواصلة أكاذيبها وزيفها فليس بإمكانها اليوم إقناع أحد داخل محافظة صعدة أو خارجها بما تطلقه من بهتان لأنه لم يعد هناك من يصدقها بعد أن انكشفت حقيقتها وفضحت مراميها وأهدافها القبيحة، وظهر وجهها البشع وسقطت كل الأقنعة التي كانت تتستر بها، وحانت نهايتها الأخيرة وصارت قاب قوسين أو أدنى من المصير المحتوم، الذي ينتظرها، لتدفع ثمن ما ارتكبته من آثام وخطايا وجرائم بحق الأبرياء وحق الوطن، فتلك هي خاتمة كل الأشرار والمجرمين والإرهابيين وكل من حادوا عن طريق الحق والصواب، وعصوا الله ورسوله وعاثوا في الأرض فساداً، والجزاء دائماً من جنس العمل.