في الوقت الذي كان يتوجب على احزاب اللقاء المشترك الاصطفاف مع الوطن وابنائه لمواجهة التحديات والصعوبات الحقيقية التي يجابهها، نجدهم للأسف يمعنون في مواقفهم الخاطئة المعبرة عن المدى الذي وصلت اليه بعض قيادات هذه الاحزاب في بؤسها وافلاسها السياسي الفكري الانتهازي المتخبط في اوهام رغباتها ومصالحها الانانية الضيقة على ذلك النحو الذي نراه في تعاطيها مع قضايا الوطن بعقلية مسدودة افتقدت الصواب وادراك حقائق الواقع برز واضحاً في تلك المضامين البائسة التي تم تبنيها من قبلهم المتمحورة في جوهرها في موضوع شخصنة القضايا كنتاج لافرازات احقاد وضغائن اوصلتهم الى انحدار معه ترتد دعوتهم- لما يسمى بالانقاذ- عليهم فهم من يحتاج الى انقاذ من السقوط المريع، المندفعين الى مهاويه اذا ما استمروا في مثل هذا المسلك والاندفاع غير الواعي نحو المسالك والدروب الوعرة التي لن تفضي بهم الا الى تعميق أزمتهم الناجمة عن التناقضات المستفحلة فيما بينهم اولاً نظراً لتلك المتناقضات المكرسة في صفوفهم ولكن جمع هؤلاء فقط الخصومة والعداء للسلطة والوطن!.. إنهم يريدون شخصنة القضايا، وكأن هذه القضايا تجري في بلد آخر أو كوكب آخر وليس في اليمن، وهؤلاء يتعمدون تسطيح القضايا واستغفال الاخرين وتجهيل الشعب الذي يعرف مراميهم وحقيقتهم وعجزهم عن تحقيق اي شيء مفيد لانفسهم فكيف للآخرين او الوطن ومثل هؤلاء ربما لايدركون بأن هناك دولة ومؤسسات وحكومة وسلطة محلية، وفي هذا نجد قمة الاستهبال والاستغفال للمواطن، والحقيقة ان هؤلاء بتصرفاتهم تلك يجسدون حقداً شخصياً من جانب أشخاص تضررت مصالحهم، والبعض الآخر منهم يخشى ان تتضرر مصالحه.. ليجتمع هؤلاء في بوتقة الحقد الشخصي والضغينة والكراهية الضيقة التي امتلأت بها قلوبهم فباتت عقولهم منقادة لهذه النوازع والاهواء الشيطانية، تسيرها الأوهام التي تجعلهم يظنون أن بامكانهم استغفال الآخرين واستهبالهم بعباراتهم الفجة التي يتشدقون بها من على منابر مؤتمراتهم في فنادق الخمسة نجوم.. غير مدركين ان ابناء شعبنا لم يعودوا يأبهون بخزعبلاتهم وترهاتهم التي لم تعد تنطلي على أي مواطن يمني، وهكذا يريدون ان يجهلوا الناس في حين ان هؤلاء هم الجهلة، وهنا تكمن مصيبتهم.. فما هكذا يكون التعاطي مع قضايا الوطن وأبنائه بهذه المحدودية من الرؤى والتصورات الانفعالية التي تنم عن ضيق أفق اصحابها الذين حشروا تفكيرهم في زوايا المصالح الضيقة التي -جملة وتفصيلاً -تتعارض مع مصالح الوطن وتترجم الى مواقف سلبية تجاهه لتتطور الى حالة عدائية ضد الشعب وقواته المسلحة والأمن بما يصبونه من زيت احقادهم على نار الفتن لتأجيج المناطقية والمذهبية غير مكتفين بذلك، بل يضعون أنفسهم في موقع الواجهة السياسية للعناصر التخريبية والارهابية والانفصالية..مسخرين خطابهم السياسي والاعلامي للدفاع عن تلك العناصر الاجرامية الحوثية الخارجة على الدستور والقانون، غير عابئين بذلك الدمار والتضحيات الغالية والجسيمة التي يقدمها الابطال المقاتلون من ابناء القوات المسلحة والأمن ومعهم المواطنون الشرفاء من اجل اخماد الفتنة التي اشعلتها عناصر الارهاب والتخريب بممارساتها العنصرية ورؤاها الضيقة والمتخلفة التي تريد العودة بالوطن الى عهود الإمامة وماقبل قيام ثورة ال26من سبتمبر عام 1962م وحيث ظل هؤلاء يتماهون في خطابهم مع تلك العناصر لتبرير افعالهم المشينة بحق الوطن والمواطنين ومن أجل ان يكون هؤلاء ورقة للمزايدة والمكايدة السياسية، وهم يظنون بذلك انهم يكيدون النظام وهم في حقيقة الامر انما يكيدون للوطن وابنائه. لقد انكشفت كل الاقنعة وأزيلت كل المساحيق عن الوجوه المخادعة وظهرت النوايا على حقيقتها, وما من شك فان حقائق هؤلاء وتاريخهم معروف وان من يتدثر منهم اليوم بثوب الفضيلة والطهارة والاصلاح معروفون جيداً للشعب كنماذج ورموز للفساد وعدم الاهلية للادعاء بالصلاح والنزاهة فمخلفات هؤلاء حبلى بالممارسات الفاسدة وتاريخهم أسود ملطخ بكل ما يثير النقمة والغضب عليهم وليس هناك من سيصدق ادعاءاتهم الزائفة أو يقتنع بمزايداتهم الكلامية التي تجتر أسوأ ما في الماضي من تجارب وممارسات سبق ان لفظها شعبنا وتصدى لها وقذف بكل من يروجون لها خارج هامش التاريخ.