تجرى الاستعدادات منذ الآن لإعادة إعمار ما عملت على تخريبه عناصر التمرد الكهنوتية من منشآت ومشاريع تعليمية وصحية وكهربائية ومائية واتصالية في محافظة صعدة. ذلك ما أكد عليه الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في كلمته بالحفل الخطابي الذي أقيم بمناسبة العيد السابع والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وفيه ما يكفي للتدليل على أن الدولة حريصة وعقب إخماد الفتنة والتمرد الإرهابي على مباشرة تنفيذ خطة تنموية شاملة في محافظة صعدة تزيل آثار ما حاق بها من الأضرار جراء فتنة التمرد والممارسات الحاقدة لعناصرها التي أظهرت من خلال استهدافها للمرافق التعليمية بالتدمير أنها التي ترى فيها خطراً على توجهاتها الظلامية ومن شأن انتشار التعليم الحديث القضاء على الجهل وإفساد ما يوفره هذا الجهل من مناخات مواتية لنشر رؤاها الكهنوتية وحرمانها بالتالي من بلوغ غاياتها الخاصة من ادعاء الحق الإلهي. ولا مجال بالفعل للفكر العنصري والكهنوتي أن ينتشر في أجواء انتشار المعرفة والتفكير العلمي والروح المتوثبة للتجديد والتحديث. وتغدو المواجهة هنا بين شرذمة التخلف وجموع التقدم في عملية دفاع عن حاضر البناء وتحصين للمستقبل المزدهر ولا خيار أو بديل آخر غير الانتصار على تحديات التخلف وعصابته من رواسب وأذيال الماضي الإمامي البغيض. وطالما وأن عناصره تنفث سمومها الحاقدة وتعبر عن نزعاتها الانتقامية المقيتة بالعمل على تدمير ما تحقق على صعيد تطوير مستوى معيشة وحياة المواطنين عامة واستهداف الناس بالقتل ومساكنهم بالنهب وأعراضهم بالهتك على أساس من الاختلاف الفكري معهم أو اتخاذ موقف حيادي أو انحيازي للاتجاه السلمي لحل الخلافات إن وجد ما يبررها فإن المسألة هنا صارت تمس الجميع في حاضرهم وتتهددهم في غدهم ولم تعد محصورة في الشأن السلطوي بين من يحكم بحق الشرعية الديمقراطية ويطمع فيه ويحاول فرض نفسه عليه والناس أجمعين بباطل الإدعاء بالحق الإلهي. ومن هنا يصير الاصطفاف الوطني مسألة مطلوبة وبالحاح وهي الخاضعة لدوافع الحس الديني وأحكام المبادرة الوطنية ولذلك كانت الدعوة الجديدة للأخ الرئيس علي عبدالله صالح إلى الاصطفاف خاصة في توجيهها إلى القوى السياسية المتخلفة عن الركب المراوحة منها في مكانها أو تلك تتقدم خطوة إلى الأمام وترجع بأربع إلى الخلف ومن لا يزال على الانتهازية في مسألة واضحة في ارتباطها بالقضية الوطنية ومستقبل وطن المساواة وطن الوحدة والديمقراطية. وما ينبغي أن يكون واضحاً ومحسوماً في المقام الأول لدى الجميع أنه وحين تدور المواجهة مع تمرد على الشرعية الديمقراطية بغاية إحلال توجهات خاصة يكون الحديث عن الانتصار ذا مضمون وهدف شعبي مرتبط بالدفاع عن الإرادة الجماهيرية التي صارت تمتلك الحق في تحديد شرعية الحكم. وتلك هي الإرادة التي تتشكل اليوم في إطارها معالم وتجسيدات الموقف الوطني المجمع على حسم حالة التمرد ولا يغفل عن هذه الحقيقة الواقعية سوى المتخلفين عن الركب الشعبي وإليهم توجه الدعوة للاصطفاف الوطني.