كان واضحاً منذ اللحظة الأولى التي أقدمت فيها عناصر التخريب والإرهاب الحوثية على التسلل إلى داخل الحدود السعودية وانتهاك حرمة وسيادة هذا البلد الجار والشقيق أنها بذلك التصرف الأرعن والمغامرة البلهاء، قد أرادت إحداث ضجيج إعلامي يعيدها إلى واجهة اهتمام بعض الفضائيات بعد الهزائم الماحقة والضربات الموجعة التي تلقتها على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن خلال الأيام الأخيرة، حيث وأنه وبمجرد أن استشعرت تلك العناصر الإجرامية والتخريبية والإرهابية أن الخناق قد ضاق عليها وأنها صارت مطوقة من عدة جهات ومحاصرة من القوات العسكرية والأمنية والمواطنين الشرفاء من أبناء محافظة صعدة عمدت إلى تلك المغامرة الطائشة من خلال التسلل إلى داخل الأراضي السعودية مستخدمة أساليب التضليل والتنكر والخداع، معتقدة أنها بهذا الفعل الأحمق ستتمكن من خلط الأوراق، وفرض أجندة ذلك المخطط الشيطاني الذي استؤجرت لتنفيذه، وفات على هذه العصابة المارقة أنها ستواجه نفس المصير الذي حاولت أن تهرب منه وأن محاولة الدفع بمشروعها التدميري إلى خارج الحدود اليمنية هو انتحار جديد أقدمت عليه وعليها أن تتحمل نتائجه. وإذا ما تعمقنا قليلاً في الصورة سنجد من أول وهلة أن إقدام تلك العصابة الإرهابية على هذه المغامرة وبذلك المستوى من الحماقة لم يكن سوى تعبير عن الخيبة والإحباط الذي يحيق بعناصر وأفراد تلك العصابة التي باعت نفسها للشيطان مقابل ثمن بخس من المال المدنس. وبوضوح لا لبس فيه فقد برهنت هذه العناصر الخائنة والعميلة أن ما أرادته من سوء للآخرين قد ارتد إلى نحرها، حيث انكشفت اللعبة التي تقوم بها واتضح للعامة والخاصة داخل اليمن وخارجها أنها تتحرك وفق أجندة خارجية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار ليس في اليمن وحسب وإنما في المملكة العربية السعودية والمنطقة عموماً. والمتأمل في الوقائع منذ أن أشعلت هذه العناصر فتنة التمرد والتخريب والإرهاب في بعض مديريات محافظة صعدة سيجد أنه لا فكر لها ولا قضية، بل أنها من تحللت من الوازع الديني والوطني واتجهت إلى الخروج على الدستور والنظام والقانون وركوب موجة الأنشطة الهدامة، وأعمال العنف والفوضى وجرائم القتل والتقطع في الطرقات، واستباحة دماء المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم وإقلاق الأمن والسكينة العامة وتهديد السلم الاجتماعي. وقد حرصت الدولة على استخدام كل الوسائل بهدف حقن الدماء، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وعدم إعاقة جهود التنمية، إلا أن هذه العصابة ظلت تقابل نهج التسامح بالمزيد من التمادي في الغي والإيغال في أعمال التخريب والإرهاب والممارسات العبثية والعدوانية التي طالت الأبرياء من المواطنين والنساء والأطفال. ويصعب على أي إنسان ذي عقل سليم تقبل أن يكون لهذه العصابة المارقة فكر تسترشد به أو قضية تدافع عنها، إذ أنها ظلت تمارس الحقد والعدوان دون باعث أو موجب تجاه وطنها وشعبها ليتأكد الجميع أن هذه العصابة ليست سوى مجموعة من القتلة والمرتزقة والعملاء والمقامرين والمخربين المتعطشين للدماء والقتل والتخريب، وأن الحقد الأعمى هو من يدفع بهؤلاء المعتوهين إلى الهلاك والنهاية المخزية لينتهي بهم المطاف إلى ذلك المصير المحتوم جراء خيانتهم لوطنهم وشعبهم وأمتهم وعقيدتهم .