بقدر إكبار وإجلالنا واعتزازنا بالملاحم البطولية التي يسطرها أبطال القوات المسلحة والأمن في مواجهة عناصر التخريب والإرهاب الضالة والتضحيات التي يقدمها هؤلاء الأفذاذ وهم يؤدون واجباتهم ومهامهم الدستورية والوطنية للحفاظ على الأمن والاستقرار وتامين السلم الاجتماعي والسكينة العامة وصون مقدرات الوطن والدفاع عن ثوابته ومنجزاته ثورته ووحدته ومسيرته التنموية والديمقراطية نجد ان هذه المواجهة التي فرضت على شعبنا من قبل تلك العناصر الإرهابية والتخريبية التي أشعلت الفتنة في محافظة صعده وحرف سفيان بهدف الانقلاب على النظام الجمهوري وإعادة حكم الكهنوت الإمامي المتخلف هي مواجهة وان كانت قد اقتربت من نقطة الحسم بفضل أولئك الأفذاذ من أبطال القوات المسلحة والأمن الذي أخذوا على عاتقهم هذه المهمة الوطنية التاريخية العظيمة منتصرين لإرادة شعبهم وحقه في الحياة الحرة الآمنة فانها قد فتحت عيوننا على قضية جوهرية تتعلق بتحصين جيل الشباب والنشء الذين وقع العديد منهم في شرك التعبئة الخاطئة لتلك الشرذمة الضالة والتي عمدت الى التغرير بهم وجعلهم صيدا سهلا لنسج شباكها حولهم وبث سمومها في عقولهم مستغلة حالة الضعف المعرفي لديهم ومحدودية مداركهم بإغوائهم بأفكارهم الخبيثة التي تقوم على الشعوذة والدجل و الأساطير والخرافات والافتراءات التي تفتئت على الدين والوطن والمعاني الإنسانية والأخلاقية. وحتى لا يظل شبابنا مرتعا للعقليات المتحجرة وأمراض التطرف وفكر الإرهاب وعرضه لدهاقنة الدجل والشعوذة وتجار الفتن وأعداء الوطن من بقايا عهود الإمامة الكهنوتية وأذيال الاستعمار الذي يحلمون بإعادة اليمن الى غياهب القرون الغابرة ودياجير ليل التخلف والبؤس والقهر فان الواجب ان تبادر قطاعات التعليم والتربية والثقافة والإرشاد وكافة الجهات ذات العلاقة في الحكومة وخارجها من أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني الى إيجاد إستراتيجية تتكفل بتوزيع الأدوار والمهام والمسؤوليات تجاه الجيل الجديد من الشباب والنشء ولما من شانه غرس الثقافة الوطنية والدينية السليمة وروح الانتماء لليمن لديهم وبما يحميهم من كل الأفكار السقيمة والعقيمة وسموم التطرف والعنف والتشدد والغلو اذ لابد وان عي الجميع في هذا الوطن ان حاضر ومستقبل اليمن مرهون بتأصيل الثقافة الوطنية في وجدان هذا الجيل وان لا رقي ولا تقدم حقيقا بدون الاهتمام بتقويم سلوك النشء وتربيتهم على مبادئ الوسطية والاعتدال والإيمان بثوابت الوطن. وهذه المهمة وان كانت ليست سهلة لكنها ليست أصعب من النتائج المدمرة التي ستنعكس على وطننا وشعبنا جراء بقاء هذا الجيل يعاني من فراغ فكري وثقافي وديني يستخدمه الغلاة والبغاة وقوى الظلام والضلال حطبا لنيران فتنهم وجرائهم ومطامعهم وأهدافهم الخبيثة. لقد ان الأوان لإعادة صياغة ثقافة أجيالنا الجديدة وغرس حب الوطن في نفوسهم حتى يتعزز لديهم الشعور الصادق بان حب الوطن منطلق الأيمان وانه واجب شرعي وفريضة إنسانية كما ان الدفاع عن الوطن والتضحية من أجلة هو واجب مقدس وخيانته تعتبر جريمة لا تغتفر بل ان عقوق الوطن يندرج في إطار الخيانة والعمالة التي لا يقدم عليها الإنسان منحط سقط في مهاوي النذالة والحقارة وباع نفسه للشيطان. ان تحصين جيل الشباب والنشء هو أهم تحد يواجهنا في هذه المرحلة وليس هناك من خيار سوى خوض هذا التحدي دون أي تردد او تأجيل ولا مجال لأحد للتقاعس عن أداء هذه المهمة الوطنية والمجتمعية في مقدمة الجميع المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والإعلامية والبحثية حيث وان بناء الإنسان هو الأساس المتين الذي ترتكن إليه الإصلاحات في سائر الميادين ولذلك فان هذه المهمة يجب ان تكون في صدارة أولويات كل يمني أصيل يعتز بانتمائه لليمن وعقيدته المطهرة وتاريخ أجداده الميامين الذين حملوا راية الإسلام والنور والإيمان العدل والسلام الى أصقاع المعمورة وصدق من قال : وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق