الجميع يترقب نتائج مؤتمر لندن الذي سُيعقد نهاية الشهر الجاري بخصوص اليمن ، واللافت للنظر التباينات التي رافقت دعوة رئيس الوزراء البريطاني لهذا المؤتمر من حيث طبيعة هذا المؤتمر وما ستتمخض عنه من نتائج ربما يعتبرها البعض ممن استبقوا الأحكام بأنه سيكون فيها تعدٍّ على سيادة اليمن ، وهذا ما نرفضه كيمنيين بشكل قاطع.. فموقف الحكومة اليمنية من هذا الأمر موقف واضح وصريح لا يقبل النقاش، وهذا ما جاء على لسان الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية بأن اليمن لا تقبل وجود أية قوات أجنبية على أراضيها . إن اليمن شعباً وحكومة لن يقبل أبداً بوجود أي تدخل خارجي على أراضيه مهما كان الأمر، فاليمن كانت ومازالت وكما يقول المثل الشهير "مقبرة الغزاة"، لأن اليمن فيه رجال يذودون عن الوطن بأرواحهم ودمائهم ، لكن بالامكان قبول المساعدات سواءً المادية أو التدريبية أو الفنية وبعيداً عن انتهاك ولو جزءاً بسيطاً من سيادة اليمن، فاليمن شريك أساسي لجميع دول العالم في مجال مكافحة الإرهاب ، واليمن مثلها مثل بقية الدول تضررت بشكلٍ كبير من الارهاب الذي أضرّ بالاقتصاد الوطني والذي لا زلنا نعاني من أضراره حتى اليوم والضربات الاستباقية النوعية التي قامت بها القوات الجوية اليمنية تبين للجميع جدية توجه اليمن لاستئصال سرطان الارهاب من الجذور كي نتفرغ جميعاً لعملية البناء والتنمية . إن المثير للدهشة والعجب كثيراً توجه أولئك المُتباكين على سيادة اليمن ليل نهار إلى أبواب السفارات بحثاً عن الكيد لليمن ودفاعاً عن الارهابيين المجرمين، وفي الأساس هم الذين يبحثون عن انتهاك سيادة اليمن وهم الذين لم تصمت أفواههم وأقلامهم عن الدفاع عن الإرهابيين ، فهل يريدون سقوط ضحايا أكثر من الذين تم سقوطهم من خلال الكثير من العمليات الارهابية كي يقوموا بالتنديد لهذه العمليات أم أنهم منتظرون أن يطالهم جزءٌ من تلك العمليات الإجرامية كي يفيقوا؟، أم أنهم ليسوا إلا معارضين لكل ما تقوم به السلطة من أعمال ناجحة ، وعندما يتم توجيه اللوم إليهم يكون تبريرهم بأن ما قلناه وفعلناه من باب حرية الرأي والتعبير؟ نعم ؛ فالدستور والقانون كفل للمواطن اليمني حرية الرأي والتعبير لكن بالطرق الشرعية والصحيحة وليس بالافتراء والكذب والنفاق عبر الصحف والمنابر وأمام أبواب السفارات الأجنبية . إن ما نتمناه كمواطنين يمنيين من مؤتمر لندن الذي نتطلع إليه ونتمنى نجاحه هو دعم اليمن في مواجهة كافة التحديات وعلى رأسها مكافحة الإرهاب ودعم التنمية ومكافحة الفقر والبطالة وتبادل الخبرات في الجانب الأمني بعيداً عن انتهاك سيادة اليمن.