لقاءا القمة اللذين جمعا في الرياض فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفي المنامة بأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أكد مدى عمق العلاقات الأخوية التاريخية الحميمة بين اليمن واشقائه في الجزيرة والخليج التي تشكل في مضامينها امتداداً تراكمياً لوشائج القربى وصلات الرحم بين شعوبها والتي تعد اليوم مداميك قوية وراسخة لشراكة تحقق تكاملاً حقيقياً قادراً على مواجهة متطلبات تحديات الحاضر والتصدي لمخاطرها التي باتت تداخلاتها وتشابكاتها مستوعبة من قادة الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية التي تربطها باليمن ليس مجرد علاقات بين دولتين جارتين شقيقتين فحسب، بل أواصر تمتد عبر التاريخ في اطار مكاني جغرافي تتوحد فيه كينونة الوجود والانتماء لعقيدة وأرومة ومصير واحد لا انفصام لعراه، وهذا ماتأكد في الماضي خلال المسيرة الحضارية لانسان منطقة الجزيرة والخليج والتي كان اليمن والمملكة وسيظلان الجناحين اللذين يحلق بهما في فضاءات الحضارة العربية الاسلامية التي أشعت بنورها ارجاء المعمورة لتضيء العقول علماً ومعرفة، وتنير النفوس بالرحمة والمحبة والعدل المجسدة لمبادئ وقيم ديننا الاسلامي الحنيف، وسيظلان كذلك في الحاضر والمستقبل على ذلك النحو الذي نراه في مسارات تطور هذه العلاقات باتجاهات تضفي على تميزها تطوراً نوعياً يستجيب لمتطلبات المرحلة وتلبي استحقاقات الراهن والآتي بأبعادها السياسية والاقتصادية والأمنية وبما يؤدي الى تأمين مسيرة السلام والاستقرار والتنمية والبناء والتقدم انطلاقاً من الرؤية الاستراتيجية لقيادة البلدين الشقيقين المتجلية في محادثات القمة بين فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية واخويه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام والتي بينت الحرص الاخوي الصادق على الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى المستويات التي تستوجبها مسارات التعاون في سياقات توجهات تحولها الى تكامل وشراكة تحقق النظرة الحكيمة الثاقبة لقيادة البلدين تجاه المتغيرات التي تشهد المنطقة انعكاساتهما على أمن واستقرار البلدين الشقيقين وعلى منطقة الجزيرة والخليج. وفي ذات الاتجاه أكدت زيارة فخامة الأخ الرئيس لمملكة البحرين ومحادثاته مع أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على المستوى المتطور الذي وصلت اليه العلاقات الاخوية اليمنية- البحرينية والتي تعكس وعياً بتلازم وترابط المصالح بين البلدين الشقيقين وكل دول منطقة الجزيرة والخليج التي تشكل اليمن بوابتها الجنوبية وعمقها الاستراتيجي، لذا فان الأشقاء باتوا على قناعة ان وحدة اليمن وأمنه واستقراره ونماءه وتطوره فيه مصلحة استراتيجية للاشقاء وللمنطقة عموماً، وهذا مايستشف منه بصورة اكيدة من محادثات فخامة الأخ الرئيس مع أخيه جلالة ملك البحرين.. خلاصة القول ان زيارة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح للمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين كانت ناجحة بكل المقاييس وستثمر نتائجها في مؤتمر الرياض والذي من المقرر ان ينعقد مع نهاية هذا الشهر والذي يتوقع ان يسهم فيه الاشقاء في تقديم دعم فاعل لليمن يمكنه من تجاوز التحديات الأمنية والتي انبثقت من التحديات الاقتصادية حيث يشكل الفقر والبطالة بيئة خصبة للفتن والتخريب والارهاب، وهذه المخاطر يتطلب القضاء عليها على المدى القريب جهداً أمنياً وعلى المدى البعيد قدرات وامكانات اقتصادية تنموية تنهي الاسباب الحقيقية التي افرزت هذه التحديات وتلك المخاطر التي تهدد أمن ومصالح الجميع.