ماذا سيحدث - لو- (وأعوذ بالله من لو) سعينا سعياً مشكوراً لتحقيق مقولة "كل رجل أمن مواطن.. وكل مواطن رجل أمن".. بنسبة عالية تتجاوز السقف المعتاد..؟.. وإلى جوار ذلك نزيد من جرعة الأنسنة التي يفترض أن تتماهى في علاقة المواطن برجل الأمن. ستكون الأمور مثل "العسل والسمن".. لأن معها سنحقق التكاملية بين الطرفين وسيسهم المواطن بدور رئيسي باعتباره خط الدفاع الأول للكشف عن الجريمة، ومنع وقوعها لأنها ليست مهمة "رجال الأمن" وحدهم!. امنحوا أنفسكم - معي- لحظة صفاء وتخيلوا تحقيق هذا الدور على الواقع.. فكم من عناصر القاعدة سيكشف عن أماكنهم ويلجون السجن، وكم قطاع طرق ولصوص سيارات وو.. سيتم القبض عليهم، وكم فاسد من أصحاب مقاسات (M وL وXXL) سيحالون إلى نيابة الأموال العامة وينالون عقابهم؟ وكم مُخرب ومتمرد، ونزاع لانفصال قيمي، سيلقى جزاءه، ويسلك مسيرة الإصلاح والتهذيب، في (الثرايا، الصفراء) كما يقول إخواننا المصريون!. المسألة برمتها لا تحتاج إلى "فن برستيج".. ولا تتعارض مع مقولة "الشرطة في خدمة الشعب".. لأن المواطن هو أيضاً في خدمة الشعب.. وذلك ليس انتقاصاً من هيبة الدولة كحارس أول لكل المكتسبات، وحفظ الأمن، والاستقرار.. يحدث أن تعتري علاقة مواطن - برجل الأمن شائبة ما مع رجل مرور - حارس منشأة - قسم شرطة- نقطة تفتيش" يختلط فيها ردات الفعل بمستوى السكر في الدم، وزيادة ضخ الادرينالين مما ينتج عنها تجاوز، أو تعسف، خارج ضوابط "دستور الشرف الشرطي".. ولكنها تصرفات محدودة - لا تقتضي التعميم. ولأن المدح قبل الفعل شين.. هل فكر أحدنا بسمو دور ذلك الجندي القابع على الشريط الحدودي، براً وبحراً، أو في نقطة تفتيش، أو على قمة جبل وفي الأودية والآكام، ويده على الزناد في قيض الصيف، وزمهرير الشتاء.. فيما نحن ننعم بسبات الليل، ومعاش النهار؟!. ودون لغة وعظية مطلوب منا على الخط.. ما يوازي دينار يقظة لحماية المجتمع، وليس قنطاراً من تلك اليقظة المفترضة لكن ليس على طريقة البعض الذي قد يقتل سارقاً، لأن يده امتدت إلى جيب "مولعي" في سوق القات أو أخذ تفاحة أو ما شابه من بقالة.. تحت مسمى الإسهام في القبض على المجرمين.. لأن هذا التجاوز يدخل في باب العنف، لأن السارق قد يموت بسبب ذلك أو يتعرض لعاهة مستديمة.. وأحسب ذلك نوعاً من عقلية قمعية لديها عنف.. والمطلوب منا هنا كمواطنين صالحين مساعدة رجال الأمن للقبض على ذلك المجرم أياً كان بوسائل سلمية. دققوا في التفاصيل لتتبينوا طبيعة الدور.. مهمة الأمن العام - مثلاً- ليس منع الجريمة، والتعامل مع المجرمين بعد وقوعها فقط، لأن ذلك ليس وصفاً دقيقاً "للأمن العام".. بل دوره العام يتمحور في خدمة المجتمع. امسكوا معي "بخدمة المجتمع" هذه لأنها بيت القصيد، أو النقطة الأهم - التي لا تتأسس إلا على تكامل حقيقي بين رجل الأمن و"حضرتنا" و"حضرتكم" جميعاً.. وإذا ما حققنا هذه التكاملية "سنعيش في ثبات ونبات ونخلف صبيان وبنات.. وفوقها نطرح رجل على رجل، ونتربع عرش الأمن والأمان المستدام. همّ هذه العلاقة التي يصورها بعض ضعاف النفوس الذين يحقدون على الوطن كعلاقة "توم وجيري".. كان حاضراً في كلمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، أثناء توديعه أبطال الأمن المركزي الموكلة إليهم مهمة حفظ الأمن في "صعدة" وكان حديثه لهم بمثابة دستور شرف شرطي وهو يقول: امنعوا المتسلحين من التجوال احرصوا على التعامل مع المواطنين بمساواة في الحقوق والواجبات دون تمييز امنعوا الرشاوى والاختلاس في النقاط. أكثر من ذلك دق على وتر مهم حين قال على وجه العموم: امنعوا التنافيذ - لأنه بالفعل تقليد رجعي وخبيث ورثّته الإمامة، لا يمت للثورة والجمهورية والوحدة بصلة، ومن يتعامل معه فهو رجعي مُعتق!. حديث رئيس الجمهورية يفيد في إضاءة جانب من جوانب الحياة التي تعرضت للتعتيم بفعل فساد ضمير البعض، وليكن درساً مبيناً حتى لأولئك القابعين في أروقة "أحزاب الفساد السياسي"، ومنظمات المجتمع المدني التي تجيد هبر ما استطاعت إليه سبيلاً من دولارات الغرب والشرق، وتدير للوطن ظهرها!. إذا أراد القارئ أن يصبر فليكن.. أما "أنا" فقد نفد صبري وأنا أسمع بعض قيادات الأحزاب تطالب الدولة بالتخلي عن مسئولياتها وواجباتها الدستورية والقانونية في حفظ الأمن وكبح جماح الخارجين على القانون من العناصر التخريبية أو الإرهابية.. بدلاً من معاونة رجال الأمن في القبض عليهم.. لكن سبحان الله.. لقد صار ينطبق عليهم القول: "من أكثر من شيء عُرف به"!. في كل الاتجاهات.. اليمن اعتمدت سياسة انفتاح مبنية على إرادة سياسية راغبة بتطوير أداء الأمن العام واحترام حقوق الإنسان. ويسعدها الجهر بالشكوى من قبل المواطنين - وإلاّ- لما أنشأت وزارة لحقوق الإنسان. ويبقى على الصحافة.. كل الصحافة أن تتغلغل في الريف، ومتابعة تصرفات البعض سواء كان شيخاً أو سلطة محلية أو مسئولاً حزبياً أو موظفاً حكومياً، أو مسئولاً أمنياً، والتي قد تسيء للبلد وتفضح تلك التصرفات.. لكنها للأسف لا تبعد بتغطيتها عن محيط صنعاء وعدن. يبقى أمران مهمان، ولتعذروني لأن العتاب هدية الأحباب الأول تثقيف الشرطي والمواطن على السواء، وفتح حوار مع المجالس المحلية والمواطن، والأمن العام يخدم تلك العلاقة التكاملية المفترضة والثاني تشكيل جماعات "أصدقاء الشرطة" من الشباب تحديداً في المدارس والجامعات وحتى في الأحياء، .. ففي الغرب اتجهوا نحو مشاركة الجمهور للشرطة في إجراءات الوقاية من الجريمة ونجحوا..!. أعرف أنني والقارئ متفقان.. وصدقوني سنرتاح.. أما إذا قصرنا في عمل ذلك سنبُتلى بالهموم كما يقول حكماء العرب.
زيف وأباطيل! كلمة الثورة الخميس - 18 - مارس - 2010 ربما من المناسب اليوم إيضاح الحقائق وتفنيد تلك الإدعاءات الزائفة والمضللة التي ظلت تروج لها تلك العناصر التي أعلنت التمرد وأثارت الفتنة في محافظة صعدة أنها بتمردها المسلح والحرائق التي أشعلتها وألحقت من خلالها الضرر بالوطن والمواطنين لم تكن إلاّ تدافع عن نفسها، وهو قول باطل ولا ينسجم مع حقائق الواقع فالدولة لم تقم بأي عمليات أو إجراءات ضد تلك العناصر إلاّ بعد أن بلغ السيل الزبى وأعلن الحوثي ومن معه عصيانهم وتمردهم وخروجهم على النظام والقانون والشرعية الدستورية وبعد أن قاموا بالاعتداء على المواطنين وأفراد الشرطة واحتلال المراكز الإدارية والتدخل في شؤون السلطة المحلية ونهب وتدمير المنشآت والممتلكات العامة والخاصة واختطاف المشائخ والمواطنين وقطع الطرقات الآمنة وإقلاق الأمن والسكينة العامة مما اضطر الدولة وأجهزتها المعنية إلى الاضطلاع بمسئوليتها وواجباتها في الدفاع عن المواطنين وصون حقوقهم وعدم السماح بالعبث بالأمن والاستقرار والسكينة العامة، وفرض النظام والقانون وضبط العناصر الخارجة عليهما. ولم تقف مغالطات تلك العناصر عند حدود المزاعم والادعاءات الكاذبة التي سرعان ما انكشف زيفها ولكن امتد ذلك إلى محاولة التضليل على الرأي العام في الداخل والخارج بأن ما تعرض له هؤلاء المتمردون الخارجون على النظام والقانون إنما كان بسبب استهدافهم لكونهم ينتمون إلى المذهب الزيدي مع أن الصحيح أن مذهبهم الحقيقي هو "الدولار" الذي باعوا من أجله أنفسهم للشيطان وأضروا بسببه الوطن وأبناء جلدتهم وأن ما روجوا له من مزاعم أو أفكار غريبة ووافدة على مجتمعنا المسلم المعروف بتسامحه وتعايشه بسلام مع بعضه البعض دون تمييز أو تعصب مقيت لم يكن إلاّ مدخلاً ساذجاً وغبياً لتمرير ذلك المشروع المتخلف الذي طالما سعوا إلى تحقيقه للعودة بالوطن إلى عهود الكهنوت الإمامي المظلم والانقلاب على النظام الجمهوري الذي قدم في سبيله أبناء شعبنا أغلى التضحيات، أو أنهم أرادوا بذلك خدمة مخططات أجنبية ظلت تسعى لتصفية حساباتها على الأرض اليمنية وعلى حساب الدم اليمني النازف. ويعلم الجميع أن لا أحد في الدولة أو خارجها في أي لحظة كانت استهدف الزيدية أو كتبها أو مدارسها والمنتمين إليها بالقول أو الفعل وهذا ما يظهره الواقع وتؤكد عليه كل الدلائل الساطعة، ولكن ظل التمسح بمثل هذا الإدعاء الكاذب من قبل هؤلاء الخوارج عن جوهر الإسلام وتعاليمه السمحاء والمتشيعين بأفكار الصفوية والعصبوية المدمرة والدعاوى المنحرفة التي تدعي بأحقيتهم على غيرهم في الحكم من منطلق عنصري وسلالي ونوازع شيطانية باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، هدفه التضليل والتغرير بمن زجوا بهم في محارق الموت وجعلوهم أدوات لتنفيذ ما أمروا به. كما أن الإدعاء بأن مواجهة أفعالهم التخريبية الشنعاء استهداف للهاشميين هو الآخر تضليل ما بعده تضليل لم ولن يصدقه أو ينخدع به أحد لأن الهاشميين في هذا الوطن هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الشعب وهم وطنيون محبون لوطنهم وينكرون على هؤلاء المغفلين عنصريتهم وضلالهم أو ادعاء نسبهم إليهم أو الزعم بالدفاع عنهم لأن من هؤلاء الهاشميين الثوار والأحرار والطلائع المناضلة التي قادت مسيرة النضال الوطني واقتلعت جذور الكهنوت والاستبداد الإمامي من أرض الوطن وأسقطت دعاواه وأوهامه في الوصاية وادعاء الحق الإلهي وانتصرت لإرادة الشعب في الثورة والحرية والجمهورية والاستقلال والوحدة والتقدم. أما تلك الهرطقات السخيفة التي حشوا بها عقول بعض الجهلة والمغرر بهم عن مزاعمهم المضللة بمحاربتهم لأمريكا وإسرائيل ومنازلتهم لها ومواجهة أساطيلها في البحر مرددين ذلك الشعار الهزلي المضحك الذي لم يكن يعني لديهم سوى سفك الدم اليمني وإزهاق الأرواح البريئة من أبناء الشعب اليمني وعلى وجه الخصوص في محافظة صعدة والإيغال في التدمير والخراب.. وهم يظنون بأنهم سوف يظلون يستغفلون العقول ويضحكون على الجميع الذين عرفوا حقيقتهم ومراميهم ومن هم؟ وماذا يريدون بالضبط؟ وحان الوقت لأن يدرك هؤلاء بأن طريق الدمار والعنف والانتحار الذي سلكوه في الماضي لم يخلف وراءه سوى الدماء والأشلاء والخراب، الذي سيظلون يتحملون مسؤوليته بما فعلوا أو مارسوا من أعمال لا يقرها عقل أو منطق.. وعليهم أن يقفوا أمام أنفسهم وقفة موضوعية وواعية للتخلي عن المقامرة والعبث الذي انغمسوا فيه وتسببوا في الكثير من الأذى لوطنهم ولأنفسهم وللمواطنين وأن يستغلوا هذه الفرصة الجديدة التي أتاحتها الدولة لهم في السلام والتسامح والوئام لكي تتفرغ الجهود للبناء وإعادة الإعمار ومعالجة كل ما علق في النفوس من شوائب الحروب والمواجهات الدامية التي لا طائل منها وأن يكونوا مثل غيرهم من أبناء الوطن مواطنين صالحين لهم وعليهم كل الحقوق والواجبات المكفولة للجميع. فيكفي الوطن ما عاناه من طيشهم وحان الوقت لأن تنعم صعدة وأبناؤها بالهدوء والسلام وأن يدرك الجميع الحقائق كما هي دون زيف أو تضليل!.