كل ابناء اليمن بلا استثناء ومعنا الكثير في العالم بأسره، نرى ماتشهده الساحة اليمنية من احداث ومستجدات .. ومقدمات لنتائج .. نرى العودين تحتكان ببعضهما الى درجة توليد مستصغرالشرر في حالات معينة .. كما نرى التراشق بسهام الكلام يتصاعد باندفاع يقود الى مايقود اليه الكلام المنفلت عن عقال الحصافة والتبصر.. اذاً ماذا نتوقع؟ معاذ الله ان اتوقع ألسنة اللهب ودخان المعارك عملاً بقول الشاعر: «وان النار بالعودين تذكى وان الحرب اولها كلام» اتوقع عقلاء القوم، في تحرك لحكمة يمانية لم افقد الأمل في عظمائها كما لم ايأس من شهامة وغيرة على قطرة دم في مدينة، واصبع مواطن في اطراف واقاصي البلاد. اتوقع حكمة يمانية تؤمن بأن مايمكن معالجته بالكلمة، لايعالج بالسيف، او ان السيف لايوضع حيث توضع الكلمة.. لانه سيكون غير ذي جدوى في احسن الاحوال. انا والملايين من ابناء هذا الوطن واولهم الشباب المستنير المثقف الذين رفعوا اصواتهم بالتغيير نحو الافضل، نحو الجديد والأجد، بالتغيير المطلوب من مستجدات العصر .. لا نرغب بل نكره رؤية قطرة دم تسال، وان نسمع صوت رصاصة تمزق هدوء الحياة الطبيعية وتسيء الى حياة المجتمع المدني.. وكل تصرف يؤذي رب اسرة ويفزع طفلاً، ويفجع اماً ويزعج مستخدماً للطريق. لدينا ازمة لا ننكرها لاننا نعيشها وهناك من المؤشرات انها لن تنتهي في وقت قصير ان لم نحكم العقل.. وارجح ذلك من قراءتي لأزمة مرت عليها اسابيع ولاجديد يذكر.. هناك اعتصامان ومسيرتان ومهرجانان وشارعان وتكتلان على المستوى السياسي والقبلي والمدني .. اضافة الى دفع الناس بعضهم ببعض اي التوازن الذي يمنع الفرض والقهر والغلبة بالقوة ويحذرنا من ان نسلك طريقاً تسلكه البحرين وتسير فيه ليبيا .. ولوكانت قناة «الجزيرة» تقسم شاشتها نصفين لبث ماهو للسلطة وما هو للمعارضة لعرف الكل ان على السفينة اليمنية من كل زوجين اثنين حتى في المجال الاعلامي وتحميل كل طرف للآخر ماتحدث من اعمال عنف وشغب ومضايقات للمواطنين .. ستظل المسألة فيها قولان .. وهذه عادة عربية اصيلة منذ الاختلاف على مقتل الصحابي الجليل سعد بن عبادة «وهل كان يبول جالساً او قائماً» حتى اليوم، وكذلك مقتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر من قال عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.. «ستقتلك الفئة الباغية» حيث لازال الخلاف قائماً الى اليوم هل قتله انصار معاوية في المعركة ام قتله من دعاه الى الجهاد او القتال في صف انصار الامام علي كرم الله وجهه. نعود الى موضوعنا وهو ان لدينا ازمة نعيشها وتمتلك مقومات الاستمرار لمدة طويلة.. فهل نعمل سوياً على الخروج منها بحكمة وعقلانية وبما يجنبنا مانكره ويزيد من اوجاع فقرنا وجر ذيول الرواسب المتخلفة او السلبية. من المؤكد انه سيفهم من حديثي هذا اني ادعو الى الحوار وتحكيم العقل واني لأتفهم عدم الثقة التي تحول بين حوار السلطة والمعارضة فأقول اني اتفهمها جيداً ولكن وبعد هذه المستجدات، لماذا لا نجرب الثقة في الشعب؟.. لماذا لانجلس للحوار وقد جعلنا من الشعب حكما يقول كلمته النابعة من اطلاعه على كل مايجري وكل وجهة نظر بمصداقية وشفافية .. وان نحدد مدة زمنية لهذا الحوار لايجوز تجاوزها، وحينها تكون الكلمة للشعب الذي لن يكون فيه شارعان واعتصامان.. الخ بل شارع واحد وشعار واحد واقول كما قال الشاعرالفضول رحمه الله « وثقوا بالشعب ان الشعب شهم لايضل» قد يرى البعض في طرحي هذا شيئاً من السذاجة فأقول لهم انه حرصي على الارواح وخوفي على طفولة تزرع بالخوف.