الحادث الغادر والجبان الذي استهدف يوم أمس مسجد النهدين أثناء تأدية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وكبار مسئولي الدولة لصلاة الجمعة لا يمكن وصفه إلا من كونه عملاً خسيساً ودنيئاً وأن من خطط له وأعد له وأقدم عليه وتجرأ على ارتكابه يستحيل أن يكون إنساناً أو مسلماً أو يحمل ذرة من إيمان أو خلق أو ضمير. إذ كيف يمكن لمن سولت له نفسه الشريرة والخبيثة الإقدام على ذلك الفعل الإجرامي والحقير أن يكون إنساناً أو مسلماً وهو من تجرد كلياً من كل الصفات الإنسانية والأخلاقية والوطنية وتحلل نهائياً من كل القيم الإسلامية النبيلة ومبادئ الدين الحنيف الذي ينبذ العدوان والعنف وقتل النفس البريئة. بل أن من دبر ذلك العمل الغادر والجبان ونفذه مستهدفاً رمز اليمن وصانع وحدته وباني نهضته الحديثة وكبار مسئولي الدولة بهدف الزج بهذا البلد في أتون مستنقع خطير وكارثي من الصعب أن يوصف بأنه إنسان أو أنه على علاقة بالمعاني الأصيلة والأعراف الحضارية لأبناء الشعب اليمني الذين ليس من سلوكياتهم أو صفاتهم أعمال الغدر والخيانة. ولذلك فقد سارع كل ابناء اليمن إلى استهجان ذلك العمل الإجرامي الجبان والتنديد به والتبرؤ من أياديه الآثمة التي أساءت لقيم اليمنيين وشوهت من صورتهم النقية لدى الآخرين. وبقدر الفرح الغامر الذي ساد الوطن اليمني كله بسلامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من تلك العملية الإجرامية الدنيئة وسعادة كل اليمنيين بعودة الطمأنينة إلى نفوسهم بعد أن استمعوا إلى قائدهم وزعيمهم وهو يخاطبهم من القلب إلى القلب ويؤكد أنه بخير إذا ما كان أبناء شعبه بخير ووطنه أيضاً بخير وآمن ومستقر.. فإنه وبالقدر الذي زال فيه الجزع والقلق من نفوس اليمنيين جميعاً الذين ينظرون للرئيس علي عبدالله صالح سواء من يتفقون أو يختلفون معه بأنه سيظل صمام الأمان لليمن ووحدته ونهجه الديمقراطي. ورغم قناعتنا بأن من ارتكبوا ذلك الفعل الغادر لن يفلتوا من العقاب وأن يد العدالة ستطالهم عما قريب وأن الجزاء سيكون من جنس العمل فإن كل المؤشرات تدل على أن من أقدموا على هذه الجريمة النكراء هم من امتلأت نفوسهم بالأحقاد والضغائن وأرادوا من خلال هذا الفعل الجبان أن ينفسوا عما استوطن في دواخلهم من غل بعد أن شعروا أن الأقزام سيظلون أقزاماً يصعب عليهم أن يكبروا بكبر اليمن لأن من تربى على الخيانة والعمالة والارتزاق سيبقى غارقاً في الوحل مرتهناً لنفسه الشريرة التي لا يروق لها العيش إلا في ظل الفتن والحرائق والخراب والتآمر والقتل وسفك الدماء وأعمال الإجرام.. وقد رد الله كيدهم في نحرهم وأحبط مراميهم الدنيئة وأفشل مخططهم الجبان الذي أرادوا به السوء والشر لليمن وأبنائه. فسلمت يا قائد اليمن وباني نهضتها الحديثة ولا نامت أعين الجبناء.