لا اعتقد ان هناك من لايعرف او يتذكر أو لم يسمع عن النجم الاهلاوي الصنعاني وكابتن المنتخب الوطني لكرة القدم خلال عقدي السبعينات وبداية الثمانينات الصخرة المنيعة وقلب الدفاع الذي لا يقهر والذي صال وجال في ملاعب كرة القدم مدافعاً عن قلعتة الحمراء محلياً وعن الكرة اليمنية عربياً ودولياً حتى ذاع صيته واتسعت شهرته ولعبه المميز الآفاق وانهالت عليه الاغراءات والعروض للاحتراف واللعب لصالح اندية وفرق عربية اخرى وفقاً للشروط التي يحددها بنفسه ولكن حبه لوطنه ووفائه لناديه وبيته الثاني ان لم يكن الاول جعلته يرفض جميع العروض ويعرض عن كافة الاغراءات المادية والعينية والمعنوية لينتهي به المطاف في خانة المسنين وعلى مدرجات الملاعب بعد حياة طويلة امتدت لاكثر من 26عاماً وكانت حافلة بالعطاءات والتضحيات والانجازات والنجاحات الرياضية في لعبة كرة القدم التي حققها هذا النجم الكبير مع زملائه سواءً في ناديه الاهلي الصنعاني أو في منتخبنا الوطني ذلك هو اللاعب المخضرم وصاحب الراس الذهبية والتنين اليماني الكابتن علي محمد الحمامي المشهور ب«نيخا» قلب دفاع النادي الاهلي والمنتخب الوطني لكرة القدم سابقاً الذي يعيش اليوم على ذكريات الماضي الجميلة والعصر الذهبي لكرة القدم اليمنية التي قال عنها بأنها معشوقة ساحرة فيما وصفها في الحوار الذي اجريناه معه بانها «جاحدة وناكرة للجميل» كيف ذلك؟ هذا ما يجيب عليه نص الحوار التالي مع الكابتن الحمامي..! كابتن علي كيف كانت البداية في مشوارك الرياضي مع كرة القدم ومتى كان ذلك؟ البداية كانت في عام 1958م بعد دمج فريق الكلية الحربية مع فريق النجم وشكلنا نادي النجم حتى تم دمج فريق النجم والأهلي في نادٍ واحد هو النادي الأهلي صنعاء وذلك في الستينات حيث كنت في تلك الفترة لا آزال صغير السن وكنت أمارس كرة القدم والتي كانت حياتي كلها منذ أول لمسة وعلاقة لي بها. ماذا يعني لك نادي أهلي صنعاء.. وهل فكرت تركه واللعب لغيره يوماً ما؟ يعتبر النادي الأهلي البيت الثاني بالنسبة لي فطول مشواري الكروي كنت مع هذا النادي العريق، فأنا لم العب لغيره طيلة حياتي رغم أني تلقيت عروضاً للعب في السعودية، ومصر، إلا أنني رفضت وذلك لخدمة الرياضة اليمنية ووفاً لها بغض النظر عن المردود أو أنتظار المقابل وحبنا لها كان اكبر ثمن. كيف تصف لنا علاقتك بكرة القدم ومن الذي تخلى عن الآخر؟ أنا لم أتركها أو اتخلى عن كرة القدم فعلاقتي بها أزلية والدليل على ذلك هو أنني حتى يومنا هذا ضمن فريق اتحاد الرياضة للجميع كون كرة القدم اصبحت جزءاً من حياتي اليومية على الرغم من أنني اعتزلت اللعب رسمياً نهاية عام 84م . كم عدد المشاركات الخارجية التي شاركت بها مع المنتخب الوطني؟ هناك الكثير من المشاركات والتي كانت جميعها ضمن المنتخب كون الاندية اليمنية لم تشارك إلا منذ وقت قريب، وكنا نقدم مستويات جميلة وعروضات قوية ولم أستطع أن اسجل أي هدف لأني كنت ألعب في مركز «قلب الدفاع». الكابتن علي في الوقت الراهن كيف تقيم مستوى الكرة اليمنية.. وما الذي ينقصها لتتطور أكثر؟ الكرة اليمنية بحاجة الى اهتمام وعناية ودعم مستمر ومتواصل كما انها بحاجة إلى مدربين أكفاء لفترة طويلة وليس لسنة أو سنتين حتى يستطيعوا تنقية اللاعبين المميزين من البراعم والناشئين وادخالهم معسكرات والاهتمام بهم من خلال توفير كل متطلباتهم وتكون النتيجة تمثيل اليمن في البطولات القادمة. فعندما نبدأ البداية الصحيحة كما ذكرت يمكننا الوصول الى المستوى الذي نرجوه وهذا لن يأتي إلا من خلال التخطيط، والاهتمام بالفئات العمرية المميزة، واستمرار الدعم للمنتخبات. كيف تنظرون إلى واقع الرياضة اليوم مقارنة بما كانت عليه في الأمس؟ فرق شاسع بين رياضة الأمس واليوم فلاعب الأمس كان يلعب (للفنيلة) التي يلبسها رغم قلة الامكانات إلا أنه يلعب من أجل خدمة بلده من خلال تقديم المستويات الطيبة أثناء تواجده داخل الملعب أما لاعب اليوم فلم نشاهد أي مستويات رغم توفير الإمكانات الكبيرة مثل الملاعب والصالات الرياضية التي لم تكن موجودة في السابق وحقيقة رياضة الأمس كانت تلعب بروح الفريق الواحد وهنا الفرق بين واقع الرياضة سابقاً وواقعها حالياً. المدرب الوطني ماذا ينقصه لتطوير الرياضة اليمنية؟ المدرب الوطني أثبت وجوده في ملاعب كرة القدم اليمنية والوصول بها إلى العالمية مثل منتخب الأمل والذي قدم تلك العروض الجميلة ومع ذلك لازال المدرب الوطني بحاجة إلى اهتمام أكثر لتطوير قدراته وتنمية مهاراته وذلك من خلال الحاقه بالدورات التدريبية التخصصية التي تكسبه الخبرة وتمكنه من القيام بمهامه الوطنية على أكمل وجه وبصورة علمية حديثة ومتطورة كون المدرب الوطني يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين فعندما يتم الاهتمام بالمدربين الوطنيين من خلال الدورات التأهيلية وتوفير متطلباته سيكون لنا شأن في المستقبل القريب. هل يمكن أن تتكرر تجربة منتخب الأمل... وماهي اسباب نجاح واخفاقات هذا المنتخب؟ منتخب الأمل كان عبارة عن حلم جميل مر علينا جميعاً بسرعة «البرق» ونحن سنحتاج إلى سنين طويلة لتكرار مثل هذا المنتخب رغم تقديمه العروضات القوية خاصة دخوله في المجموعة الحديدية مثل البرازيل المصنف عالمياً والبرتغال والكاميرون إلا أن المنتخب قدم مستوى كان في غاية الروعة وهو يصارع الكبار واستطاع أن يجعل الجماهير تتفاعل معهم منذ البداية وبالخصوص الراعي الأول للشباب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله- ولكن كان ينقصه عامل الخبرة الذي كان السبب الاول في خروج منتخبنا بتلك النتائج بالاضافة إلى عدة عوامل أخرى منها الفارق الجسماني، والبدني للاعبين، وتكتيك المدربين. ماذا تختزن ذاكرة الكابتن علي من لحظات جميلة خلال مسيرته الرياضية؟ هناك العديد من اللحظات والذكريات الجميلة التي اعتز بها ومن تلك الذكريات على - سبيل المثال - تسجيلي ثلاثه أهداف في مباراة واحدة أمام فريق شباب الحديدة وكانت هذه الاهداف من اجمل أهدافي واسعد اللحظات في حياتي الكروية. ماذا تعني لك كرة القدم؟ معشوقة ساحرة ناكرة للجميل أعطيتها عصارة شبابي وتخلت عني في شيخوختي. أصعب موقف صادفك أثناء مشوارك الكروي؟ «بابتسامة، يقول في مباراة أهلي صنعاء أمام الطليعة في ملعب الظرافي لعبت ركلة المرمى بالقدم اليسرى باستهتار، وغرور فاستقبلها مهاجم الطليعة عوني عباس خارج منطقة الجزاء، ودخل بالكرة وسجل هدف التقدم، فكان هذا من أصعب المواقف. كلمة أخيرة تود قولها؟ شكراً على استضافتكم لنا، ونتمنى المزيد من تسليط الضوء على نجوم الأمس كونهم لم يصلوا إلى النجومية والمنتخب الوطني عبر طريق ممهد ومفروش بالورود. البطاقة التعريفية: الاسم: علي محمد الحمامي من مواليد صنعاء 1949م المركز: قلب الدفاع في النادي الأهلي صنعاء والمنتخب الوطني. الشهرة: نيخا. الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لعشرة أولاد العمل: عقيد بالقوات الجوية.