خطوات متقدمة على طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وفقاً لآليتها التنفيذية المزمنة شهدتها الأيام القليلة الماضية ابرزها المصادقة على قانون الحصانة وترشيح الأخ المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية من قبل المجلس مرشحاً توافقياً للانتخابات الرئاسية المبكرة والتي ستجرى في 21فبراير المقبل.. هذه الخطوات من قبل الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة وآليتها التنفيذية تبين مدى إستشعارها للمسؤولية والحرص على إخراج الوطن من ازمته كما تجسد جديتها في المضي قدماً بإتجاه تجاوز الماضي بكل سلبياته ليتمكن اليمن وابناؤه من الإنتقال إلى فترة تاريخية جديدة يقوم بناؤها على أساس النظام والقانون ودولة المؤسسات والمواطنة المتساوية التي فيها تتعمق الوحدة الوطنية وتترسخ الديمقراطية التعددية بمضامينها الحقيقية التي من خلالها يعمل كل اليمانيين بروح الفريق الواحد من أجل صنع حاضرهم ومستقبلهم بوعي المستوعب دروس وعبر ما مَّر بهم من احن ومحن كادت أن تودي بهم إلى كارثة الحرب الأهلية والفوضى والفرقة والتمزيق والصراعات التي لا نهاية لها والتي عبر عنها الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني في كلمته أمام أعضاء مجلس النواب قبل إقرارهم للحصانة التي أثارت جدلاً بين القوى السياسية وأوشكت تداعياتها أن تنسف المبادرة الخليجية وتعيدنا ليس إلى المربع الذي كنا فيه قبلها، وإنما إلى ما هو أسوأ فوضع الأستاذ باسندوة النواب واليمن كله امام الصورة القاتمة ببكائه النبيل بعد أن عجز عن ايجاد الكلمات المعبرة عن ما يمكن أن تؤول اليه البلد فكانت الدموع أصدق تعبيراً سيذكرها التاريخ بأنها هي التي أنقذت اليمن في واحدة من أصعب وأعقد وأدق المراحل التي مر بها وأقرت الحصانة وزكت المناضل عبدربه منصور هادي مرشحاً رئاسياً توافقياً والتقطت الأنفاس وبدأ الإستعداد لبلوغ نهاية المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة الخليجية والمتمثل بالانتخابات الرئاسية المبكرة والذي فيه يكون 21فبراير 2012 يوماً فاصلاً في عملية الإنتقال إلى المرحلة الثانية والتي رغم إدراكهم للتحديات والأخطار التي سيواجهها ابناء اليمن إلاَّ أنهم أصبحوا اكثر ثقة بقدرتهم على تجاوزها. هذا كله خلق أجواء مناخات التفاؤل والأمل بالغد الأفضل الذي ينتظره شعبنا الحضاري العريق والعظيم.. وبالتالي فإن مؤتمر الحوار الوطني الذي سندشن به المرحلة الثانية للمبادرة الخليجية ستطرح كل القضايا على طاولته وستناقش بجدية وشفافية وحرص على ايجاد الحلول والمعالجات التي تصب في صالح اليمن ووحدته وامنه واستقراره وتقدمة وازدهاره. ويبقى القول أن المطلوب خلال الايام القادمة قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية هو إزالة كافة النتوءات التي تحاول إفشال المبادرة الخليجية من بعض الأطراف تحت تاثير حسابات مصالحها الخاصة المتمثلة في استهداف الأمن والاستقرار.. وهذا لا يكون إلاَّ بانهاء كافة المظاهر المسلحة من المدن وتطبيع الأوضاع فيها كانوا، فالظرف والوقت لا يحتملان العبث بمصير وطن وشعب بعد أن أصبح على وشك الخروج من أزمته واستعادة عافيته وهذا لا علاقة له أبداً بطي صفحة الماضي علي قاعدة المصارحة والمصالحة والمسامحة من أجل إخراج وطننا مما هو فيه.. بعد أن أصبح على أعتاب الخروج من النفق المظلم والولوج إلى مرحلة جديدة يسود فيها الوفاق والإتفاق من أجل وطننا وأجياله القادمة.