لم تعد الدولة تتباهى بمورادها الطبيعية أو بثرواتها الاقتصادية و إنما بما تملكه من موراد بشرية مدربة على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية،فالموهبة أكثرقدرة من المال حيث يقدم لنا القرآن الكريم مجموعة من الآيات التي تشير إلى مسميات ومصطلحات مهمة ذات صلة واضحة بحياة الإنسان وكيفية إدارتها ومنها تتجلى انصع صور الابداع الهادفة الى تطوير القيادات الادارية للاقتصاد ومن ثم تخلق المال القادر على النهوض بالمستوى المعيشي للناس فهي ادارة شوروية ذات كفاءة وجدارة واخلاق تهتم بالحاجات النفسية والروحية والمادية للإنسان ذات مسؤولية رعوية وسلطة مطاعة وذات رقابة ذاتية. تحدثنا في الحلقة الماضية عن اهميةبناء الانسان كثروة اقتصادية وفي هذه الحلقة تستعرض اهميةماتم استخلاصة من هذه الدراسة والخلاصة يمكن استتنتاج من خلالها الامور التالية ومنها: اولاً: انشاء ادارة تُسمى ادارة الجودة في كل وزارة وادارة عامة، تكون مختصة بدراسة الابحاث ومراقبة الاداء والبحث عن السلبيات وايجاد الحلول والمعالجات بواسطة النزول الميداني والاستبيان والتقارير الشهرية. ثانياً: عقد دورات قصيرة للقيادات الادارية بصورة دورية شهرية يتم التركيز فيها على الآتي: 1- يتم تحديد الادارة العامة التي سوف يتم اعطاؤهم المحاضرات ويتم نزول المحاضرين الى هذه الادارة لجمع المعلومات وملاحظة الاداء والتقييم ومعرفة السلبيات وعمل استبيان تطبيقي مع الموظفين والمواطنين لمعرفة جوانب القصور والبحث عن الحلول والمعالجات ثم تجهيزها لالقاء المحاضرات للقيادات الادارية والموظفين لهذه الادارة للخروج بنتائج مثمرة بمشيئة الله تعالى. 2- تقوية الوازع الديني لان الله تعالى قال: (فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين). 3- القاء سؤال هام للقيادات الادارية: ماذا سوف تضيف الى ادارتك؟ ما الشيء الجديد والفريد الذي سوف تضيفه الى ادارتك وعملك؟ من اجل الاجابة على السؤال يجب القيام بالاتي: 1- ايجاد وقت للقيادة الادارية للتفكير والتخطيط ولن يتم ذلك الا اذا تم اشراك المرؤوسين باتخاذ القرارات المناسبة وتوزيع الاختصاصات وتفعيل ادارة الرقابة والتفتيش جيدا لكي يعاقب المخالف وبذلك سوف يتوفر للقيادة الادارية الوقت المناسب لكي تقوم بالبحث والتخطيط لعمل الاضافات الجديدة للادارة التي تقودها ومعرفة السلبيات التي تعاني منها الادارة وكذلك معرفة النواقص والمقارنة مع الادارات الشبيهة سواء محليا او دوليا لمعرفة النواقص والعيوب في الاداء. 2- يجب ان تشمل هذة الدورات مبدأ ان القيادة الادارية الناجحة هي التي تضيف وتنشاء كل ماتحتاج ادارتهم من خطوات ومشاريع وادارات جديدة تحسن وتطور الاداء والخدمات وتنافس للافضل وتعالج السلبيات بمشيئة الله تعالى. 3- كذلك يجب ان تشمل هذة الدورات مبدأ ان القيادات الفاشلة هي التي تمر مدة خدمتها وهي تنفذ الروتين السابق دون البحث عن اضافات جديدة او معالجات للسلبيات تسجل لها امام الله تعالى ثم امام المواطنين والحكومة. 4- توعية القيادات الادارية في هذة الدورات بأن العمل لله تعالى ثم للوطن ثم للشعب اليمني كافة وتقديم ذلك على الولاء الحزبي والمذهبي والقبلي والطائفي ثم السعي لإنجاح المبادرة الخليجية وآليتها وترك المشاحنات واللعب تحت الكواليس. وتذكيرهم بان الله تعالى جعل لليمنيين مكانة طيبة، حيث ان انصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الاوس والخزرج وكذلك الركن اليماني في الكعبة المشرفة وقبيلة جرهم من اليمن وهي اول من سكن مكةالمكرمة وتزوج منهم اسماعيل عليه السلام والذي من نسله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اي ان اليمنيين اخوال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن نسل قبيلة جرهم جاءت قريش واول من كساء الكعبة المشرفة وامن بالرسول عليه الصلاة والسلام قبل ان يولد هو ملك اليمن تبع المذكور في قولة تعالى: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ). اليمن هم اهل الايمان والرحمة والامان والحكمة وهي البلد الوحيدة التي وصفت باليمن السعيد ذكرها الله تعالي في القرأن الكريم في سورة سبأ والاحقاف واصحاب الاخدود وسيل العرم واهل اليمن هم اول من اجاب امر الله تعالى للحج على لسان نبي الله ابراهيم عليه السلام، واهل اليمن هم من احبهم الله تعالى عندما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينة فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)، ثم اشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى ابي موسي الاشعري وهو يمني وقال قوم هذا وهذا فضل من الله تعالى لليمنيين بانه سبحانه يحبهم جل وعلا وعندما انزل تعالى اذا جاء نصر الله والفتح قال عليه الصلاه والسلام جاءكم اهل اليمن هم ارق قلوباً وألين أفئدة الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية واهل اليمن هم بفضل من الله تعالى اول الناس شربا من حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة. ثالثاً: دور القائد الإداري في تطوير الاقتصاد: ظهر أسلوب إعادة اختراع الحكومة ( Re-inventing Government ) إن الفكرة من هذا الأسلوب هي جعل الأجهزة الحكومية تعمل كأجهزة القطاع الخاص, وذلك بان تكون أجهزة إيراد لا إنفاق, أي أن تكون أجهزة تحقق الربح للدولة وليست فقط أجهزة تكلفة عليها. من أهم متطلبات الاتفاقيات العالمية أن تكون الحكومة مرنة قادرة على إحداث التغيير عند الحاجة بسهولة, وان تكون أكثر انفتاحاً واستجابة للمتغيرات العالمية، اما الأسس التي يقوم عليها تطوير الأداء الحكومي للاقتصاد فينبغي أن تصبح الحكومة مساندة للقطاع الخاص, وأن يكون هدفها أن تقدم للمجتمع ما هو أكثر من مجرد خدمات، بمعنى آخر أن تنشئ وتراقب الحكومة المشاريع الخدمية, وتترك عملية التنفيذ الفعلي للقطاع الخاص, وتعطي له فرصة إدارتها وتشغيلها واستثمارها. كما يجب على الحكومة تطوير قدرتها على تطوير خدماتها انطلاقاً من أن بعض القطاعات تستطيع التنافس فيما بينها لتقديم خدمات أفضل للمواطنين. علاوة على أن الحكومة ذات الرؤية والرسالة والأهداف الواضحة هي حكومة تهتم بمستقبل مجتمعها وتعطى الفرصة لتنمية فرص الابتكار والإبداع. ويجب ان تهتم الحكومة بالنتائج بدلاً من الروتين العقيم. وأن تعمل الحكومة لتحقيق رضاء الله تعالى ثم رضاء المجتمع وليس البيروقراطية (النظام) او الاحزاب, ويستدعي هذا التعامل أن يقوم الموظفون بالتعامل مع المراجعين من المواطنين على أنهم عملاء وتقديم مزيد من الاهتمام بالمراجعين، وزيادة العدالة والمساواة بين المواطنين. رابعاً: إنشاء بنك اسلامي لكل وزارة مما سوف يسهم في الآتي: - سوف يساهم في إنشاء المشاريع الاستثمارية والسكنية مما يساهم في الاكتفاء الذاتي لاحتياجات كل وزارة. ب- صرف المرتبات. ج- تمويل ومنح القروض لمنتسبي الوزارة. د- استثمار مبلغ التقاعد. ه- بناء المدن السكنية والمستشفيات الراقية للموظفين.