اليوم العالمي للحريات الصحفية الذي اعتمدته الأممالمتحدة بقرار من جمعيتها العمومية في 3 مايو 0991م هو مناسبة للاحتفال بمهنة لعبت دوراً رئيسياً في تشكيل التاريخ الاجتماعي السياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي المعاصر للبشرية منذ اختراع جوتنمبرج للمطبعة وحتى اليوم.. مسهمةً في كل المتغيرات والتحولات التي شهدها العالم.. محدثة قفزة كبرى في تبادل وتداول المعلومات وانتشار الآراء والتصورات والأفكار بين الناس في أرجاء المعمورة.. مقربة المسافة بين الشعوب على اختلاف دياناتها وأجناسها ولغاتها وأعراقها وألوانها وقومياتها.. مكسبة الأحداث والقضايا بصورة متزايدة طابعاً إنسانياً مشتركاً لتتجلى تأثيراتها على نحو مستمر في حياة المجتمعات والدول ليكون دور الصحافة حاسماً في الأحداث والتطورات الكبرى.. معمقة حرية الرأي والتعبير والحصول على المعلومات وفي هذا الاتجاه قدم الصحفيون تضحيات ومازالوا.. معرضين أنفسهم لخطر المطاردة والاعتقال والقتل والاغتيال في سبيل إيصال الحقيقة إلى الناس.. مشاركين بفعالية في التغيير الثوري المتواصل في كوكبنا وعلى مختلف الأصعدة وهو ما يفترض أن يكون لهذه الشريحة أو الفئة النوعية في المجتمع مناسبة يحتفل بها عالمياً من وقت مبكر نظراً للأهمية التي مثلتها وتمثلها الصحافة والصحفيون وطبيعة مهنتهم الخطرة كونها السلطة الرابعة في أي نظام سياسي ديمقراطي تعددي. ولقد شهدت الصحافة في بلادنا تطوراً انعطافياً كمياً في عدد الاصدارات الصحفية كانعكاس لهامش حرية الرأي والتعبير واستطاعت بعض الإصدارات أن تحقق فارقاً في التعبير عن إمكانات وجود صحافة منظورة في هذا البلد إلاَّ أن هذا الفارق لم يكن مساوياً وموازياً في ما يخص الحريات الصحفية التي مازال الصحفيون يناضلون من أجل المزيد من الحريات ويبذلون جهوداً مع نقابتهم لبلوغ هذا الهدف حتى يتمكنوا من أن يكون لهم تأثير إيجابي أكبر على الأحداث والأوضاع التي يشهدها وطنهم لاسيما في الظروف التي انتقل إليها بعد توقيع المبادرة الخليجية والانتقال إلى عملية التنفيذ حتى يتمكنوا من الإسهام في عودة الأمن والاستقرار والخروج من الأزمة وكذا الإسهام في إنجاز استحقاقات هذه المرحلة الدقيقة والمعقدة والصعبة في تحدياتها وأخطارها بما يؤدي إلى إعادة صياغة نظامنا السياسي على أساس الديمقراطية التعددية بتعبيراتها الحقيقية وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان المجسد في الدولة اليمنية المؤسسية الديمقراطية الحديثة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والتي في ظلها تتعمق وتترسخ الحريات الصحفية وشفافية الحصول علىالمعلومات وإيصالها إلى الناس بمسؤولية دون خوف أو خشية، لتصبح الصحافة السلطة الحقيقية لوعي وضمير الصحفي.. من أجل هذا ينبغي العمل للإرتقاء بهذه المهنة عبر تحقيق قيمها ومقاصدها النبيلة حتى يكون الاحتفال بهذه المناسبة يعني الاحتفال بمكاسب جديد لحرية الصحافة والصحفيين.