تحية للكلمة الحرة الصادقة والمسؤولة ولفرسانها الذين يجدون ويغامرون ويجتهدون في سبيل الوصول الى الحقيقة وايصالها الى الناس بشفافية ووضوح.. والتهنئة نزجيها بمناسبة 3 مايو يوم الصحافة العالمي -الذي صادف يوم أمس الاربعاء- لكل الصحفيين اليمنيين في الصحف الرسمية والحزبية والأهلية دون استثناء في هذا اليوم ولبيتهم الكبير نقابة الصحفيين اليمنيين ونتمنى ان يكون يوم الصحافة العالمي وقفة للتأمل والتقييم المتجرد المحايد لمسيرة الصحافة في ظل حرية الرأي والتعبير والتعددية السياسية والحزبية وتحولات سنوات الوحدة المباركة السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنموية والتي تفصلنا ايام عن مباهج الاحتفالات بعيد الوحدة ال16 ..وأي متابع محايد يدرك الحجم الواسع والكبير لحريات الصحافة والنشر في يمن ال22 من مايو ومساحتها اللامحدودة والتي هي بكل تأكيد تعبير عن مضمون النهج الديمقراطي الذي كان خياراً وطنياً مجسداً للإرادة اليمنية الخالصة..وهذا لاينفي ان هناك اخطاءً وشطط وتجاوزاً لمفهوم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في بعض الكتابات الصحفية لكن تبقى الايجابيات اكبربكثير من السلبيات..ومع ترسيخ وتعميق الوعي الديمقراطي رشدت وترشد الصحافة نفسها تلقائياً بمرورالوقت وتنامي الإحساس بالمسؤولية في الوسط الصحفي بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة وبالتالي يرتفع مستوى فهم الصحفي لدوره الذي يسهم في تطور ونهوض وارتقاء مجتمعه واسهامه في تنويره وتثقيفه ليستوعب بكل شرائحه وفئاته قضاياه بصورة واقعية صحيحة وموضوعية في الطرح والتناول خاصة وان الصحافة تعد الوسيلة الأكثرفعالية في التعبيرالمباشرعن الديمقراطية بماهي منظومة سياسية مؤسسية تعكس تكاملية دورالسلطة والمعارضة كل من موقعه ورؤيته في اطار قاسم مشترك غايته مصلحة الوطن وتقدمه وازدهاره.. والصحفيون في ظل ال22 من مايو بعيدون عن ذلك ان لم يكونوا التأكيد العملي للديمقراطية بماهي احترام الرأي والقبول بالآخر والتعاطي مع الاختلافات والتباينات في المواقف والرؤى بروح بناءه.. وحتى شطحات وتجاوزات بعض الصحف والصحفيين ينبغي النظر إليها من منظور أوسع أفقاً يعطي الصورة الحقيقية لمدى رحابة الديمقراطية اليمنية ويحمل دلالات انها تجربة ناشئة وجدت لتبقى وتتطور كخيار وطني لبناء حاضر ومستقبل اليمن.. والصحافة بكل اتجاهاتها ومنطلقاتها السياسية الحزبية تقع على عاتقها مسؤولية كبرى في تجذيرها بعقول ابناء هذا الوطن لتصبح ممارستها سلوكاً في علاقتهم افراداً واحزاباً ومنظمات مجتمع مدني وهذا يتطلب من الصحفيين في علاقتهم كأفراد تجمعهم مهنة رفيعة ان يكونوا القدوة في تمثل القيم والاخلاق الديمقراطية وأن يكونوا في علاقاتهم الشخصية فيما بينهم نموذجاً وينأون بأنفسهم عن الاساليب التي لاتنسجم مع الوظائف والمهام النبيلة لأية صحافة حرة يؤمن منتسبوها بالديمقراطية والقبول بالرأي الآخرمادامت مقاصده شريفة ويتجنبون في عملية النشر الأساليب غير النزيهة في إدارة الاختلافات والتباينات والتي تصل حد التجريح الشخصي والتربص والاساءة والتشهير الذي يفقد الكلمة قوتها ومصداقيتها لتصبح عديمة التأثير لصالح التغييرالذي يخدم تقدم الوطن وازدهاره وتتسق مع اعتبارها صاحبة الجلالة (السلطة الرابعة) لسموها شرفاً ولدورها المؤثر في توجيه الأحداث وتغيير اوضاع المجتمعات، ومهنة البحث عن المتاعب التي تجعل الصحفي لايكتفي بالقشور بل يقتفي اثر الحقيقة مواجهاً الصعاب والاخطار لاظهارها للناس مجردة من أي غرض أو غاية غير نزيهة القصد والطوية. مرة اخرى نجدد التحية والتهنئة لزملاء المهنة وابناء الهم الواحد في الصحافة اليمنية والعربية والدولية بمناسبة يومهم العالمي.