لا عودة إلى الوراء.. عجلة التغيير دارت في اليمن، وليس بمقدور أحد مهما أوتي من مكر وتدبير المؤامرات أن يعيق مسار التغيير، وعلى الذين تقودهم أوهامهم وتصور لهم بأنهم قادرون على التحكم في حركة التاريخ أن يعوا حقيقة أنهم باتوا خارج التاريخ عليهم أن يدركوا أن الدولة لا يمكن أن تسمح بأي حال من الأحوال لأي تمرد مسلح، فما حدث الثلاثاء الماضي وما حدث قبله من محاولات يائسة تتحدى مؤسسات الدولة لا يمكن قبوله ولا يمكن تبريره على الإطلاق.. وهذا ما تعبر عنه الإرادة الوطنية، فاحترام مؤسسات الدولة وقرارات رئيس الدولة وسيادة القانون أمور تستوجب التصدي لمن يحاول التعدي عليها بكل حزم وقوة. منتهى السذاجة أن يتخفى أشتات من الناس وراء مطالب أياً كانت مشروعيتها من عدمها حاملين السلاح ويوجهونه ضد مؤسسات الدولة، فهناك أساليب سلمية كثيرة للاحتجاجات السلمية والتعبير عن المطالب المشروعة، لم تتوانَ الدولة في عهدها الجديد عن الاستجابة لها، غير أن هذه التمردات المسلحة والممارسات التخريبية ما هي الا محاولات مكشوفة ومفضوحة للنيل من عملية التغيير وإعاقة مسار التسوية السياسية وانتقال السلطة والتحول الى الديمقراطية. فمهما افتعل أصحاب وأدوات هذه المحاولات من ذرائع فلن تنطلي على أحد ولن تخدع سوى من يخطط لها وينفذها، أما الشعب وقد ملك إرادته الحرة يقف الى جانب قيادته الوطنية ومعه كل قواه الحية، فإنه يمتلك القدرة والقوة والعزيمة على التصدي للمؤامرات وإفشال كل تمرد وما يعيق أهدافه في التغيير والإصلاح والتقدم وتحقيق الدولة المدنية. إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن مطلب وطني لا يمكن النكوص عن تحقيقه مثلما لا يمكن النكوص عن تحقيق أهداف ومهمات المرحلة الانتقالية الاخرى، ولن تثني الوطنية اليمنية عن إنجاز أهدافها ومهماتها أشتات الارهابيين والمخربين والمتمردين وممارساتهم والتي ترتد الى نحورهم، «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله». هل يمكن لهؤلاء أن يعوا هذا المآل فيكفوا عن حماقاتهم؟ نأمل ذلك.