قدم أبطال القوات المسلحة والأمن ملحمة من ملاحم التضحية والإيثار من أجل الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ورخائه ونمائه ، ومكتسباته العظيمة التي تحققت في ظل ثورته ووحدته ونهجه الديمقراطي التعددي حيث أكد هؤلاء الأبطال بتصديهم القوي والشجاع لعصابة التمرد والتخريب وشرذمة الإرهاب الظلامية والعنصرية .. أن حب الوطن والولاء له ليس مجرد خطاب أو شعار تلوكه الألسن بل إنه ارتباط وجودي لهؤلاء الأبطال كما هو شأن كل وطني شريف يعتز بانتمائه لهذا الوطن العظيم. - وفي نطاق ذلك الدرس .. برهن أبناء قواتنا المسلحة والأمن ، وهم يدكون أوكار عناصر الفتنة والتمرد الخارجة على النظام والقانون في مديرية بني حُشيش ، وكذا في حيدان وجبال مران والنقعة وغيرها من أجزاء بعض مديريات صعدة أن التضحية من أجل الوطن ستبقى وساما يزهو به أبناء هذه المؤسسة الوطنية الذين سيشهد لهم التاريخ أنهم وما زالوا أوفى الأوفياء للثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية ، وأنقى الرجال إخلاصا لعقيدتهم وشعبهم وأمتهم ، ومبادئهم وقيمهم النبيلة. - وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فإن هناك مايدعونا للقول (ما أشبه الليلة بالبارحة) فهاهي العناصر الإمامية الكهنوتية والظلامية المتخلفة تطل علينا برأسها الكريه من جديد مدفوعة بأوهامها السقيمة وأمراضها الخبيثة من ذات الأماكن والمواقع التي تمركزت فيها قبل أكثر من أربعين عاما بغية الإجهاز على الثورة والنظام الجمهوري - ودون أن تتعلم هذه القوى الظلامية أو تتعظ مما لحق بها من خيبة وانكسار وهزيمة لم تفق حتى الآن من الضربات الموجعة التي لقنها إياها أبناء الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن الذين سطروا معا ملحمة السبعين يوما الخالدة حيث كان من المؤمل أن تستفيد تلك القوى المتخلفة مما حاق بها لتتكيف مع واقع اليمن الجديد الذي امتلك فيه اليمنيون إرادتهم الحرة وحقهم في العيش الكريم بعيدا عن كل أشكال التسلط والاستعباد إلا أن ما أفصحت عنه خفافيش الظلام من خلال فتنة التمرد والتخريب قد عكست أنها التي لم تستطع التخلص من أحلامها وأوهامها السقيمة التي مازالت تراودها من أن بإمكانها إعادة عجلة الزمن إلى الوراء دونما إدراك من أن الشعب اليمني أصبح اليوم أكثر وعيا وصلابة ، وقدرة على إسقاط كل الرهانات الخاسرة ، وأن هذا الشعب صار يمتلك مؤسسة عسكرية وأمنية قادرة على التصدي لأية مخططات أو محاولات بائسة تسعى للنيل أو التطاول على مكتسبات وثوابت الوطن ولجمها وردع أصحابها واخضاعهم لمنطق العدالة والقانون وهاهي شواهد ذلك تتأكد على الأرض من خلال الرد الحاسم على من أرادوا بهذا الوطن السوء. - حيث ارتدت رماح التمرد والفتنة التي أشعلها الإرهابي الحوثي وأتباعه إلى نحور من صوبوها بعد أن أضاع عناصر هذه العصابة الاجرامية الفرص التي أتيحت لها من أجل العودة إلى جادة الصواب لتحكم على نفسها بنفسها حينما قررت الانسياق وراء نوازعها العليلة لمجرد إشباع هواية اللعب بالمفرقعات التي تسوقهم إلى حتفهم ، ومصيرهم المحتوم كما هو شأن كل المرتزقة والخونة ممن سولت لهم أنفسهم التآمر على الوطن وإرادة الشعب. - وفي لحظة كهذه وبعد أن انقلب السحر على الساحر فليس أمام عناصر التمرد والإرهاب والتخريب التي فقدت كل مواقعها .. إلا خياران: إما تسليم نفسها والخضوع للنظام والقانون ، وإما الانتحار عن طريق الانغماس في غيهم والانسياق وراء الفكر الضال الذي يعدهم بالجنة ويضمن لهم دخولها مشروطا بقضاء نحبهم بالسقوط في المحرقة. - وتلك هي عاقبة كل مغامر أو مقامر غيب عقله وحواسه واندفع للبحث عن صكوك الغفران لدى بعض المرضى الذين يدعون الحق الإلهي ويوزعون تمائمه على البلهاء والجهالة والمخبولين والمرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان ليضلهم في الدنيا ويخزيهم في الآخرة وذلك هو الخسران المبين.