تتجسد إعجازية العقيدة الإسلامية بحقيقة , أن كل شعيرة فيها وكل نص ينبثق عنها – لا يمكن إلا أن يعبر عن خير الدنيا والآخرة ، وأن يدل عن الصحة النفسية والجسدية ، والصالح العام والخد. غيلان الشرجبي - تتجسد إعجازية العقيدة الإسلامية بحقيقة , أن كل شعيرة فيها وكل نص ينبثق عنها – لا يمكن إلا أن يعبر عن خير الدنيا والآخرة ، وأن يدل عن الصحة النفسية والجسدية ، والصالح العام والخاص ، وبما يحمله الإسلام من قيم أصيلة - جديدة ومتجددة ومنها هذه التي نعيشها في هذا الشهر الفضيل والتي نلخصها بالنقاط التالية : - أولاً : الدلالات الموضوعية للنص القرآني " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم (لعلكم) (تتقون)(شهر رمضان ) الذي انزل فيه القرآن ..." 1- فالمعنى اللغوي للصيام هو : الإمساك وبصيغه العامة بما فيها الامتناع عن الكلام"إني نذرت للرحمن صوماً، فلن أكلم اليوم إنسياً " 2- الهدف العام لترشيد السلوكيات النفسية ، ونقتبسها عن (تتقون ) وهولفظ مشتق من: وقاية أي _ حصانة وتحصين و(مناعة) من الانحرافات النفسية ، وتلك غاية علم النفس. ثانياً : أساليب العلاج إن المشكلات النفسية " قابلة للقياس والمشاهدة والتجريب والاستنتاج " وفي شهر رمضان تتوفر أهم شروط تشخيصها وعلاجها وذلك من خلال : 1- ضبط الانحرافات السلوكية ف "الصيام جنة" أي مانع من المعاصي والخطايا أو الخروج عن حد الاعتدال فلا(صخب ولاشطط، ولاردود فعل عنيفة ، فمن يستطع التحكم بانفعالاته فيقول "إني صائم" لمن قاتله أو سبه وشتمه لابد أن يكون قادراً على ضبط النفس فيما دون ذلك "ومن يستطع الامتناع عن الحلال أولى به الامتناع عن المحرمات/الشبهات. 2- التخلص من الإدمان والعادات السيئة : فقد ثبت علمياً بأن البقاء في المصحة مابين 30/40يوماً دون تعاطي أي من المخدرات أو الممارسات السلبية والتصرفات السيئة فإن هذا سيؤدي للتخلص منها ، ومن يدعي عدم القدرة على مقاومة اغراءات وضغوط الإدمان فذاك مجرد مؤشر لاإرادي على ضعف الشخصية التي لو حافظت على الطاقة الايمانية/الرمضانية لاكتسبت مناعة ذاتية. 3- تكثيف وتكامل العبادات أشبه ب ( دورات تدريبية أثناء الخدمة) ف " الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما" وتكفير الذنوب يعزز إرادة التوبة ويقوي عدم العودة إلى إرتكاب الذنوب، إنها: دورة برامجية لمحو وإعادة التعلم عبر محطات الحياة ..وتكتمل الدورة التعبدية المكثفة بالحديث النبوي الشريف "عمرة في رمضان كالحج في سواه". 4- زكاة الفطر وزكاة المال والصدقات أهم مظاهر علاج البخل، كما أن الصلاة في المساجد تخلق حالة من التآلف والتعاطف والاندماج الاجتماعي والتواضع (سدوا الفرج، ساووا الصفوف، اعتدلوا ....قاربوا المناكب والأقدام،،...إلخ. 5- تتجلى الصفات الإيمانية باستيعاب كيف : تعمل الشعائر على توحيد المشاعر فتختفي الفروق الشكلية والحدود الجغرافية والفوارق الدنيوية والعصبيات الجاهلية والنعرات الفئوية الضيقة، فيتلاشى الانغلاق بإطلاق نظرات تأمل في الآفاق حيث الأخوة الإنسانية الشاملة. 6- تمثل (المرونة السلوكية) أهم معايير القياس للشخصية السوية، وذلك بالانتقال السريع من ظروف الإفطار إلى الطقوس الرمضانية. ثالثاً :-التقويم: باستحضار هذه المعادلة الربانية على طرفي ( لعلكم ) و( تتقون) يمكن لكل منا (قياس، مشاهدة، تجريب،استنتاج) مدى أداء الصيام ف"لعل" تعني ربما أي - قد تتحقق التقوى على المدى القريب بشواهد تعديل السلوك الرمضاني، وعلى المدى البعيد بالاستعداد لرحلات رمضانية متوالية لقوله تعالى " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى".