شرعت قوات الأمن الأردنية في التحقيق مع عشرات المحتجزين المشتبه في تورطهم في تفجيرات فنادق عمان، التي وقعت الأربعاء الماضي وأسفرت عن مصرع نحو 57 شخصا وإصابة المئات. وقال مصدر أمني إنه جرى منذ وقوع الهجمات التي استهدفت فنادق حياة عمان وراديسون ساس وديز إن, اعتقال نحو 200 شخص في حملة واسعة استهدفت إسلاميين, فيما قامت الشرطة بتفتيش أحياء عمان الفقيرة التي يسكنها عمال عراقيون, مشيرا إلى أنه تم إطلاق سراح بعض من ألقي القبض عليهم. من جهته أعلن نائب رئيس الوزراء الأردني مروان المعشر أمس أن السلطات اعتقلت 12 شخصا يشتبه في تورطهم في تلك التفجيرات, فيما أعلنت السفارة الأميركية مقتل ثلاثة أميركيين وإصابة أربعة آخرين.ولم يفصح المعشر عن جنسيات المشتبه فيهم, لكن وزير الداخلية عوني يرفاس أشار في وقت سابق إلى أن الذين يجري التحقيق معهم يشملون مواطنين عراقيين. كما قال المعشر إن خبراء الطب الشرعي يجرون تحاليل الحامض النووي على رفات ثلاثة رجال يعتقد أنهم المفجرون الانتحاريون. وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات تتركز على إفادة اثنين من موظفي الفنادق الثلاثة التي استهدفت بالتفجيرات، تحدثا مع اثنين من منفذي التفجيرات، وكان أحدهما يتحدث باللهجة العراقية، والثاني بلهجة خليجية ويعتقد أنه عراقي أيضا. ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر طبي أردني تأكيده العثور على رأس امرأة وأشلاء جسد ممزق بين القتلى، مما يرجح فرضية وجود امرأة بين منفذي التفجيرات. من جهة أخرى قال بيان منسوب لتنظيم القاعدة في العراق نشر على الإنترنت، إن منفذي تفجيرات فنادق عمان مساء الأربعاء هم ثلاثة رجال عراقيين، إضافة إلى زوجة أحدهم دون أن يكشف عن أسمائهم.وكانت القاعدة قد بررت في بيان سابق لها استهدافها لفنادق عمان معتبرة أنها المكان المفضل لعمل أجهزة الاستخبارات خاصة الأميركية والإسرائيلية وبعض دول أوروبا الغربية، "حيث تدار المعارك الخفية لما يسمى الحرب على الإرهاب"، على حد زعم البيان. وأضاف البيان أن الاستخبارات الأردنية والمصرية والفلسطينية تشارك في هذه الأنشطة "لضرب المجاهدين في فلسطين وبلاد الرافدين وجزيرة العرب"، كما أن الفنادق أصبحت ملجأ لقيادات الحكومة العراقية الجديدة يستخدمونه للقاء ضيوفهم، على حد قول البيان. من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تفجيرات الأردن, ودعا خلال مؤتمر صحفي في عمان المجتمع الدولي إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة ما أسماه الإرهاب. وكان أنان قد أجرى فور وصوله الأردن أمس مفاوضات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في زيارة اعتبرها المراقبون تضامنية مع هذا البلد الذي تعرض يوم الأربعاء لأسوأ نوع من الهجمات في تاريخه. وقد تعهد الملك عبد الله الثاني بتقديم المسؤولين عن تفجيرات عمان إلى العدالة، معربا عن ثقته العميقة بأجهزة الأمن الأردنية. وأكد العاهل الأردني في خطاب متلفز وجهه إلى شعبه أن الأردن لا يقبل سياسة الابتزاز، وقال إن الأردن مستهدف لأسباب كثيرة منها "دوره ورسالته في الدفاع عن جوهر الإسلام"، على حد تعبيره.