في بيان جديد صادر عن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أوضحت جماعة المتشدد الأردني أبو مصعب الزرقاوي أن أربعة عراقيين، بمن فيهم زوجة أحدهم "اختارت أن ترافق زوجها في دربه لنيل الشهادة"، نفذوا تفجيرات عمان الانتحارية الثلاثة، التي أودت بحياة 56 شخصاً على الأقل. وأكدت القاعدة في بيان لها نشر على مواقع على الإنترنت، ولم يتسن لنا التأكد من صحته، أن العراقيين الأربعة استطلعوا المواقع المرشحة لتنفيذ عملياتهم طوال شهر.وفي بيانها الجديد، قالت القاعدة إن هذه الهجمات تأتي رداً على مؤامرة استباحة دماء وأعراض المسلمين من أهل السنة على مسمع جامعة الدول العربية، ورداً على من اعتنقوا الدين الأمريكي الجديد "الديمقراطية" والتوجه لصناديق الانتخابات، وثأراً لأهل السنة في القائم وغيرها. وقال البيان إن الأربعة هم أبو خبيب، واستهدف فندق راديسون ساس، وأبو معاذ واستهدف فندق حياة عمان، وأبو عمير وزوجته، واستهدف فندق ديز إن. وصرح نائب رئيس الوزراء الأردني، مروان المعشر، أن السلطات الأردنية ألقت القبض على 12 شخصاً من المشتبه بهم، عرباً وأردنيين، وأنها بدأت التحقيق معهم حول التفجيرات. وقال المعشر إن الهجمات جعلت الشعب الأردني موحداً في معارضته لقتل المدنيين.وأضاف المعشر أنه ما من قضية يمكن أن تبرر قتل المدنيين الأبرياء.وبالرغم من تبني تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، في بيان إلكتروني الخميس، مسؤولية التفجيرات الثلاثة، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية أشارت إلى أن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد هوية منفذي الهجمات. وقال الناطق باسم البنتاغون، لورنس ديريتا، إن تفجيرات عمان "تتوافق ونوعية الهجمات التي تشنها القاعدة في العراق وأماكن أخرى."وأضاف ديريتا قائلاً "من المعقول تقبل صحة مزاعم تنظيم القاعدة في العراق.. إلا أن هذا ما لم نتمكن من إثباته بعد."وأقر المسؤول الأمريكي أن الزرقاوي، الذي يعتقد بوجوده في العراق والذي "يمضي جل وقته في محاولة النجاة من الموت، قادر على إيقاع قدر هائل من الدمار." وكان جناح القاعدة في العراق قد تبني في بيان الخميس مسؤولية التفجيرات التي هزت العاصمة الأردنية مساء الأربعاء.قال البنتاغون إن هناك مؤشرات دلت على إمكانية حدوث هجمات على أهداف غربية بالأردن وجاء في بيان التنظيم "إن مجموعة من 'أفضل ليوثنا‘ شنت هجوما جديدا على الفنادق الثلاثة، التي تحولت إلى ساحة خلفية لأعداء الدين واليهود والصليبيين." وأكد البيان أن الأهداف الثلاثة تمّت دراستها ومراقبتها، وأنه رغم إجراءات الأمن "التي وفّرها الخائنُ ابن الخائن لحماية هذه الأوكار، استطاع جُند القاعدة الوصول لأهدافهم وتنفيذها، حسبما تأكّد لنا من أنباء، وستُعلن تفاصيل الغزوة ومنفذيها لاحقا." وكشف مسوؤولون في البنتاغون أن معلومات استخباراتية أشارت إلى إمكانية شن ضربات على أهداف غربية في الأردن، تحديداً معلومة استسقيت من رهينة أطلق سراحه مؤخراً. ولم يفض المسؤولون بالمزيد من التفاصيل بشأن الرهينة أو مكان احتجازه. وقالت الخارجية الأمريكية الخميس إن اثنين من رعاياها قتلا فيما أصيب أربعة بجراح - إصابة اثنين منهم بليغة - في الهجمات.وأشارت مصادر استخباراتية أردنية رفيعة إلى أن الهجمات نفذت بأحزمة ناسفة، تمنطق بها الإنتحاريون.ونقلت تقارير إن الأحزمة عبئت بطلقات لتوقع أكبر قدر ممكن من الضحايا - وهو تكتيك مماثل يستخدمه غالبية منفذي الهجمات الانتحارية في العراق. ويشار إلى قائمة ضحايا الهجمات التي استهدفت فنادق "غراند حياة" و"راديسون ساس" و"ديز إن" شملت عددا من المسؤولين الفلسطينيين والصينيين. وبين القتلى الفلسطينيين الأربعة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية الجنرال بشير نافع، فضلا عن ثلاثة مسؤولين آخرين بينهم شقيق رئيس مجلس النواب الفلسطيني. وكان المسؤولون الفلسطينيون في فندق "حياة" ساعة الانفجار، وكانوا في طريقهم إلى الأراضي الفلسطينية قادمين من العاصمة المصرية القاهرة. أما القتلى الصينيين الثلاثة، فضلا عن جريح رابع، فيمثلون وفدا رسميا تابعا لجامعة الدفاع القومي الصينية، وكانوا يقيمون في احد الفنادق الثلاثة المستهدفة. وإلى ذلك خرج عدة مئات من الأردنيين الخميس إلى الشوارع للتنديد بالهجمات وبزعيم تنظيم القاعدة في العراق، الأردني أبومصعب الزرقاوي. وردد المتظاهرون "لتحترق في الجحيم أبو مصعب الزرقاوي."هذا وقد أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في رسالة ملتفزة عقب الاعتداءات أن بلاده ستلاحق المجرمين ومن يقف وراءهم أينما كانوا وسيقدمهم للعدالة، موضحاً أنه لا يخشى الابتزاز، وأن مثل هذه الأعمال لن تغير من موقفه أو تدفعه للتراجع عن مقاومة الإرهاب.