أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في رسالة تلفزيونية موجهة إلى الشعب الأردني في أعقاب الاعتداءات الإرهابية التي طالت ثلاثة من فنادق العاصمة عمان، الخميس أن الأردن سيلاحق المجرمين ومن يقف وراءهم أينما كانوا وسيقدمهم للعدالة، موضحاً أنه لا يخشى الابتزاز، وأن مثل هذه الأعمال لن تغير من موقفه أو تدفعه للتراجع عن مقاومة الإرهاب. وأكد عبدالله الثاني، الذي قدم العزاء لأسر الضحايا، أن الأردن ربما يكون مستهدفاً أكثر من غيره لأسباب كثيرة "منها دوره ورسالته في الدفاع عن جوهر الإسلام.. دين الاعتدال والتسامح ومحاربة الإرهابيين الذين يقتلون باسم الإسلام، وهو منهم براء." وأشار إلى أن الأردن ليس البلد الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه التفجيرات الانتحارية، فكثير من دول العالم تعرض لها. وأكد العاهل الأردني أن "كل عمل إجرامي يتعرض له الأردن، يزيد موقفنا في التصدي لكل من يحاول العبث بأمن البلد واستقراره." ودعا ملك الأردن المواطنين إلى المساعدة في حماية بلدهم، قائلاً "أرجو من كل مواطن أن يعتبر نفسه جندي أمن وعليه مسؤولية في حماية بلده، ولذلك فإن المطلوب هو المزيد من الحذر والانتباه والتعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية لإحباط محاولات العبث في استقرار البلد وأمنه." من جهة ثانية، وعلى الصعيد نفسه، أكدت مصادر أردنية أن الانفجار الذي ضرب فندق "ديز إن"، لم يكن جراء سيارة مفخخة، وإنما جاء نتيجة عمل انتحاري نفذه شخص خارج الفندق بعد أن فشل في تنفيذ عمليته في الداخل. وكانت العاصمة الأردنية عمّان قد بدأت تلملم جراحها عقب تفجيرات 9/11 التي استهدفت ثلاثة فنادق أمريكية هي "الحياة" وراديسون ساس" و "ديز إن" والتي وقعت في غضون 15 دقيقة، وأسفرت عن سقوط 56 قتيلا على الأقل، وأكثر من 93 جريحا. إلى ذلك تبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في بيان إلكتروني، الخميس مسؤولية التفجيرات الثلاثة في فنادق العاصمة الأردنية. وقال البيان إن مجموعة من "أفضل ليوثنا" شنت هجوما جديدا على الفنادق الثلاثة، التي تحولت إلى ساحة خلفية "لأعداء الدين واليهود والصليبيين." وأكد البيان أن الأهداف الثلاثة تمّ دراستها ومراقبتها، وأنه رغم إجراءات الأمن "التي وفّرها الخائنُ ابن الخائن لحماية هذه الأوكار، استطاع جُند القاعدة الوصول لأهدافهم وتنفيذها، حسبما تأكّد لنا من أنباء، وستُعلن تفاصيل الغزوة ومنفذيها لاحقا." هذا ولم يتسن التأكد بعد وبشكل مستقل من صحة البيان. وكان عبدالله الثاني قد أدان في بيان مساء الأربعاء، التفجيرات، مؤكدا أن الأردن "صامد" وأن العدالة ستكون في أعقاب الجناة. وأضاف العاهل الأردني "أن هذه الأعمال الإرهابية لن تثني الأردن عن القيام بدوره في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجماعات الإرهابية المجرمة ومن يقف خلفها أو يبرر أعمالها." وقال إن "يد العدالة ستنال من المجرمين الذين استهدفوا بأعمالهم الجبانة المدنيين الأبرياء الأمنين" مضيفا أن "الأردن سيبقى بلدا آمنا مستقرا وان هذه الأعمال الإرهابية لا تمثل القيم للأردن وشعبه." وفيما نحى عدد من المسؤولين الأردنيين باللائمة بوقوع التفجيرات الانتحارية على منظمات على علاقة بالإرهاب، قال مسؤولون أردنيون في السفارة الأردنية بواشنطن إن التفجيرات جاءت دون أي سابق تحذير. وعقب اجتماع طارئ للحكومة الأردنية إثر التفجيرات، قال نائب رئيس الوزراء الأردني مروان المعشر، إن زعيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي هو المشتبه به الرئيسي في التفجيرات الثلاثة. وقال المعشر لشبكة CNN "القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي تورطوا قطعا في الهجمات الصاروخية في العقبة منذ بضعة أشهر، وكما تعملون فاني أعتقد انه المشتبه به الرئيسي في هذه الحالة أيضا، لكن لا يمكنني أن أقول ذلك على وجه اليقين." هذا وقد أعلن رئيس الوزراء الأردني عدنان بدران إغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية اليوم (الخميس) فيما نقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن عددا من الهيئات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني الأردنية تعتزم تنظيم مسيرات في العاصمة عمان وعدد من المدن الأردنية غدا الخميس احتجاجا على التفجيرات الإرهابية. وفي ردود الفعل الدولية والعربية على تفجيرات 9/11 الإرهابية بعمّان، وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش الهجمات "بالإرهابية" و "البربرية"، وعرض تقديم العون في ملاحقة الجناة. وأضاف "تظهر هذه الأعمال الوحشية مرة أخرى القسوة الرهيبة للإرهابيين ومبلغ الضرر الذي يلحقونه بالمجتمع المتحضر." وقال بوش "إلى شعب الأردن والملك عبد الله نتعهد بدعمنا الكامل في جهودهم لمقاضاة الإرهابيين. فالأردن حليف رئيسي في الحرب على الإرهاب وسوف يحظى بكل معونة يمكننا تقديمها." بدورها نددت الخارجية الأمريكية بالتفجيرات. وأدانت وزير الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس "التفجيرات الإرهابية ضد الأبرياء والتي تنتهك كل المعتقدات والأعراف." وقالت إن الولاياتالمتحدة لم تجد حليفا أقرب من الأردن في الحرب على الإرهاب، مؤكدة أن الأردن بدوره لن يجد صديقا أفضل من الولاياتالمتحدة في هذه الأوقات الصعبة. كذلك ندد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، الذي يزور السعودية، بالتفجيرات الإرهابية. وأكدت مصادر أردنية مطلعة أن عنان سيقوم بزيارة الأردن، رغم التفجيرات. وكانت وكالات الأنباء قد نقلت خبراً مفاده أن الأمين العام للأمم المتحدة ألغى خططا لزيارة عمان الخميس بعد التفجيرات. وندد عنان في بيان بشدة "بالتفجيرات الإرهابية" في عمان وبعث بتعازيه إلى عائلات الضحايا وشعب الأردن وحكومته. وعبر عنان عن أمله أن تحفز تلك الهجمات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإتمام العمل "في أقرب وقت ممكن" بشان معاهدة دولية شاملة تعثرت طويلا لمكافحة الإرهاب يجري صياغتها في نيويورك. صالة استقبال فندق راديسون ساس الذي استهدف وتهدف مسودة "المعاهدة الشاملة بشان الإرهاب الدولي" إلى تزويد الدول بوسائل جديدة وإطار قانوني قوي لمكافحة الإرهاب بشكل جماعي لكنها تعثرت طويلا منذ اقترحتها الهند أول مرة عام 1996. وأدان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة التفجيرات، الأربعاء. وقالت وكالة أنباء الإمارات إن الرئيس الإماراتي "أدان بكل قوة وشدة الاعتداءات الإرهابية الإجرامية التي عصفت بالعاصمة الأردنية." وقدم خليفة تعازيه إلى الملك عبد الله وإلى حكومة الأردن وشعبه وذوي الضحايا. كذلك أدان رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التفجيرات، وأعرب في برقية تعزية للعاهل الأردني عن استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لأعمال التفجيرات. وأعلنت القيادة الفلسطينية الأربعاء، الحداد العام في الأراضي الفلسطينية، لمدة ثلاثة أيام، حداداً على ضحايا التفجيرات الإرهابية، التي شهدتها العاصمة الأردنية عمان. وكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، دان بشدة الاعتداءات واصفاً إياها بالجريمة ضد الإنسانية. وأدانت الخارجية السورية التفجيرات. وأعربت في بيان عن تعاطفها وتضامنها مع الأردن، حكومة وشعبا. بدورها أصدرت إدارات الفنادق العالمية التي استُهدفت بالتفجيرات بيانات تدين العمل الإرهابي، مقدمة تعازيها وتعاطفها لأسر الضحايا. أما قائمة الضحايا فشملت عددا من المسؤولين الفلسطينيين والصينيين. وبين القتلى الفلسطينيين الأربعة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية الجنرال بشير نافع فضلا عن ثلاثة مسؤولين آخرين بينهم شقيق رئيس مجلس النواب الفلسطيني. وكان المسؤولون الفلسطينيون في فندق "حياة" ساعة الانفجار، وكانوا في طريقهم إلى الأراضي الفلسطينية قادمين من العاصمة المصرية القاهرة. أما القتلى الصينيين الثلاثة، فضلا عن جريح رابع، فيمثلون وفدا رسميا تابعا لجامعة الدفاع القومي الصينية، وكانوا يقيمون في احد الفنادق الثلاثة المستهدفة. هذا ولم تحدد وكالة الأنباء الصينية "شنخوا" أي فندق من الثلاثة كان ينزل فيه الضحايا.