توقع جاي كاروسو مدير إدارة معلومات الطاقة في وزارة الطاقة الأميركية أن يصل سعر نفط خام غرب تكساس المتوسط الذي يقارب 58 دولاراً للبرميل عام 2005، إلى ما بين 64 الى 65 دولاراً للبرميل عام 2006 على اعتبار مجموعة من العوامل منها حدوث إعصاري كاترينا وريتا فضلا عن جملة من العوامل الدولية، مثل انخفاض القدرة الإنتاجية الاحتياطية للنفط وانخفاض نمو الإمدادات وغير ذلك من حالات الغموض وعدم الاستقرار، إلى وضع حرج في الأسواق العالمية. وقال كاروسو في محاضرته في مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية التي حملت عنوان "أسواق النفط العالمية، والطلب الأميركي على النفط، وآثار إعصار كاترينا" ان عملية استعادة البنية التحتية الاميركية للطاقة التي تأثرت بالإعصار سوف تستغرق شهوراً عديدة، لكن من المفترض أن تتم استعادة جزء كبير منها بحلول نهاية عام 2005، مشيرا الى ان إعادة تشغيل مصفاتي تكرير رئيسيتين إحداهما في غرب لويزيانا والأخرى في باسكاجولا بولاية الميسيسيبي، خلال الأسبوع الأول من تشرين أول (أكتوبر) يعد أمراً مشجعاً، كما هو الأمر بالنسبة إلى استئناف تشغيل مصفاة هنري هب، وإن كان على نطاق محدود. واعرب كاروسو عن توقعاته بأن تبقى أسعار المنتجات النفطية والغاز الطبيعي مرتفعة بسبب الخسائر في الإمدادات الناجمة عن الإعصار وإمدادات الخام الدولية المحدودة. اضافة الى التأثر المتوقع للطقس الذي سيسود خلال الشتاء في زيادة الطلب على الطاقة حيث انه في حالة الطقس القياسية، من المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار الغاز الطبيعي في هنري هب نحو 9 دولارات لكل ألف قدم مكعبة خلال عام 2005، ونحو 8.70 دولارات لكل ألف قدم مكعبة خلال عام 2006. كما يتوقع أن يبلغ متوسط أسعار تجزئة البنزين 2.35 دولار تقريباً للجالون خلال ما تبقى من عام 2005 ونحو 2.45 دولار خلال 2006. كذلك من المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار الكهرباء للمساكن 9.3 سنتات للكيلوواط الساعي عام 2005 ونحو 9.5 سنتات للكيلوواط الساعي عام 2006، مع فروق كبيرة بين المناطق بحسب مزيج الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء في كل منطقة. أما في سيناريو الطقس الأكثر برودة، فإن أسعار الغاز الطبيعي والمنتجات النفطية المتوقعة كافة ستكون أعلى بكثير علما بأن الإدارة الجغرافية البحرية والجوية القومية الأميركية تتوقع شتاء قارساً أبرد بنسبة 0.4% في الولايات الثماني والأربعين الدنيا (من حيث أيام درجات التدفئة) مقارنة بطقس الشتاء المعتاد مما سيجعل شتاءها هذا العام أبرد بنسبة 3.2% مما كان عليه في العام الماضي. ومن المتوقع أن تزداد نفقات تدفئة السكن بالنسبة إلى جميع أنواع الوقود بالمقارنة مع شتاء العام الماضي. لكن مصاريف الوقود لكل بيت تعتمد اعتماداً كبيراً على أحوال الطقس المحلي، وعلى حجم كل بيت وأجهزة التدفئة فيه وكفاءتها، كما تعتمد على مستويات ضبط منظم الحرارة (الثرموستات). واشار مدير ادارة معلومات الطاقة في وزارة الطاقة الاميركية الى انه من المتوقع أن يتراجع الطلب على الطاقة في الولاياتالمتحدة الأميركية من 25.2 كادرليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الثالث من عام 2005 إلى 25.1 كادرليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الأخير من العام نفسه نتيجة الدمار الذي سببه الإعصار وارتفاع أسعار الوقود. وكان متوقعاً أن يزداد الطلب الإجمالي على الطاقة بنسبة 0.3% بين عامي 2004 و2005، بالمقارنة مع نسبة 1.5% خلال الفترة 2003-2004، بينما يتوقع أن يستعيد نمو الطلب مستواه عام 2006. وخلص كاروسو في نهاية محاضرته الى إن توقعات سوق الطاقة يشوبها كثير من الغموض، وتعتبر توقعات الأسعار غير يقينية بصورة خاصة لأن التغيرات الصغيرة سواء في العرض أو الطلب، وكلاهما لا يتأثر نسبياً بتغيرات الأسعار في بيئة السوق الحالية، اذ يمكن أن تقتضي حدوث تحركات كبرى في الأسعار لاستعادة التوازن بين العرض والطلب. المصدر : ايلاف