أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، اليوم الخميس أن قرار إسرائيل إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين في البلدة القديمة في القدس غداة هجوم استهدف ناشطاً يمينياً، يأتي "بمثابة إعلان حرب" على الشعب الفلسطيني. وقال أبو ردينة: "استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي الخطير بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الأمتين العربية والإسلامية". هذا، وعلمت قناة "العربية" أن الأردن أجرى صباح اليوم اتصالات عاجلة مع الحكومة الإسرائيلية، مرّر خلالها رسالة احتجاج غاضبة، محذراً من خطوة إغلاق الأقصى أمام المسلمين واعتبرها خرقاً لاتفاقيات "وادي عربة"، كما حذر من أي تغيير إسرائيلي في الوضع القائم في الحرم القدسي، ما قد يشعل فتيل حرب دينية في المنطقة. وأوضحت إسرائيل في المقابل أن إغلاق الأقصى خطوة مؤقتة واحترازية لمنع انفجار الأوضاع ميدانياً بفعل التوتر بين اليهود والعرب، وأنها لا تنوي إدخال أي تغيير على الوضع السائد في المكان. هذا وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، "بزيادة مهمة" في أعداد رجال الشرطة الذين سيتم نشرهم في القدس. وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو: "أمرت بزيادة مهمة في القوات بالإضافة إلى الوسائل (التي سيتم توفيرها لهم) لنتمكن من ضمان أمن القدس والإبقاء على الوضع الحالي في الأماكن المقدسة". وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أغلقت الحرم القدسي الشريف أمام جميع المصلين والزائرين حتى إشعار آخر، في خطوة نادرة للغاية لمنع احتكاكات بين المسلمين واليهود، بعد أن حثّ نشطاء إسرائيليون من أقصى اليمين أنصارهم على التوجه بأعداد كبيرة، اليوم الخميس، إلى الموقع في أعقاب إطلاق الرصاص على رجل يهودي. القرار الإسرائيلي جاء بعد إطلاق النار على يميني متطرف من قبل فلسطيني قتلته لاحقاً الشرطة الإسرائيلية. من جانبه أكد سماحة الشيخ يوسف ادعيس وزبر الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين بأن إغلاق المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم للمرة الأولى منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس في العام 1967م ما هو إلا مؤامرة جديدة لتقسيمه زمنياً ومكانياً، داعياً للانتباه بشكل واضح لهذه الخطوة الخطيرة التي تمس حق المسلمين الخالص في المسجد الأقصى سواء دينياً أو سياسياً أو قانونياً. وقال ادعيس بأن عملية الاغلاق الإسرائيلي للمسجد الأقصى والتي جاءت تحت حجج واهية تعيد للأذهان الممارسات الإسرائيلية التي تمت بعد المجزرة المؤلمة التي حدثت في المسجد الإبراهيمي في العام 1994م وقررت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقسيمه زمانياً ومكانياً. وأضاف ادعيس بأن الممارسات الإسرائيلية منذ فترة طويلة كطرح القوانين الخاصة بالسيادة على الأقصى ومنع رفع الأذان والتعرض للمرابطين وضربهم وطردهم من الأقصى تدفع المنطقة للعنف ولتأجيج الأجواء في محاولة لتكريس حرب دينية ستشمل المنطقة أجمع ستضع العالم أمام تحديات خطيرة وإشكالية هو في غنى عنها، مرحباً بالمواقف الجريئة من قبل الاتحاد الأوروبي، واليونسكو بضرورة إبقاء الحال في المسجد الأقصى على ما هو عليه منذ الاحتلال الإسرائيلي له في العام 67. وطالب ادعيس المؤمنين بالمرابطة في المسجد الأقصى وكسر هذا الإجراء الظالم والذي يعبر عن اضطهاد ديني في حق المؤمنين المسلمين والذي يأتي بعد ضغوطات كبيرة من المجتمع الدولي على حكومة الاحتلال لإيقاف ممارساتها العنصرية .