تستأنف يوم الاثنين محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من زملائه المتهمين في محكمة تحت حراسة مشددة في بغداد مع انضمام وزير العدل الأمريكي السابق رامزي كلارك لفريق الدفاع عن الزعيم المخلوع. وقال كلارك الشخصية المثيرة للجدل الذي كان وزيرا للعدل في الولاياتالمتحدة في أواخر الستينات قبل ان يصبح ناشطا معاديا لحرب فيتنام ومدافعا عن شخصيات بينها سلوبودان ميلوسفيتش انه يأمل ان يُعزز الدفاع عن صدام. وقال كلارك (77 عاما) لرويترز في عمان يوم الاحد قبل ان يتوجه جوا الى العاصمة العراقية "خطتنا هي التوجه للمحكمة في بغداد صباح الاثنين... لدعم الدفاع. المحاكمة النزيهة في هذه القضية أمر لابد منه من أجل اثبات الحقيقة التاريخية لما حدث بالفعل." "من الضروري للغاية أن تكون المحكمة شرعية في تكوينها. المحكمة لا تكون محكمة ما لم تكن بمعزل تام عن أي ضغوط وقوى خارجية." وسينضم الى كلارك وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي مما يضفى طابعا دوليا على الاجراءات التي لا تزال حتى الان تجري كعمل عراقي خالص. ولم يتضح ما اذا كان رئيس هيئة القضاة في المحاكمة رزكار محمد امين سيسمح لكلارك والنعيمي بدخول قاعة المحكمة الا ان متحدثة باسم فريق الدفاع قالت ان المستشارين الامريكيين للمحكمة وافقوا بالفعل على حضورهما. وبدأت المحاكمة يوم 19 اكتوبر تشرين الاول لكنها تستأنف بعد تأجيل استمر 40 يوما منحت لفريق الدفاع كي يجد وقتا للاعداد للمحاكمة التي تتضمن اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وضاع معظم هذه الفترة في قضايا امنية بعد مقتل احد محامي الدفاع في اليوم التالي لبدء المحاكمة وقتل آخر في أوائل نوفمبر تشرين الثاني مما دفع الاجراءات الى حالة من الفوضى. وهرب محام ثالث من العراق بعد تهديدات بالقتل. ويواجه صدام والاخرون تهمة اصدار الامر وتنفيذ عملية قتل 148 رجلا من بلدة الدجيل شمال بغداد في اعقاب محاولة فاشلة لاغتيال صدام في عام 1982. ولم يوافق المحامون المستمرون في تمثيل المتهمين الثمانية على العودة الى المحكمة الا بعد تقديم تعهدات امنية وذلك على الرغم من انه لم يتم الكشف عن تفاصيل الحماية التي قدمت لهم. وقال خالد الدليمي كبير محامي صدام لرويترز في الاسبوع الماضي ان احد الاسباب التي دفعته لاتخاذ قرار العودة هو ان المحكمة العراقية العليا الهيئة التي تمولها الولاياتالمتحدة قالت انها سوف تعين محاميها "الموجودين في حالة تأهب" للدفاع اذا لم يظهر فريق الدفاع المعتاد في المحكمة. ومن المتوقع ان يشهد يوم الاثنين تحرك المحاكمة نحو مرحلة جديدة مثيرة حيث يمثل الشهود في المحكمة للمرة الاولى. ولما كان الأمن له الأولوية فسوف تعطى بعض شهادات الادعاء على الأقل من خلف ستارة واقية. وقال مقيمون في الدجيل لمصور رويترز هناك يوم السبت انه صدرت تهديدات القتل بالفعل ضد بعض الشهود. ومن المتوقع ان تستمر المحاكمة ثلاثة أيام على الاقل مع ان القاضي سوف ينظر في طلب الدفاع بتأجيل اخر. وقال احد محامي الدفاع لرويترز ان الفريق سيسعى الى تأجيل لثلاثة شهور أخرى. وحتى اذا استمرت المحاكمة دون تأجيل هذا الاسبوع فمن المتوقع على نطاق واسع انها ستتوقف في أوائل ديسمبر كانون الاول حيث تستعد البلاد للانتخابات الوطنية. والى جانب اغتيال اثنين من محامي الدفاع فان الاخرين المشاركين في المحاكمة مستهدفون من جانب المسلحين. وقال قائد شرطة عراقي لرويترز يوم الاحد انه تم احتجاز ثمانية اشخاص في مدينة كركوك الشمالية واعترفوا بانهم تآمروا لقتل رائد جوحي كبير محققي المحكمة الذي أعد القضية ضد صدام. وقال العقيد انور خضر محمد ان الرجال اعتقلوا قبل أربعة أيام. وقال انه عثر معهم على معدات لصنع القنابل وخرائط وخطاب من عزة ابراهيم الدوري مساعد صدام البارز يدعوهم فيه الى ملاحقة وقتل جوحي. ونجا جوحي بالفعل من محاولة لاغتياله. وهناك حراسة مشددة على جوحي وباقي اعضاء المحكمة بما في ذلك الهيئة القضائية المكونة من خمسة قضاة وكبير المدعين. وتقول جماعات حقوق الانسان والعدل انهم يشكون في امكانية سير المحكمة بشكل حر ونزيه في ظل الظروف الامنية المحفوفة بالمخاطر. وسيكونون داخل المحكمة لمراقبة المحاكمة يوم الاثنين.