تستأنف اليوم الاثنين محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه في قضية بلدة الدجيل حيث يتوقع الاستماع إلى خمسة شهود. وقال مصدر أميركي قريب من المحكمة العراقية الخاصة التي يمثل أمامها صدام إنه سيتم الاستماع إلى شهادة ما بين ثلاثة وخمسة شهود سيستوجبهم رئيس المحكمة زركار محمد أمين، مع دخول المحاكمة جلستها الثالثة منذ بدئها في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول بعد نحو عامين من اعتقال صدام. وتستأنف المحاكمة في نحو الساعة العاشرة صباحا (السابعة بتوقيت غرينتش) وربما تستمر ثلاثة أيام اذ سيمثل أمام المحكمة ما يصل إلى 11 شاهدا. وسيخفي ثمانية شهود هوياتهم بطريقة أو باخرى وهو أسلوب قد يثير شكوكا بشأن امكانية وصول الدفاع إلى الشهود الذين لا تعرف أسماءهم ولا وجوههم. وتأجلت أعمال الجلسة الثانية في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني لمدة أسبوع لمنح اثنين من المتهمين الثمانية الوقت لإيجاد محامين جدد بعد أن أغتيل اثنان من فريق الدفاع وهرب ثالث من البلاد خوفا على حياته. وحسب نفس المصدر فإن اثنين من الشهود العشرة وافقا على تصويرهما بدون تغطية وجهيهما, وستة سيدلون بإفاداتهم غير مقنعين لكنهم يرفضون الظهور في التلفزيون, في حين سيدلي الاثنان الباقيان بأقوالهما من وراء ستار. وكان صدام ومعاونوه مثلوا الأسبوع الماضي أمام المحكمة ثلاث ساعات، لكن رئيس المحكمة أرجأ المحاكمة إلى اليوم لتمكين فريق الدفاع من تدارك النقص الحاصل في صفوفه. وقبل استئناف المحاكمة تنحى أحد القضاة الخمسة لأن أحد المتهمين في القضية له علاقة بمقتل شقيقه وذلك بسبب احتمال تضارب المصالح. وقال مسؤول أميركي إن قاضيا بديلا مستعد لشغل مكانه وسيعلن التغيير عندما تعود المحكمة إلى الانعقاد اليوم. وتستأنف محاكمة صدام وسط انتقادات بشأن وتيرة المحاكمة وشرعيتها. ويتوقع مسؤولون مقربون من المحكمة أن تستمر الجلسات أربعة أيام متتالية. وقال المكلف بحقوق الإنسان في البعثة الأممية بالعراق جون باس إن الظروف الأمنية والقانونية التي تجري فيها محاكمة صدام ومعاونيه لا ترقى إلى المعايير الدولية، مشيرا إلى أن شرعية المحكمة في حاجة إلى تمحيص. من جانبها تطالب مؤسسات حقوقية بأن تجرى محاكمة صدام على غرار قضايا جرائم الحرب في رواندا ويوغوسلافيا السابقة المعروضة أمام هيئات دولية مثل محكمة الجنايات الدولية. وفي السياق نفسه قال مصدر أمني عراقي إنه تم إفشال محاولة لقصف مبنى المحكمة من قبل جماعة مسلحة. وأوضح مجلس الأمن القومي أن قوات الأمن العراقية كشفت عن هذه العملية التي كانت تخطط لها عناصر تابعة لمنظمة كتائب ثورة العشرين عبر شن هجمات صاروخية خلال محاكمة صدام حسين. وقبل استئناف المحاكمة كان من المتوقع أن يلتقي وزير العدل الأميركي الأسبق رمزي كلارك صدام حسين باعتباره عضوا في فريق الدفاع عنه وذلك قبل استئناف محاكمته اليوم. وأشار كلارك إلى أن هذا اللقاء -وهو الثاني بينهما خلال أسبوع- سيكون أول فرصة سيتحدث فيها مع صدام حسين بشأن ملابسات محاكمته. وشدد كلارك على ضرورة توفير الحماية لأعضاء فريق الدفاع خاصة بعد مقتل اثنين منهم، مشيرا إلى أن مرافعته ستنصب حول قانونية المحكمة التي يمثل أمامها صدام حسين. وكان وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي الذي انضم لفريق الدفاع كمستشار، قد شكك في شرعية المحكمة التي يمثل أمامها الرئيس العراقي. ويواجه صدام ومساعدوه تهمة إصدار أوامر بقتل 148 عراقيا من مدينة الدجيل شمال بغداد عقب محاولة فاشلة لاغتياله عام 1982. وقد تصل عقوبة صدام وباقي المتهمين إلى الإعدام شنقا في حالة الإدانة الجزيرة + الوكالات