انتهت أمس المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات التشريعية المصرية دون ظهور نتائج أولية لعملية انتخاب 136 من أصل نواب البرلمان ال 445. وعزا مراسل الجزيرة التأخر في إعلان النتائج إلى عرقلة الناخبين الذين تجمعوا للإدلاء بأصواتهم في بعض الدوائر، إضافة إلى أعمال العنف التي صاحبت عمليات التصويت ببعض المحافظات. وشهدت الانتخابات التي شملت محافظات الدقهلية والقليوبية والشرقية ودمياط وكفر الشيخ وسوهاج وأسوان والبحر الأحمر وشمال/ جنوبسيناء تدخلا واسعا للشرطة لمنع الناخبين من دخول العديد من مكاتب الاقتراع، ما أدى إلى مواجهات بإحدى الدوائر قتل خلالها شخص بالرصاص فيما أشارت التقارير اليوم الى مصرع آخر. وذكرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن قوات الأمن التي حالت دون وصول ناخبين إلى أحد مراكز الاقتراع، قتلت مؤيدا للمرشح الناصري حمدين صباحي بمدينة بلطيم الواقعة على البحر المتوسط وأصابت عشرات آخرين، لكن وزارة الداخلية قالت إن القتيل سقط في اشتباك بين أنصار صباحي ومرشح الحزب الوطني. وأوضح شهود عيان أن قوات مكافحة الشغب طوقت لجان انتخاب بدلتا النيل ولم تسمح إلا بدخول أعداد قليلة من الناخبين عبر طوابير من الجنود. واشتبك الناخبون مع قوات الامن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع في مناطق كثيرة. وذكرت مصادر طبية أن أكثر من 70 شخصا نقلوا إلى مستشفيات محافظة كفر الشيخ بعضهم مصاب بالرصاص وآخرون باختناقات جراء القنابل المسيلة للدموع. وأفاد مراسل الجزيرة بأن نائب السفير البريطاني بالقاهرة تفقد عددا من لجان التصويت في محافظتي الدقهلية وكفر الشيخ، ولم تعرف أسباب هذه الزيارة. وفي المنصورة شمال القاهرة وقعت مصادمات عنيفة بين أنصار مرشحي الحزب الوطني والإخوان المسلمين أمام إحدى اللجان بدائرة بندر المنصورة، أسفرت عن وقوع إصابات عديدة. وقال مؤيدو الإخوان إن قوات الأمن المركزي منعتهم من الإدلاء بأصواتهم الأمر الذي يعزز من فرص مرشح الحزب الوطني أمام مرشح الجماعة، وهو ما نفاه مسؤولو الشرطة بالمدينة. واحتجاجا على هذه الأحداث طلب نادي القضاة بمصر من أعضائه الذين يشرفون على الانتخابات النيابية، الانسحاب من لجان الاقتراع إذا استحال قيامهم بعملهم بسبب قيام الشرطة منع الناخبين من الاقتراع. ومن جهته أكد المستشار هشام بسطويسي وهو عضو آخر بلجنة مراقبة الانتخابات بنادي القضاة أن "خمسة قضاة انسحبوا بالفعل وحملوا صناديق الاقتراع معهم إلى مقر اللجنة العامة بالمنصورة (محافظة الدقهلية)" بمنطقة الدلتا شمال القاهرة. وأضاف أن ثلاثة قضاة ممن يشرفون على الانتخابات تعرضوا للضرب، وهم خالد عبد العزيز وأحمد عبد العزيز في مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية وعماد شفيق عون في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية. وعلى صعيد النتائج أفاد مراسل الجزيرة في القاهرة بأن ستة من مرشحي الإخوان المسلمين يحققون تقدما بهذه الجولة، مشيرا إلى أن 25 من مرشحي الحركة و3 من الناصريين و3 من الوفد سيدخلون جولة الإعادة المقررة الأربعاء المقبل. وأكد الموقع الإلكتروني للإخوان على الإنترنت أن 19 من مرشحي الحركة سيخوضون جولة الإعادة، مشيرا إلى "غلبة الإعادة على معظم الدوائر". ويتنافس بهذه المرحلة 1746 مرشحا في 68 دائرة من أجل نيل 136 مقعدا تمثل نحو ربع عدد مقاعد البرلمان المصري. ويتقدم باسم الحزب الوطني الحاكم 136 مرشحا مقابل 49 مرشحا من جماعة الإخوان المسلمين و225 من المعارضة و1500 من المستقلين. وكان الإخوان حققوا انتصارا تاريخيا خلال المرحلتين الأولى والثانية بفوزهم ب 76 مقعدا وهو ما يمثل ربع مقاعد مجلس الشعب التي تم حسمها خلال هاتين المرحلتين, بينما حصد الحزب الحاكم حتى الآن 214 مقعدا وفازت المعارضة بعشرة فقط.