أغلقت مراكز الاقتراع مساء الأربعاء أبوبها في ختام جولة الإعادة من مرحلة الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة والتي شهدت تضييقا ضد الناخبين وأعمال عنف واسعة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح 600 آخرين إضافة إلى اعتقال العشرات من قبل قوات الأمن. وأكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها مصرع شخصين وإصابة ثالث بمحافظة دمياط خلال مرحلة الإعادة من الجولة الثالثة للانتخابات واتهمت الداخلية أنصار الإخوان المسلمين بإطلاق الأعيرة النارية من على أسطح المنازل. وأشار البيان إلى أن قوات الأمن اعتقلت نحو 80 شخصا خلال اليوم الانتخابي وتبحث عن القيادي الإخواني حسن محمد الحيوان الذي اتهمه البيان أنه سعى لتدبير كمية من الأسلحة لدعم مرشح إخواني. ونفت الداخلية المصرية تدخل قوات الأمن في سير العملية الانتخابية. لكن المتحدث باسم الإخوان المسلمين عصام العريان قال إن القتيلين من أنصار جماعته وأنهما قتلا أثناء مصادمات مع الشرطة بسبب منع الناخبين من دخول مراكز اقتراع كما أشار شهود عيان إلى أن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في المنطقة. كما أشارت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان مقتل ناخب ثالث في دمياط، لكن لم يتسن تأكيد ذلك من مصدر طبي. من جهته قال مراسل الجزيرة في الشرقية إن قوات الأمن أطلقت الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق الناخبين, بالإضافة إلى رش النساء بالماء الكاوي بمدرسة الناصرية في مدينة الزقازيق. وقالت مصادر طبية إن ثلاثة ناخبين قتلوا في محافظة الشرقية جراء أعمال العنف واستنشاق الغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الأمن. وقالت مراسلة الجزيرة في الدقهلية إنها اضطرت للانتقال من مدينة دمياط بعد أن اعترضت قوات الأمن لطاقم القناة وداهمت محطة الإرسال، كما حاولت تلك القوات الحصول على شريط للجزيرة دون جدوى واحتجزت سيارة الجزيرة. وأضافت أنها تلقت شكاوى من منظمات مدنية ومن الناخبين تحدثوا فيها عن إصابات العشرات في أكثر من دائرة وحدوث اختناقات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع, مشيرة إلى وقوع تسع حالات إصابة في المطرية ثلاث منها خطيرة تم نقلها للمستشفى. وقررت اللجنة العليا للانتخابات تأجيل الانتخابات في ست دوائر يمثلها 12 نائبا تنفيذا لأحكام قضائية ولم يتحدد بعد موعد جديد لإجرائها. وبذلك يخوض جولة الإعادة 32 مرشحا عن الإخوان المسلمين و92 عن الحزب الوطني الحاكم واثنان عن حزب الوفد المعارض ومثلهما عن الكرامة وهو حزب تحت التأسيس، ومرشح واحد من الحزب الناصري المعارض، و120 مرشحا مستقلا يتوقع أن ينضم الفائزون منهم إلى الحزب الحاكم فيما بعد. وتجرى هذه الجولة من الانتخابات في تسع محافظات هي الشرقية والدقهلية وكفر الشيخ ودمياط وسوهاج وأسوان والبحر الأحمر وجنوب سيناء وشمال سيناء. وشهدت المرحلتان السابقتان فوز الإخوان المسلمين ب 76 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 454 مقعدا, وتؤكد الجماعة أن المكاسب التي حققتها أثارت حملة ضدها. من جانبها أعربت الولاياتالمتحدة أمس عن قلقها البالغ بشأن سير الانتخابات المصرية والتي شهدت اعتقالات واسعة بصفوف جماعة الإخوان المسلمين وأعمال عنف. وقال آدم إيرلي نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية "شهدنا عددا من التطورات خلال الأسابيع القليلة الماضية أثناء الانتخابات البرلمانية تثير مخاوف جدية حول مسيرة الإصلاحات السياسية في مصر".