ابلغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان دول منظمة التجارة العالمية في اجتماعهم الوزاري السادس المنعقد في هونج كونج في الفترة ما بين 13 - 18 ديسمبر أنه يتعين عليهم إحراز تقدم في محادثات تحرير التجارة المتعثرة هذا الأسبوع والإ أحبطوا آمال الملايين الذين يتطلعون الى انتزاع انفسهم من مستنقع الفقر. وفي كلمة ألقيت باسمه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري السادس لمنظمة التجارة العالمية في هونج كونج قال عنان ان الوقت فات لانتهاج سياسة حافة الهاوية في المعركة المستمرة منذ اربع سنوات للتوصل الى معاهدة لتعزيز الاقتصادات ومساعدة الملايين على الافلات من براثن الفقر من خلال مزيد من التجارة. وقال عنان في الكلمة التي القاها بالنيابة عنه سوباتشي بانيتشباكدي رئيس وكالة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (اونكتاد) ان عدم تحقيق مكاسب رئيسية هنا سيكون مصدر احباط حاد للفقراء في شتى انحاء العالم الذي يتطلعون الى انتزاع انفسهم من رقة الفقر. وتواجه المفاوضات خلافات عميقة بين الدول الغنية والققيرة منذ بدء جولة محادثات الدوحة في اواخر عام 2001 . وقد أعلن البنك الدولي مؤخراً وفق تقديرات لما يمكن ان تعنيه نتيجة ناجحة للمحادثات بالنسبة للاقتصاد العالمي في اجتماعات هونج كونج إلي انتهاء كل التعريفات والاعانات وبرامج الدعم الداخلي سيزيد إجمالي الدخل العالمي بمقدار 287 مليار دولار سنويا بحلول 2015، وسيذهب 201 مليار دولار من ذلك المبلغ الى الدول ذات الدخل المرتفع، وسيتراجع عدد من يعيشون على اقل من دولار يوميا بمقدار 32 مليون نسمة، وهو انخفاض بنسبة خمسة في المائة. وسيشمل اكبر الرابحين فيتنام وتايلند وكوريا الجنوبية وتايوان وسيكون التأثير هامشيا على الولاياتالمتحدة والصين. واشارت تقديرات البنك الدولي إلي أن الانقسامات السياسية العميقة تشير الى نتيجة اكثر تواضعا، ويرسم البنك ثلاثة سيناريوهات يمكن ان تضيف ما بين 96 مليار دولار و126 مليار دولار سنويا الى إجمالي الدخل العالمي بحلول 2015، اي زيادة تتراوح بين 23.0 % و30.0 في المائة، ويمكن ان تخفض عدد الفقراء بما بين 6.2 مليون و3.6 ملايين شخص.لأن الدول الفقيرة مرشحة لتحقيق اكبر مكسب من تحرير التجارة في السلع الزراعية، فإن مستويات الفقر يمكن ان تزيد فعليا اذا سمح للدول بتحديد 2 % فقط. من خطوط تعريفاتها باعتبارها منتجات حساسة واستثنائها من التحرير. ومن الجدير بالذكر كما تقول استراليا التي تطبق التجارة الحرة في المنتجات الزراعية ان كل بقرة تربى في الاتحاد الاوروبي تتمتع بدعم يبلغ 2.2 دولار يوميا، اي اكثر مما يحظى به 2.1 مليار نسمة من افقر الناس في العالم. وعلي جانب أخر فقد صرح باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية في خطابه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري السادس المنعقد في هونج كونج بأن على المفاوضين التجاريين التحضير للمخاطرة "لتحسين القوانين و تطبيق القرارات للحصول على تجارة حرة و عادلة" و أضاف " باختصار، إنها الفرصة الأفضل للتنمية و هي العمود الفقري لدورة الدوحة." وقد بدأ لامي خطابه بالتعبير عن تقديره و شكره للجهات المنظمة للمؤتمر و لمواطني هونج كونج لقيامهم بالترتيبات و التحضيرات للمؤتمر الوزاري و التي تؤكد على ضيافة و فعالية هذا البلد. وأوضح لامي بأنه و لتحقيق تطور المفاوضات و استكمالها في العام 2006، فعلى جميع الأعضاء دمج الآمال و الطاقات. أما عن الوضع الحالي، فقد ذكر لامي بأن القضايا و الشؤون المتعلقة بالمنظمة قد أصبحت غير متجانسة و أن النزاعات تتزايد كل يوم و بالرغم من ذلك فإن معظم القرارات تحترم و تطبق دون اللجوء إلى الثأر مما يؤكد على مصداقية آلية حل النزاع المتبعة لدى المنظمة. و ذكر لامي بأنه و على الرغم من عالمية المنظمة إلا أنها تعد مشروع صغير حيث وصلت ميزانيتها للعام 2006 ، 140 مليون دولار فقط أي خمس مرات أقل من ميزانية منظمات دولية كالإتحاد الدولي لكرة القدم و التي تصل إلى 700 مليون دولار . و أعرب لامي عن أمله بأن انضمام كلا من المملكة العربية السعودية و تانجو ستزيد من قوة المنظمة. و في ختام خطابه، قدم لامي نصيحة واحدة للمشاركين في المؤتمر و هي أن يتحلوا بالشجاعة و الجرأة و سعة الإدراك لتحقيق نهاية سعيدة لأجندة الدوحة للتنمية. كما حثهم على العمل الجاد و الإصغاء للآخرين و اتخاذ القرارات آخذين بعين الاعتبار أولادهم و أحفادهم. ومع تعثر المجالات الرئيسية لمحادثات التجارة يحول الوزراء تركيزهم في هونج كونج الى دعم تجارة افقر الدول النامية للتأكيد على ان هذه الدول ستستفيد ايضا من فتح الاسواق بشكل اكبر. وكانت ولم تزل دول العالم تأمل في التوصل لاتفاق نهائي قبل نهاية عام 2006. لكنها يئست منذ اسابيع من محاولة الاتفاق على الخطوط العريضة لذلك في هونج كونج بسبب خلافات عميقة بخصوص مدي الانفتاح التجاري في قطاعات الزراعة والخدمات والمصنوعات. وقال المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون انه يأمل في التوصل لاتفاق مبكر على برنامج التنمية بأرقام محددة لكل بلد. كما أعلنت اليابان التي تتعرض هي الاخرى لضغوط كي تقلل الرسوم الجمركية على الواردات الزراعية أنها ستقدم نحو عشرة مليارات دولار في شكل قروض وغيرها من المساعدات التجارية. ويواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطا قوية لاجراء تخفيضات في الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية اكثر من المتوسط الذي عرضه وهو 39 %. لكنه رفض التزحزح عن موقفه بغير تعهدات مقابلة من الدول النامية بفتح اسواقها امام البضائع الصناعية. ودعت مجموعة العشرين التي تقودها البرازيل في بيان يوم الثلاثاء الى وضع مسودة اتفاق لخفض الرسوم الجمركية الزراعية في الدول النامية بحلول ابريل نيسان.. وقالت المجموعة المؤلفة من دول نامية تمثل نحو 70 % من سكان الريف في العالم علينا ان نتحرك في الزراعة لكي تتحرك المجالات الاخرى. محيط: