اعلنت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي انه تمت اعادة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى غرفة العمليات مجددا الخميس 5- 1- 2006 بعد خضوعه لعملية طويلة اثر اصابته بنزيف حاد في الدماغ. وقال المصدر ان الاطباء اعادوا شارون الى غرفة العمليات بعد تصوير مقطعي. وكانت صحيفة هآرتس ذكرت في موقعها على شبكة الانترنت ارييل شارون الذي أُجريت له جراحة لاصابته بنزيف حاد في المخ أُصيب بالشلل في نصف جسمه. ونقلت الصحيفة عن مكتب شارون قوله انهم يأملون في حدوث "معجزة" تنقذ رئيس الوزراء لكن اطباء قالوا ان احتمالات شفائه "ضعيفة جدا". وقد نقل شارون البالغ من العمر 77 عاما في سيارة إسعاف من مزرعته في جنوب اسرائيل الى مستشفى الهداسا في القدس. وقد تسبب وفاته أو عجزه هزة سياسية في اسرائيل قبل الانتخابات العامة في 28 من مارس/ اذار والتي كان متوقعا ان يفوز فيها على أساس برنامج انتخابي يرمي الى إنهاء الصراع مع الفلسطينيين. وهو يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 2001 . وسوف تصاب الآمال في أي مفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية بنكسة أخرى. وقال شموئيل شابيرا مدير مستشفى الهداسا "انه أُصيب بنزيف حاد وشديد في المخ... والهدف من العملية الجراحية هو شفط النزيف. لدينا أكبر فريق يمكن ان يوفره الطب الاسرائيلي وأمهر الأطباء." وقال امين مجلس الوزراء اسرائيل ميمون للصحفيين خارج المستشفى ان سلطات شارون كرئيس للوزراء نُقلت بصورة مؤقتة الى نائبه ايهود اولمرت الذي سيعقد اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء في وقت لاحق يوم الخميس. ولم تظهر استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة ان اولمرت يعتبر خليفة لشارون على الاجل الطويل. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش وهو حليف مقرب لشارون "اننا نصلي من اجل شفائه". وقال بوش في بيان مكتوب "رئيس الوزراء شارون رجل شجاعة وسلام. ونيابة عن كل الامريكيين نبعث بأغلى التمنيات والاماني الى رئيس الوزراء وأسرته." وكان شارون الذي بعث الآمال في السلام في الشرق الاوسط بسحبه المستوطنين والجنود من قطاع غزة في سبتمبر ايلول الماضي مُنهيا 38 عاما من الحكم العسكري قد أُصيب بما قال أطباء انه جلطة خفيفة في المخ في 18 من ديسمبر كانون الاول. وكان مقررا ان تجرى له عملية يوم الخميس في مستشفى الهداسا لإصلاح ثقب صغير في القلب يعتقد انه ساهم في اصابته بجلطة الشهر الماضي. واظهرت استطلاعات الرأي انه من المنتظر ان يفوز في انتخابات مارس اذار زعيما لحزبه الجديد كديما الذي أسسه بعد انشقاقه على حزب ليكود اليميني في مواجهة تمرد حزبي على انسحابه من غزة. وكان قد بنى حملته الانتخابية على اساس برنامج يقوم على استعداد للتخلي عن مزيد من الاراضي المحتلة في الضفة الغربية كوسيلة لانهاء عقود من الصراع مع الفلسطينيين لكنه تعهد بابقاء قبضة اسرائيل على التكتلات الاستيطانية الكبيرة. وقال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني نبيل شعث ان حالة شارون تزيد من الشكوك التي تحيط بمستقبل عملية السلام. "من المنظور السياسي فانه سيزيد من حالة عدم اليقين التي نواجهها للعودة الى عملية السلام وقد تستمر هذه الحالة حتى مارس (موعد اجراء الانتخابات العامة في اسرائيل)." واضاف قوله "السيد شارون حقق بعض التقدم الطفيف لكنه لم يؤمن قط ... بعملية السلام... من المتعذر جدا التنبؤ بما سيحدث." وأوضحت حركة المقاومة الاسلامية حماس انها لن تاسف لوفاته اذا لم يبق على قيد الحياة بعد هذه الجلطة في المخ. وقال مشير المصري المتحدث باسم الحركة "لا شك ان الخريطة السياسية الصهيونية سوف تتغير بعد وفاته لكن المنطقة كلها ستكون احسن حالا في غيابه منها في حضوره لان شارون هو الذي نفذ المجازر والارهاب على مدى عقود في حق شعبنا." أرييل شارون جنرال المجازر وقد ارتبط اسم أرييل شارون في الأذهان بكل الحروب التي اندلعت بين العرب وإسرائيل بدءاً من عام 1948 حتى 1982. إضافة إلى ذلك فهو المسؤول الأول والمباشر عن عدة مجازر بحق الفلسطينيين مثل قبية عام 1953 وصبرا وشاتيلا 1982 وجنين 2001 وسواها من قمع الفلسطينيين، تلك المجازر ستظل دوماً الأسوأ في تاريخه العسكري والسياسي. ولد أرييل صموئيل مردخاي شرايبر (أرييل شارون) في قرية ميلان الفلسطينية -التي أصبحت فيما بعد تسمى مستوطنة كفار ملال- عام 1928 لأسرة من أصول بولندية عملت في مزارع الموشاف بفلسطين. التحق وهو في الرابعة عشرة من عمره بعصابة الهاغاناه، وقاد إحدى فرق المشاه في حرب 1948 وكان يبلغ العشرين من العمر وأصيب عدة مرات. ترأس عام 1953 وحدة للعمليات الخاصة أطلق عليها اسم الوحدة 101، كانت تتميز بتدريبات خاصة وشاقة وتتخصص في الغارات الليلية على مراكز المقاومة. وقد ضم إليها فيما بعد كتيبة المظليين التي أصبحت من أهم أجنحة جيش الاحتلال. وكان من أشهر عمليات الوحدة 101 في تلك الفترة ما بات يعرف في التاريخ الفلسطيني المعاصر بمجزرة قبية التي راح ضحيتها 69 قتيلاً معظمهم من المدنيين وهدم فيها 41 منزلاً. اختير رئيساً لشعبة التدريب بالجيش عام 1966، ثم رقي إلى رتبة جنرال عام 1967 حيث تولى قيادة القطاع الجنوبي، وترك الجيش عام 1972 ثم عاد إليه في العام التالي أثناء حرب 1973 التي كان له فيها دور مهم في عملية ثغرة الدفرسوار. شكل حزباً أواخر عام 1977 أسماه "سلام صهيون" فاز بمقعدين في الكنيست، ثم انضم بعد ذلك إلى ليكود. تولى في حكومة مناحيم بيغن منصب وزير الزراعة والاستيطان، وظل يشغل هذا المنصب إلى أن انتقل لشغل منصب وزير الدفاع عام 1982. قاد عام 1982 اجتياح لبنان لضرب المقاومة الفلسطينية وأثناء الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها قرابة ألفي لاجئ فلسطيني، وحمَّلت لجنة برلمانية تشكلت للتحقيق في تلك المجزرة شارون المسؤولية وترك منصبه. اختير بعد ذلك وزيراً للصناعة والتجارة في الفترة 1984 - 1988، ثم عين وزيراً للبناء والإسكان في الفترة 1998 - 1992، وتولى منصب وزير البنية التحتية في حكومة ليكود برئاسة بنيامين نتنياهو التي تشكلت إثر انتخابات عام 1996 حيث مكنه المنصب من تنفيذ مخططات لتوسيع المستوطنات اليهودية بالأراضي الفلسطينية.لمع نجمه مرة أخرى بتوليه حقيبة الخارجية في الحكومة نفسها من عام 1998 إلى 1999، وفي نفس السنة تولى زعمة ليكود خلفا لنتنياهو. فجرت زيارته للحرم القدسي الشريف في سبتمبر/ أيلول عام 2000 انتفاضة الأقصى. وفي انتخابات عام 2001 أطاح بزعيم العمل وقتها إيهود باراك، وتولى رئاسة الحكومة الائتلافية بين ليكود والعمل. وأطلق شارون منذ توليه رئاسة الحكومة سلسلة من العمليات العسكرية الموسعة ضد المناطق الفلسطينية في محاولة لقمع الانتفاضة، وراح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين. وفرضت حكومة شارون منذ 2001 حصارا على الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات داخل مقره برام الله حتى وفاة عرفات عام 2004. في سبتمبر/أيلول عام 2005 نفذ خطة الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة رغم المعارضة الشديدة من داخل حزبه ليكود. وبعد انسحاب وزراء العمل من حكومته، دعا شارون في نوفمبر/تشرين الثاني 2005 لانتخابات برلمانية مبكرة في مارس/آذار 2006. واستقال أيضا في نوفمبر/تشرين الثاني 2005 من ليكود وأسس حزبا جديدا أطلق عليه كاديما(إلى الأمام) واجتذب إليه عددا من الشخصيات البارزة في ليكود. الجزيرة + وكالات