كشفت دراسة طبية حديثة على أن الوزن الزائد يقلل من فرص النجاة بالنسبة للمريضات بسرطان الثدي مقارنة باللواتي يتمتعن بوزن طبيعي. وتأتي هذه النتائج التي تم التوصل إليها من دراسة أجريت على المريضات في الصين، لتشكل انعكاسا للدراسات التي أجريت بالدول الغربية حيث ارتبطت الأوزان الزائدة بوجود مخاطر كبيرة للوفاة نتيجة الإصابة بالمرض. إلا أن كافة الدراسات التي أجريت لم تتوصل جميعها إلى وجود مثل هذه العلاقة، كما أن أهمية الوزن وتأثيره على فرص نجاة النساء من الإصابة بسرطان الثدي لا تبدو واضحة بشكل تام. ومع ذلك فإن الباحثين في تلك الدراسة الجديدة، خلصوا إلى أن الأدلة بشكل عام ترجح أن الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يساعد في تحسين فرص النجاة من الإصابة بسرطان الثدي. إلا أن ما تضمنه البحث يشير إلى أن تجنب السمنة يجب أن يمثل "الأولوية الكبرى" ليس فقط لجموع السكان بشكل عام، ولكن للمصابات بسرطان الثدي. وقد تمت متابعة 1455 امرأة صينية بشكل جدي لمدة خمس سنوات عقب تشخيص حالاتهن على أنها إصابة بسرطان الثدي. وبينما لا تزال غالبية النساء على قيد الحياة عقب خمس سنوات فإن اللواتي كن يعانين من زيادة في الوزن وقت التشخيص أو بعدها بقليل يواجهن معدلات نجاة أقل من الموت. وأشارت الدراسة إلى أن 80% من النساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن على قيد الحياة مقابل 86.5% بين النساء النحيفات، و84% بين اللواتي يملن إلى أن يكن أكثر وزنا إلا أنهن يدخلن في نطاق الأوزان الطبيعية. وظلت الصلة بين وزن الجسم والبقاء على قيد الحياة قائمة عندما أخذ الباحثون في اعتبارهم عوامل مهمة تخص مخاطر الوفاة، مثل العمر وحجم الورم عند التشخيص ونوع العلاج الذي تتلقاه المريضات. ولم يتضح بشكل كامل السبب وراء كون الوزن الزائد يقلل من فرص المرأة المصابة بسرطان الثدي في البقاء على قيد الحياة. إلا أن الفريق وضع عدة احتمالات منها أن النساء البدينات يملن إلى تشخيص المرض لديهن في مراحل متأخرة، وذلك رغم أن الدراسة الحالية تفترض أن النساء البدينات يمتلكن فرصا ضعيفة حتى مع تشخيص المرض في مراحله المبكرة. وتشير نظرية أخرى إلى أن الدهون الزائدة في الجسم وعن طريق دعمها لمستويات هرموني الأستروجين والتستوستيرون وغيرها من الهرمونات، تساعد في الاسراع بنمو وانتشار أورام الثدي. كما ربطت بعض الدراسات بين الأوزان الزائدة وازدياد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي في المرتبة الأولى، إضافة إلى التأثيرات الهرمونية للدهون الزائدة في الجسم والتي يشتبه في أن يكون لها دور. وخلص الباحثون إلى أن النتائج الأخيرة تدعم فكرة أن التدخل باتجاه السيطرة على الوزن، يمكن أن يكون له تأثير فعلي ليس فقط على مدى حدوث الإصابة بالمرض ولكن على النجاة من الإصابة. رويترز