افادت مصادر إخبارية بأن الهيئة العليا لحزب الوفد المصرى المعارض قررت فصل رئيسه نعمان جمعة وتعيين نائبه محمود اباظة رئيسا للحزب بشكل مؤقت لمدة 60 يوم لحين عمل انتخابات جديدة لمنصب رئيس الحزب ،وتشير الانباء الى أن 20 من الاعضاء فى الهيئة العليا لحزب الوفد رفضوا القرار . ويقف معارضوه عند ثلاث نقاط أو تحفظات رئيسية عليه: الأول: المركزية الشديدة في اتخاذ القرار وإضعاف دور هيئات ولجان الحزب، مما أحدث تشققات كثيرة في صفوفه يخشى البعض أن تؤثر على مستقبله، فالمطالبة بالتغيير والإصلاح من الواجب أن تكون لها امتدادات داخلية، لاسيما أن هيئته البرلمانية أصبحت ضعيفة بعد انسحاب غالبيتها. والثاني: سيطرة نعمان جمعة على صحيفة الحزب وتحكمه في نشر أو منع كثير من موضوعاتها، لحسابات قد تكون بعيدة عن التقديرات الحزبية والتوجهات الإصلاحية المعلنة في خطابه. والثالث: تراجع دور الحزب في الشارع المصري، وإذا كان ذلك مفهوما في إطار حالة العزوف الكبيرة عن المشاركة السياسية، فإن مهمة الحزب ورئيسه كسر هذا الجمود بإقناع المواطنين بجدوى مطالبه الإصلاحية. ونعمان جمعة أستاذ جامعي تقلد منصب عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة من قبل، وكان احد المرشحين البارزين فى الانتخابات الرئاسية المصرية التى انتهت بفوز الرئيس حسنى مبارك وحصول نعمان جمعة على المركز الثالث فى الانتخابات بنسبة ضئيلة ، ومعروف عنه مواقفه الحازمة من ضرورة الإصلاح السياسي وحتمية التغيير في مصر، بشكل يتجاوز الحدود التقليدية. فقد واظب على رأيه في أهمية تعديل الدستور كأولوية مهمة. ونشر مقالاته في صدر الصفحة الأولى من جريدة الوفد بعناوين لافتة، وجميعها تصب في منحى ضرورة الإسراع وحتمية التعجيل بالإصلاحات السياسية كأولوية قصوى. ووجه فيها انتقادات لاذعة لتصورات وممارسات الحزب الوطني، بشكل يبدو متماشيا مع التوجهات الليبرالية لحزب الوفد الذي يرأسه جمعة.