اعلن رئيس مجلس الأمة الكويتى جاسم الخرافى، أنه تم التصويت بالإجماع على تنحية الأمير سعد العبد الله وبعدها جاء كتاب يقرر من خلاله سعد العبد الله التنازل طواعية عن منصبه كأمير البلاد ، مؤكدا أن الكويت تكن له كل احترام وتتمنى له الشفاء العاجل، وجاء قرار العزل ذلك بعد فشل محاولات عدة لاقناع الامير سعد العبد الله بالتنحى طواعية . وأضاف الخرافى فى مؤتمر صحفى أنه تم إلغاء جلسة تأدية اليمين الدستورية وأن من حقنا أن نفتخر بكل الاجراءات الدستورية التى جرت بالكويت. واوضحت مصادر رسمية كويتية أن الحكومة ستجتمع اليوم لاختيار رئيس الوزراء صباح الأحمد أميرا للبلاد . وذكرت فضائية "العربية" الإخبارية أن المجلس أجرى تصويتًا على تنحية الشيخ سعد العبد الله بعد أن تعلقت جلسة مجلس الأمة الكويتى لمدة ساعة لإعطاء فرصة أخيرة للتوصل الى تسوية. يأتى هذا بعد أن باءت جميع محاولات تنحى الشيخ سعد العبد الله عن تولى منصب الامارة باءت بالفشل ، وتم الاعلان عن بدء جلسة مجلس الأمة (البرلمان) للبحث فى اهلية الشيخ سعد العبدالله للحكم، هذا وقد اعلن عميد اسرة آل صباح الشيخ سالم العلى مباعيته لرئيس الوزراء صباح الاحمد الصباح اميرا للكويت. ويأتى ذلك بعد أن قال رئيس مجلس الامة الكويت جاسم الخرافى ان المجلس ارجأ عقد جلسته الخاصة الى الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم بناء على طلب من الحكومة. واضاف الخرافى فى تصريح لوكالة الانباء الكويتية ان المجلس وافق عقب افتتاح جلسته على هذا الطلب. وكان مجلس الامة قد حدد عقد هذه الجلسة الخاصة الساعة العاشرة من صباح اليوم بناء على طلب مجلس الوزراء للنظر فى تفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الامارة. وكان البرلمان الكويتي قد رفض طلبا من سعد العبد الله السالم الصباح بتقديم موعد أدائه اليمين الدستورية إلى امس الاثنين، قبل يوم من الموعد المقرر لذلك. وجاء هذا الرفض بحجة أنه تم توجيه الدعوات والتنسيق مع النواب بين طلب الأمير بعقد جلسة خاصة لأدائه اليمين الدستورية، وبين الطلب الحكومي بعقد جلسة صباح الثلاثاء لتنحيته. وتقدم الأمير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح بهذا الطلب، بعد أن بعثت الحكومة الكويتية رسالة إلى مجلس الأمة الكويتي تطلب فيها بعقد جلسة يوم الثلاثاء لبدء الإجراءات الدستورية لعزل الأمير. وكان مقررا أن تعقد هذه الجلسة قبل وقت قصير من الموعد المقرر لجلسة أداء اليمين الدستوري مساء الثلاثاء. وكان ديوان رئيس مجلس الوزراء الكويتي قد اصدر بيانا رسميا وزع على وسائل الاعلام قبل التطورات الاخيرة وإعلان تنحى الشيخ سعد العبد الله، ورد فيه أن آل الصباح اجتمعوا برئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد جابر الصباح بدار سلوى، وتحدثوا عن اخر تطورات الوضع في البلاد، واطلعهم رئيس الوزراء الى ما انتهى اليه مجلس الوزراء في جلساته الاستثنائية التي عقدت خلال الثلاثة ايام الماضية. وانتهى البيان بالاشارة الى مباركة آل الصباح للخطوات التي اتخذها مجلس الوزراء في شأن طلب عقد جلسة سرية خاصة في مجلس الامة صباح غد. وقال البيان إن آل الصباح عبروا عن أملهم أن تسود الحكمة والعقل لايجاد حل يتجنب تفعيل النصوص الدستورية الخاصة باحكام توارث الامارة. وكان لافتا في هذا الاجتماع حضور أطراف من الفرعين الرئيسيين في أسرة آل الصباح الحاكمة التي تكثر تحليلات المعلقين حول وجود تنافس بينها على الحكم، ورغم أن الامير الجديد الشيخ سعد العبد الله الصباح (76 عاما) مريض بالفعل إلا أن الصعوبة في ازاحته كانت تتمثل في أنها ستخرق تقليدا قديما يتعلق بتناوب السلطة بين فرعي الاسرة.. الجابر والسالم. ولا توجد اختلافات سياسية واضحة بين فرعي الأسرة، وسيواصل أي حاكم جديد السياسة النفطية للكويت وسيحافظ على علاقاتها الوطيدة بالدول الغربية. ولكن الازمة كانت أجبرت البرلمان على تأجيل جلساته العادية الى اجل غير مسمى بما فيها نقاش حول خطة لتعزيز انتاج النفط بالمشاركة مع الشركات الاجنبية تبلغ قيمتها 8.5 مليار دولار. واصبح الشيخ سعد اميرا للبلاد في 15 يناير بعد وفاة ابن عمه. وبعد تنحيه فسوف يليه في تولي الامارة الشيخ صباح الأحمد الصباح رئيس الوزراء. وكان اي تحرك لابعاد الشيخ سعد يستلزم موافقة ثلثي اصوات المجلس المكون من 50 عضوا. وكان يمكن ان يطلب مجلس الوزراء وفقا للدستور من فريق طبي فحص الامير وتقديم تقرير للبرلمان عن حالته الصحية.