لم يصدق إريك ،31 عاما، عينيه وهو يتابع عبر التلفزيون سحبه اليانصيب الأوروبي مساء الجمعة الماضية. ولم يغمض له جفن طوال الليل بعد ان تطابقت أرقام بطاقته مع الارقام الفائزة. وفي الصباح التالي ارتدى ثيابه، كالعادة، وتوجه من بلدة «إيفيان» التي يقيم فيها الى المقهى الذي يعمل فيه نادلاً في جنيف، على الجانب الآخر من الحدود مع سويسرا. لقد خشي ان يكون الفوز وهما وان يفقد مصدر رزقه اذا تخلّف عن الذهاب الى العمل، فأرسل أباه الى دكان التبغ الذي اشترى منه بطاقة اليانصيب ليأتيه بالخبر اليقين. وفازت البطاقة التي اشتراها إريك بالجائزة الاولى المتراكمة منذ عدة اسابيع، وقدرها 180 مليون يورو. لكنه سيتقاسم هذا المبلغ مع فائزين آخرين توصلا الى نفس الأرقام الرابحة، احدهما من باريس والثاني من البرتغال. وما زال الفرنسيون يبحثون عن هوية مواطنهم الآخر الذي سيقبض، مثل إريك، اكثر من 61 مليون يورو (ما يعادل 75 مليون دولار تقريبا). وامس، قال صاحب دكان التبغ الذي باع البطاقة الفائزة لأحد الرابحين الثلاثة للمصورين الذين تجمعوا امام محله على أمل الفوز بمقابلة مع إريك، انه اعتاد ان يفتح دكانه في الخامسة والنصف كل صباح. لكنه فوجئ بوالد إريك ينقر على زجاج المحل قبل ذلك الوقت، ليتأكد من الخبر السعيد. ولدى سؤاله عما يمكن ان يفعله ابنه بمبلغ مثل هذا، قال انه يتوقع ان يشتري به تذاكر سفر الى بلاد مشمسة، لأنه يعشق الرحلات، وقد سبق له ان زار مصر واستمتع بالرحلة كثيرا. ويعيش إريك وحيدا مع أبيه بعد ان هجرتهما الأم. ولعل الفوز باليانصيب سيكون سببا لعودتها الى اسرتها. او لعله يكون سببا في ان يتخلى النادل سعيد الحظ عن صديقته الفقيرة ليرتبط بفتاة من اللواتي يحمن حول اصحاب الملايين، اذ ان الفلوس تتدخل لتغيير المصائر احيانا. يذكر انه في منتصف سبتمبر (ايلول) الماضي، كان «اللوتو» الاوروبي من نصيب فرنسا ايضا، حيث فاز به مهاجر تونسي يدعى محمد، الأب لسبعة ابناء، وقبض 76 مليون يورو (أي ما يعادل اكثر من 80 مليون دولار). وهو مبلغ كفيل بتغيير حياة أي انسان، لكنه لن يبعد عنه الحسد والعنصرية. واختفى محمد واسرته من البناية المتواضعة التي كانوا يقطنونها في ضاحية من ضواحي ذوي الدخل المحدود، وظهروا في فندق فخم من فنادق جنوبفرنسا، على الشاطئ اللازوردي. وكان المليونير المستجد يسعى لشراء قصر في موناكو، حيث يستثمر ثروته بدون ان يخضع للضرائب الباهظة في فرنسا. لكن الوكالات العقارية رفضت ان تبيعه بيتا، لانه لا يتمتع بعلاقات مع الاوساط الراقية في الامارة التي يسعى للسكن فيها اصحاب الملايين والمليارات. وانتقل محمد الى بلدة «كاب دي» على شاطئ فرنساالجنوبي، وسكن في حي فخم تقيم فيه، ايضا، اميرة موناكو ستيفاني والنجم الاميركي روجر مور. لكن الجيران ابدوا امتعاضهم من ابناء الاسرة التونسية لأنهم يحدثون ضجيجا اثناء ممارستهم اللعب، رغم ان الكبار منهم يقودون سيارات «بورشه» تخطف البصر. نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط