وصفت إسرائيل -في أحدث ردود فعلها- دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادة حماس إلى زيارة موسكو بأنها خطوة تهدف إلى إعطاء شرعية دولية "لمجموعة إرهابية".وذكر وزير التربية الإسرائيلي مئير شتريت في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة "أن هذه المبادرة طعنة فعلية في الظهر لأن الهدف منها إعطاء شرعية دولية لمجموعة إرهابية, وعلينا أن نعارضها بكل الوسائل".وتساءل الوزير مستنكرا "ماذا ستقول موسكو في حال وجهنا دعوة إلى ممثلي الشيشان لزيارة القدس؟"، وأضاف "أن روسيا التي تمنع إجراء انتخابات حرة في الشيشان لا تستطيع أن تعطينا دروسا أخلاقية حول شرعية حماس بعد الانتخابات" وكان بوتين قد وجه الدعوة إلى قادة حماس بزيارة روسيا أمس من مدريد، رد عليها القيادي في حماس إسماعيل هنية بأن قادة الحركة سيزورون روسيا إذا تلقوا دعوة رسمية، وهو موقف أكده من الدوحة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي يزور قطر على رأس وفد يمثل الحركة ضمن جولة تشمل عددا من الدول العربية والإسلامية. واعتبرت الخارجية الفرنسية اليوم أن المبادرة الروسية يمكن أن تعزز موقف باريس في اللجنة الرباعية. وفي واشنطن ذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك أمس أن واشنطن طلبت توضيحات من الروس حول الموضوع "لمعرفة نواياهم الحقيقية وما يخططون له". وقال إن السفير الأميركي في موسكو وليم بيرنز اتصل بالخارجية الروسية للحصول على مزيد من المعلومات عن الدعوة. في هذه الأثناء صدرت تفسيرات روسية لدوافع دعوة بوتين، وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن موسكو تنوي أن تحض مسؤولي حماس على اتخاذ "قرارات مسؤولة" وإبرام السلام مع إسرائيل. وقال المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ألكسندر كالوغين إن موسكو ستطلب من حماس الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وأضاف أنها تأمل الوصول بحماس إلى "مستوى المتطلبات الدولية وإقناعها بالحوار مع إسرائيل". ولكن السفير الروسي لدى الأممالمتحدة أندريه دنيسوف اقترب من الموقف الأميركي تجاه حماس، وأكد أن الموضوع الأساسي في برنامج المحادثات مع حماس سيتركز على ضرورة التوقف التام عن عمليات المقاومة المسلحة التي وصفها ب"الأنشطة الإرهابية"، وأضاف أن موسكو ستدعو حماس إلى الحفاظ على عملية السلام والتعاون مع دول المنطقة بما فيها إسرائيل. في غضون ذلك اعتبر السفير الإسرائيلي لدى واشنطن دانييل أيالون خلال ندوة أن الحكومة الفلسطينية التي ستشكلها حماس ستستلهم النموذج الإيراني. وقال إنه إذا اعترفت الحكومة التي ستترأسها حماس بوجود إسرائيل وقبلت بالشروط التي حددتها الرباعية الدولية "فسنعيد النظر في التعامل معها". وطالبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية بالوكالة تسيبي ليفني من جانبها خلال غداء عمل مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بدعم إسرائيل للضغط على الحكومة التي ستترأسها حماس "للاعتراف بإسرائيل والقبول بمبدأ قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان بسلام". ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخا من صنع يدوي أطلق من شمال غزة انفجر صباحا قرب مدينة سيديروت جنوب إسرائيل دون أن يوقع أضرارا. وكانت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت مساء الخميس نهاية عملية "الرعد" التي اغتيل خلالها عشرة فلسطينيين في غارات جوية بقطاع غزة منذ فجر الأحد. وقال قائد منطقة جنوب إسرائيل الجنرال يواف غالانت إن الجيش مستعد لتوجيه ضربات أقوى في حال تنفيذ هجمات فلسطينية جديدة, في إشارة إلى إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة على إسرائيل. في هذه الأثناء أعلن مصدر في وزارة الداخلية الفلسطينية أن أجهزة الأمن تواصل عمليات البحث عن الدبلوماسي المصري المختطف حسام الموصللي "للعثور عليه وإطلاق سراحه". من جهته اعتبر وزير الثقافة والإعلام يحيى يخلف أن السلطة الوطنية الفلسطينية "تعتبر الجناة الخاطفين فئة مجرمة ضالة, وخارجة عن القانون تسيء إلى الشعب الفلسطيني ومصالحه وعلاقاته الأخوية مع الحكومة والشعب المصريين". يشار إلى أن معظم عمليات الاختطاف بغزة نفذتها جماعات تنتمي لحركة فتح.